خالد محمود

عن إيران التي لا نعرف

إذا تكلمنا عن الخلاف ما بين المذاهب والديانات فانه من الأمور الشائعة والمعروفة في حياتنا، إلا ان تجيير الحكم لصالح مذهب معين أو ديانة معينة على حساب ومصلحة وحقوق المذاهب والديانات الاخرى، فهذا أمر شنيع لا يمكن السكوت عليه، وهذا ما تفعله ايران بالضبط. فالمسألة هنا تجاوزت فكرة الخلاف التقليدي بين السنة والشيعة، إلى الطريقة التي يرى بها النظام الايراني نفسه في المنطقة. التدخل الايراني كان يعكس بالأساس رغبة في تحقيق زعامة موهومة، خاصة بعد الاتفاق المريب والمثير للجدل الذي تم إبرامه بين الولايات المتحدة والنظام الايراني حول برنامجه النووي. آنذاك بدا أن الأميركان يتفهمون دوافع إيران للحصول على تعزي

العرب والمواطن العالمي

لأننا نفهم السياسة بقلوبنا وعواطفنا، فقد أشعلنا في مجالسنا الخاصة وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك، وعلى شاشات التلفزيون، حربا عالمية ثالثة، وتحمسنا كمواطنين روس يطالبون رئيسهم فيلاديمير بوتين بضرب تركيا بعد إسقاط الطائرتين. البعض تصور نفسه من سكان موسكو أو من أقارب ضحايا الطائرة الروسية فوق سيناء، فبات يرفع شعار "الثأر ، أيها الدب الروسي". هذا النموذج يتكرر، وستراه يتكرر تقريبا في كافة القضايا المطروحة للنقاش أو التي يتم اختلاقها من أجل جدل سفسطائي عقيم. لدينا اهتمام مبالغ فيه في معظم الأحيان بما يجرى في الخارج، وعيوننا دائما معلقة على شاشات التلفزيون أو الهواتف الجوالة. عندم

هدية بحجم محطة نووية!

القرارات المؤجلة في مسيرة الإنسان أو حتى الأمم، مثل الفرص الضائعة، لا تصنع تاريخا ولا تبني مجدا. في حسبة عملية صناعة القرار السياسي، قد يبدو التوقيع على اتفاقية مع روسيا لبناء أول محطة نووية مصرية بعد سبع سنوات من الآن، هو قرار انتحاري، لكنه كان مؤجلا منذ ستين عاما. هذه "ضربة معلم"، وكبيرة أيضا، إذا صح التعبير، فبينما تجد الدولة المصرية نفسها في موقف من يسند ظهره إلى الحائط ومضطرا طيلة الوقت لكي يدافع عن نفسه، فها هي تنجح رغم النيران الصديقة من الداخل ومكائد الأعداء في الخارج، في الاقتراب من أكبر حلم وطني للمصريين. صنع عبد الفتاح السيسي في "الضبعة" لنفسه مجدا شخصيا لا شك، لكنه صنع أيضا الكثير

وهكذا.. رحل ناظر الدبلوماسيين في القاهرة

«البيت بيتك، وكن على راحتك»، هكذا خاطبه المذيع في برنامج تلفزيوني لإحدى القنوات الفضائية المصرية، قبل أن يرد ببساطة، «نعم أنا مرتاح وفعلا البيت بيتي». لم يكن المذيع يدرك أن ضيفه يقول ببساطة متناهية ما هو أعمق من مجرد تلك الكلمات. لم يكن هشام ناظر ضيفا، على القاهرة، بل كان صاحب بيت. هو لم يكن سفير عاديا، ولم يكن أيضًا سياسيا مغمورا..