فيتالي نعومكين

فيتالي نعومكين
رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو

روسيا والصين في العالم: «ظهراً لظهر»!

«نحن نقف ظهراً لظهر مع روسيا، ونحمي أنفسنا من الذئاب التي تهاجمنا»، عبارة قالها الزعيم الصيني شي جينبينغ. لقد قادتني هذه الصورة التي جاءت على لسان الزعيم الحالي لجمهورية الصين الشعبية إلى شيء من الدهشة، واستحضرت ذكريات الماضي البعيد. ذلك أن المرة الأولى التي تم فيها الاتفاق على الوقوف «ظهراً لظهر» كانت بين الزعيمين ماو تسي تونغ وجوزيف ستالين في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي. وتعود صياغة هذه العبارة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.

اختبار للأسلحة السيبرانية ضد روسيا في باكستان؟

شهدت السنوات الأخيرة نشاطاً ملحوظاً في التعاون بين روسيا والدول الإسلامية؛ الأمر الذي أثار امتعاض أصحاب النوايا السيئة تجاه روسيا وتجاه الدول الإسلامية أيضاً. بين 18 و20 مايو (أيار) من هذا العام، ستقام فعالية ذات أهمية كبيرة في واحدة من أجمل المدن، وهي قازان، عاصمة جمهورية تتارستان. هذه الفعالية هي «المنتدى الاقتصادي الدولي لروسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي» (روسيا - العالم الإسلامي: KAZANFORUM 2023). وبات هذا المنتدى منذ عام 2009 منصة دولية شهيرة للنقاش الإبداعي لقضايا التعاون ولإنجاز المشاريع المشتركة.

القطب الشمالي والضفائر ومصير روسيا

قبل أسبوعين، وخلال مشاهدتي برنامجاً على إحدى القنوات التلفزيونية حول لقاء للرئيس فلاديمير بوتين مع مجموعة من خمسة علماء شباب، منحوا جوائز رئاسية خاصة للشباب مقابل مساهمات مهمة في العلوم، فوجئت بمظهر أحدهم، غير المعتاد ظاهرياً للمجتمع المحافظ لدى مختلف الشخصيات الرسمية في الكرملين. هذا الشاب يدعى ألكسندر أوسادتشييف. أما الشيء غير العادي في مظهره فكان تصفيفة شعره.

شريط «موبيوس» للسياسة العالمية

شريط موبيوس المتعارف عليه، هو أبسط شكل هندسي في علم الطوبولوجيا. ويمكن صنع نموذج منه بسهولة عن طريق أخذ شريط ورقي طويل ولصق طرفيه في حلقة بعد قلب أحدهما رأساً على عقب. حينها، ستكون الحركة على أحد الجانبين بلا نهاية، مع الانتقال المستمر إلى الجانب الآخر. بكلمات بسيطة، دون الخوض في الرياضيات، يبدو أنك تغيّر الجانب الذي تتحرك عليه، لكنك مرة أخرى تعود إلى المكان نفسه. يبدو أن الوضع في سياسة العالم الحديث مشابه للوضع الموصوف أعلاه؛ إذ يبدو أن القدرة على المضي قدماً قد فُقدت في الحياة السياسية للعالم الحديث «المنهار»، كما يصفه مجموعة من زملائي من نادي «فالداي» الدولي للحوار.

لغز إردوغان

الأخبار الواردة من تركيا دائماً ما تجذب الانتباه، لكنني أعتقد أن الاهتمام بها في عام 2023 سيزداد بشكل أكبر، نظراً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في هذا البلد، التي لا تفصلنا عنها سوى ستة أشهر. هذه الانتخابات ستكون بمثابة اختبار جاد لقوة إردوغان وحزبه. فهل سيستطيع الرجل، الذي يسميه بعض الخبراء بأنه من أنجح القادة في العالم، اجتيازها؟ ولماذا احتاج إلى عملية تقديم موعد الانتخابات، الأمر الذي من المتوقع أن يعلن عنه رسمياً في مارس (آذار)؟

