عمر أنهون

عمر أنهون

وحدة الـ«ناتو» وعواصف الأزمات

عقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعهم الأخير العام الحالي في ريغا في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 1 ديسمبر (كانون الأول)، وسط الكثير من الأحداث التي نتحدث عنها بالفعل. ففي إعلانه عام 2020 أن «ناتو ميت إكلينيكياً»، بدا الرئيس فرنسوا ماكرون منزعجاً مما سمَّاه عدم كفاية التشاور بين الحلفاء. وما دفعه إلى طرح هذه التعليقات هو إحباطه من العملية العسكرية التركية في سوريا.

المعاناة الإنسانية تحولت «سلاحاً سياسياً» مرة أخرى

المعاناة الإنسانية في جزء من العالم تسبب تفاعلاً متسلسلاً للأحداث خارج الحدود. فهي تسفر، من بين أمور أخرى كثيرة، عن أزمات سياسية بين البلدان، بل وتحمل في طياتها مخاطر نشوب صراع مباشر. وعندما أعيد انتخاب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في عام 2020 زعم المعارضون الاحتيال في الانتخابات ونزلوا إلى الشوارع. وأصيب آلاف المتظاهرين بجروح وتم اعتقال بعضهم. ثم تم تحويل مسار إحدى الطائرات، وجرى احتجاز صحافي منشق عن بيلاروسيا. جاء رد فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات على بيلاروسيا. ورد لوكاشينكو على ذلك.

«أزمة السفراء» تعيد التوتر بين الغرب وتركيا

توترت العلاقات المضطربة بالفعل بين تركيا من جانب، والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى من جانب آخر، خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الخلاف الدبلوماسي حول الإعلان المشترك لعشر سفارات في أنقرة (الولايات المتحدة، وهولندا، وألمانيا، وفرنسا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، وكندا، ونيوزيلندا). كانت القضية قضية عثمان كافالا. من هو عثمان كافالا؟ هو رجل أعمال تركي، يشارك أيضاً في منظمات المجتمع المدني، واجه اتهاماً بتمويل احتجاجات «متنزه جيزي» في عام 2013. وينظر الرئيس إردوغان إلى احتجاجات «متنزه جيزي» على أنها تمرد أشعله الأجانب ومولوه بهدف الإطاحة به.

سوريا تغلي فهل ننظر في الاتجاه الآخر؟

هل الأسد في طريقه ليصبح عضواً في المجتمع الدولي؟ لقد حقق الأسد بعض التقدم فيما يتعلق بالعودة إلى المجتمع الدولي، وهناك العديد ممن يتوقعون عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بحلول نهاية العام. كانت الإمارات والأردن في طليعة الدول التي مدت الجسور مع الأسد، وهكذا فعلت مصر أيضاً. على الجانب الغربي، يبدو الاتحاد الأوروبي صامتاً، وها قد صرّحت الولايات المتحدة بأنها لن تطبّع مع الأسد ولا تشجع الآخرين على اتخاذ خطوة كهذه. لكن في المقابل، لا تثير الولايات المتحدة اعتراضات على مبادرات دول المنطقة الساعية إلى التقارب مع الأسد، وهو ما يرونه بمثابة ضوء أخضر.

الغذاء والوظائف عنصران مهمان لاستقرار أفغانستان

لا تزال سيطرة طالبان على أفغانستان تتصدر جدول الأعمال في الشؤون العالمية. إن وجود الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان منذ 2011 قد انتهى بالفشل. والآن، ليس هناك سوى الانتظار. الولايات المتحدة فشلت فشلاً كبيراً. وانتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قرار الرئيس بايدن هذا بينما الرئيس بايدن يدافع عن قراره وسياساته، لكن لا يقتنع الكثيرون بذلك. وتحاول إدارة بايدن الآن الحد من الأضرار في مواجهة الانتقادات الشديدة. وتشدد على أن الأفغان بحاجة إلى تحمل مسؤولية شؤونهم الخاصة. ومن ناحية أخرى يحاول الأميركيون بناء قصة نجاح من خلال إجلاء الرعايا والأصدقاء من المواطنين الأفغان.

أفغانستان في أزمة... مجدداً

في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، أدى رفض طالبان العمل ضد تنظيم القاعدة وزعيمه إلى شن الولايات المتحدة وحلفائها حملة عسكرية هناك، ثم أعقب ذلك نهاية حكم طالبان. وفي وقت لاحق، انخرط المنتصرون في عمليات تطهير وبناء الدولة في أفغانستان. وكان الهدف هو إنشاء نظام بإدارة مدنية وعسكرية قادرة على الحكم المتسم بالكفاءة والفاعلية. وسوف تكون هذه الإدارة قريبة من الغرب والهدوء الودي. ورغم مختلف أوجه القصور والإخفاقات؛ فإن النظام متعدد الأحزاب، والانتخابات الحرة، وتحرير المرأة، ودخول الفتيات إلى المدارس، وإدخال تحسينات على النظام الصحي كانت من الإنجازات المهمة.