فهد بن عبد الله آل ثاني
عضو الأسرة الحاكمة في قطر

غضباً للشيخ خليفة ولتاريخ قطر

لم أظن يوماً أن نصلَ إلى هذه الحال من السوء والتخبط. كنت أعلن خوفي على حال قطر ومستقبلها من التخبط الذي يشل صورتها ويدمر مستقبلها. كنت أدرك أن الوجود التركي والإيراني على أرضي الحبيبة لن يذهب بسلام، وأنه قد يمسخ هويتنا بالكامل؛ لكنَّني كنت مؤمناً بالنجاة قبل أن يستفحلَ الخطر، وأتفاءل بالمعطيات الكثر التي تشير إلى قرب انزياح الغمة، وسلامتنا من الغرق في الوحل التركي والعفن الإيراني. ما صدمني اليوم هو أن تفاؤلي كان خاطئاً، وأن أملي لم يكن مصيباً؛ لأنَّ قطر قد غرقت بالفعل بشكل جاوز كل التوقعات، وأنَّ الطعنات التي يوجهها النظام القائم إلى بلدي الحبيب، وإلى أهلي، تفوق الوصف سرعة وعنفاً وجريمة.

قطر في قبضة اليد التركية

أعجبني ذكاءُ الرئيسِ الروسي حين أحاطَ إردوغان ووفدَه بتماثيل تصوّر الانتصارات الروسية على الأتراك، حتى لا ينسى إردوغان وضعه الطبيعي أو يتجاوز حدوده. المفارقة أنَّ التركي إردوغان وهو يتصاغر في موسكو أمام بوتين يدخل الدوحة وكأنَّه قائدها، ويهمّش أميرَها، ويتعاملُ معه كأنَّه أحدُ تابعيه، ويحرصُ على إظهار ذلك في كل وسائل الإعلام ليؤكد هيمنتَه وسلطتَه، وأنَّ قطر إحدى المحافظات التابعة له، ويتعمَّدُ إهانة القطريين ليذيقَهم كأسَ المر الذي سقاه إياه بوتين، وكأنَّه يعوّض بذلك ما نالَه من الروس. أحزنُ في كل مرة يزور فيها قطر، أو حين يستدعي ولاة قطر، لأنَّ طريقة التعامل لسيت علاقة شركاء وأصدقاء بل سيد وت

قطر التي أعرف... والأخرى التي أجهل

لم أَكُنْ مهتماً بالسياسة أو عاملاً فيها؛ لكنَّني بحكم الصلة العائلية مع القيادات كنت مطلعاً على التطورات والتغيرات، وجميعها كانت ذات طبيعة سلمية وخيرة.