د. محمد علي الحسيني
الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان

«ناتو» الشرق الأوسط

تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة تكاد تكون متميزة ومختلفة تماماً عن المراحل السابقة، بل هناك أكثر من مؤشر يدل على أن هذه المنطقة الاستراتيجية وبعد أن مرت بمجموعة من المراحل والأحداث والتطورات المتباينة، تستعد لكي تنفض عن نفسها غبار المراحل السابقة وتستعد لمرحلة غير مسبوقة قد تُدخل المنطقة في مسار تاريخي جديد، من شأنه أن يغيِّر من موازين القوى والمعادلات القائمة في المنطقة ويعززها لصالح بلدانها. الزيارة المهمة والحساسة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، لن تكون كأي زيارة أخرى سابقة للرؤساء الأميركيين للمنطقة، وأكثر ما يمكن أن يلفت النظر في هذه الزيارة أن الولايات المتحدة ذاتها وقبل ب

لبنان وإسرائيل بين الهدنة والتطبيع

يقعُ لبنان اليوم وسط تجاذبات داخلية عنيفة بين تيارين؛ يدعو الأول إلى حياد البلد كلياً، وتؤيّده الغالبية الساحقة من اللبنانيين، وآخر يقوده «حزب الله»، ويريدُ إبقاءَه ساحةَ حربٍ إقليمية - دولية مفتوحة. في الدعوة إلى الحياد، لطالما ردَّدَ المؤيدون أنَّ لبنان في الأساس كان بلداً محايداً، وقد أكَّدَ في ميثاقه الوطني يوم إعلان استقلاله عن فرنسا في عام 1943، أنَّه بلد خارج المحاور والأحلاف العربية والإقليمية والدولية، وعندما قامت دولة إسرائيل في عام 1948، نأى لبنان بنفسه عن الصراع الكبير الذي احتدم في الشرق الأوسط، وجرت في جزيرة رودس اليونانية بوساطة الأمم المتحدة، اتفاقية هدنة لبنان مع الجانب الإسرا