د. موضي الجامع
خبيرة ومستشارة أمن معلومات

الهيئة الوطنية للأمن السيبراني دليل على الوعي وإثبات للقوة

الهجمات الالكترونية أصبحت الآن أداة فعالة قادرة على ان تشل حركة دول وتهز اقتصادهم، وتعتبر من أهم أسلحة الحروب الالكترونية؛ فالتصدي لها ضرورة من أساسيات استقرار أي بلد اقتصادياً وأمنياً. ان تقنيات وأساليب الاختراق في تطور مستمر وأثرها السلبي في تزايد كبير. في عام 2015 ذكرت شركة التأمينات البريطانية (لويدز) أن خسائر الجرائم الالكترونية تقدر بأكثر من 400 مليار دولار سنوياً ما بين أضرار مباشرة وأضرار تبعية. وذكرت "فوربز" مطلع العام الحالي 2017 ان توقعات الخسائر ستتضاعف خمس مرات في السنوات القادمة لتصل الى ما يقارب 2 تريليون دولار في عام 2019.

الحرب الإلكترونية واقع... الجيش الإلكتروني ضرورة

في الماضي كانت قوة الحرب بقوة الاسلحة والقنابل وحجم الجيش المشارك فيها، وأهم أهدافها تدمير البنية التحتية للدولة وتعطيل اقتصادها وإرعاب شعبها، في زمننا الحالي ظهرت حرب جديدة هي "الحرب الالكترونية" تختلف بنوع السلاح ونوع الجيش المشارك فيها، ولكنها تسعى لتحقيق نفس الاهداف وربما اكثر، والأهم انها تبدأ كحرب ضد مجهول، تجهل الدولة الضحيه هوية الطرف الآخر فيكون تركيزها على الدفاع عن أرضها وحماية شعبها وتقليل الأضرار قدر المستطاع فهي حرب لا يهم بالواقع مصدرها ولكن الذي يهم هل الدولة جاهزة للتصدي لها؟

ماذا بعد فايروس الفدية؟

الفايروسات التي تضرب أجهزة الكمبيوتر تختلف بأهدافها وبرمجياتها، فعلى سبيل المثال هناك فايروسات هدفها تخريب المحتوى وتدمير ملفات الأجهزة بالكامل؛ وأقرب مثال لذلك هو فايروس شمعون الذي ضرب السعودية بنسخته الأولى في 2012 والثانيه في 2017 ؛ فحينما ضرب أجهزة المنظمات مسح محتوى الأجهزة وأظهر صورة تعبر عن توجه المجموعة المخترقة. وهناك فايروسات هدفها سرقة المعلومات وهذا النوع يكثر في البنوك ويسمى بحصان طروادة نسبة الى مدينة طروادة اليونانية وقصة الحصان الخشبي الذي دخل المدينة بعد حصارها عن طريق أهلها بطريقة آمنه وبرغبة منهم وغير مشبوهه، وعندما ضمن الأمان بدأ بالهجوم وهذا بالضبط ما يفعله فايروس طروادة؛