ليونيد إيسايف
محاضر لدى المدرسة العليا للاقتصاد التابعة للجامعة الوطنية للبحوث - موسكو

هل تنافس روسيا الصين في أفريقيا؟

استضافت مدينة سوتشي أول قمة أفريقية – روسية، يومي 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول)، وحضر تلك القمة 43 وفداً أفريقياً رفيع المستوى. بطبيعة الحال يثير هذا النوع من الأحداث من حيث نطاقه وتكلفته - حيث تم استقطاع أكثر من 70 مليون دولار من ميزانية الدولة الروسية لتغطيته - كثيراً من التكهنات بشأن «عودة روسيا إلى أفريقيا». مع ذلك، هذا الحدث ضروري لمعرفة مدى واقعية فكرة «استعادة المواقع التي تمت خسارتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي». أولاً، كانت المصالح الروسية في أفريقيا محدودة طوال الثلاثين عاماً الماضية. ويصدق ذلك أيضاً على الإرث السوفياتي في أفريقيا جنوب الصحراء، التي باتت نسياً منسياً إلى حد كبير.

إدلب ولا مركزية الدولة السورية

كانت نهاية عام 2018 زاخرة بالأحداث في سوريا، فبعد مشاركة كل من روسيا وتركيا وإيران، باعتبارها الأطراف الضامنة الرئيسية لعملية التفاوض بشأن سوريا وتحفيز عمل اللجنة الدستورية في جنيف، أعلن دونالد ترمب انسحاب القوات الأميركية من سوريا. مع ذلك، يمنحنا هذا، إلى جانب أمور أخرى، فرصة جيدة للنظر إلى الوضع في سوريا من زوايا مختلفة. منها منظور الاتفاق الروسي - التركي بشأن إدلب، الذي تمّ توقيعه في سبتمبر (أيلول) 2018 في مدينة سوتشي. ذلك لأن مؤلفي هذه الوثيقة يرون أنه كان ينبغي توفير جميع الظروف الضرورية من خلال المنافسة في عام 2018 حتى تصبح محافظة إدلب منطقة خالية من أعمال العنف حقاً.

لِمَ لا يجد اللاجئون السوريون الترحيب في روسيا؟

اتخذت روسيا موقفاً واضحاً خلال الأزمة السورية وخاضت الحرب إلى جانب بشار الأسد على مدار العامين الماضيين وفق موقف معلن. كما أن روسيا تحاول لعب دور المفاوض الرئيسي لكنها تبدو غير مستعدة لتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا حالياً فيما يخص اللاجئين. وحتى الآن، يعيش بين 7 و8 آلاف سوري في روسيا، غالبيتهم توجهوا إلى جمهوريات شمال القوقاز. على المرء أن يضع في اعتباره مخاوف السلطات الفيدرالية من استضافة وافدين من الشرق الأوسط. وبحسب تصنيف وزارة الشؤون الخارجية الروسية، وضعت سوريا في قائمة الدول المصدرة للمهاجرين الخطرين من الدرجة الثانية.