روسيا تتقن العمل في صيغ جديدة

لا شكَّ في أنَّ العقوبات المالية والاقتصادية والضغوط العسكرية والسياسية غير المسبوقة التي تمارسها دول «الغرب الجماعي» على روسيا، تسبَّبت في بعض الخسائر لاقتصادها وماليتها، لكنَّها لم تستطع تدميرهما. علاوة على ذلك، يبدو أنَّ الضرر الذي لحق بهذه الدول نفسها، وبشكل أساسي الدول الأوروبية، كان أكثر خطورة.

هل سيستمر التحالف البولندي ـ الأوكراني؟

في مقالاتي السابقة، كنت أشير أحياناً إلى التقويم كوسيلة لاستخدام تواريخ لا تُنسى لفهم ما يحدث في عالمنا اليوم بشكل أفضل، إذ إن التاريخ، كما هو معرف، لا يُنسى، بل إنه في بعض الأحيان يعود إلى الذاكرة ويؤثر بطريقة أو بأخرى على السياسة. في روسيا يُحتفل في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بيوم الوحدة الوطنية.

جنرالات وعقداء يستذكرون أزمة الصواريخ في كوبا

في سبتمبر (أيلول) من عام 1962، كنت قد بدأت الدراسة في السنة الأولى في قسم اللغة العربية في معهد اللغات الشرقية بجامعة موسكو الحكومية. وبعد شهر تقريباً، دهشت كباقي مواطني بلدي عند سماع أخبار أزمة الكاريبي الخطيرة للغاية، والتي اندلعت فجأة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة (ربما لم نفهم تماماً درجة خطورتها)، كما دهشنا بنفس القدر من انتهائها فجأة أيضاً. بالطبع، لم أستطع لا أنا ولا رفاقي، بسبب سرية الأحداث، معرفة أي شيء عما كان يحدث بالفعل في العلاقات السوفياتية الأميركية، على عكس ملازم قوات الصواريخ فيكتور يسين، الذي كان مشاركاً فيها.

أوكرانيا تنتقل إلى الأعمال التخريبية

في الأسابيع الأخيرة، غصّت الشبكات الاجتماعية لدى الروس بالتعليقات على مجموعة من الأخبار، معظمها يتعلق بالموضوع الأوكراني. أولاً، أخبار نتائج الاستفتاءات في جمهورية دونيتسك الشعبية، وجمهورية لوغانسك الشعبية، وفي مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، والتي أظهرت دعم الأغلبية المطلقة من سكانها للانضمام إلى روسيا، حيث تم إضفاء الشرعية على الانضمام قبل عدة أيام، وقابلها رد فعل حماسي من الروس. ثانياً، أخبار الانفجارات التي وقعت ليلة 26 سبتمبر (أيلول) في خطي أنابيب الغاز: السيل الشمالي 1 والسيل الشمالي 2. والتي أدت إلى إتلافهما بشكل خطير، لدرجة أن الترميم سيتطلب الكثير من الجهد والوقت والتكلفة.

حول تواريخ وحروب ومصائر لا تُنسى

إن الكوارث العالمية في أيامنا هذه مأساوية، لدرجة تبدو فيها وكأنها باتت تغطي أحداث السنوات الماضية. إلا أنني أنتمي إلى تلك الفئة من المحللين ممن ينطلقون من أطروحة الدور المتنامي للذاكرة التاريخية والتاريخ بشكل عام، الذي تدور حول تفسيره اليوم معارك بحد ذاتها. لقد أصبحت الحرب على الذاكرة وتدمير النصب التذكارية من علامات العصر لعدد من الدول، بما في ذلك تلك التي تدعي الانتماء إلى المعسكر «المتحضر» والديمقراطي. لكننا لن نتحدث هنا عما هو محزن للغاية. أريد أن أذكر فقط ببعض التواريخ التي لا تنسى.