زين العابدين الركابي
كاتب سعوديّ

إعلان الجهاد العام - بشروطه - للحكام قطعا.. وليس للعلماء قط

ما هذا الذي يجري في ديار المسلمين فيؤدي إلى (فوضى إسلامية هدامة)؟! اجتمع لفيف من العلماء والدعاة في مصر وأصدروا بيانا دعوا فيه إلى (النفير العام) للجهاد في الساحة التي حددها البيان. ولكي نتصور عواقب وآثار هذا الكلام المثير المهيج المطلق، لنتصور - قبلا: أن مسلمي العالم قد فقدوا رشدهم وانخرطوا في تطبيق هذا البيان، ولنتصور – بالتالي - أن هؤلاء المسلمين الكثر هرعوا إلى الموانئ الجوية والبحرية والبرية في بلدانهم ليجاهدوا في تلك الساحة أو في غيرها.. ولنتصور - نتيجة لذلك - أن حكومات تلك الجماهير المتحمسة المتدفقة منعتهم مما يريدون (وهذا هو الواقع الذي سيكون بلا ريب..

إلى أين يتجه العالم.. في ظل تصاعد موجات الإرهاب؟

رأينا مواطنين أميركيين كثرا يهرعون إلى المطارات اليمنية لمغادرة ذلك البلد بناء على نصيحة حكومتهم في واشنطن.. وهذا الإجراء جزء من مشهد عام، وهو أن الولايات المتحدة الأميركية قد قررت إغلاق سفاراتها في نحو 20 دولة في المنطقة.. والسبب في ذلك كله هو أن معلومات خطرة توافرت لدى الجهات الأمنية العليا في أميركا تفيد بأن إرهابيين (وعلى رأسهم تنظيم القاعدة) سيشنون حملات إرهابية ضد مصالح أميركية وغربية (بوجه عام).

وماذا بعد ضرب سوريا؟ (لئلا تتكرر مأساة العراق)

العنوان (افتراضي) لا تقريري. بمعنى أننا نفترض أن ضرب سوريا قد أصبح واقعا! وإذا أخذنا بهذا الافتراض، فإن السؤال التالي هو: ما هي آثار الضربة أو الهجوم؟ ليس يستطيع أحد أن يحدد لنا آثار الضربة.. وكل ما قيل في هذا المجال هو محض خيال أو تصورات لا يسندها دليل موضوعي يمكن الاعتماد عليه.. والراجح أن عناوين روج لها الإعلام السياسي مثل (ضربة محدودة) أو (عملية جراحية موضعية محسوبة) إنما هي عناوين تكتيكية، أو (تلطيفية)، أي تلطف أهوال ما سيقع!! وإلا فإن المعروف في التاريخ العسكري (كما يقول خبراء الاستراتيجيات العسكرية)..

.. وكلما جاء حدث.. أذهل عما قبله!!

إنها متوالية زمنية تصّعّد معها الأنفاس باطراد، ولا تهبط أو تسكن قط. ولنبدأ من مطالع هذا القرن الحادي والعشرين: عام 2001 فجر إرهابيون مبنى التجارة العالمي في نيويورك. وكان هذا حدثا جللا - في حجمه ونوعه - بلا ريب. فمكث الناس غير بعيد ثم وقع غزو أفغانستان. وبينما هم في ذهولهم من هذا الغزو بوغتوا بغزو العراق وتداعياته التي جعلتهم ماكثين في ذهولهم سنوات عديدة. ثم على حين غفلة واسترخاء اشتعل الوطن العربي بما سمي «الربيع العربي»!!.. وبينما هم مشغولون بالبحث عن أسباب ودوافع وجنسيات مهندسي «الربيع العربي»، بوغتوا بوصول الإسلاميين (أجمعين) إلى الحكم في أكثر من بلد عربي عبر صناديق الاقتراع ((!!!!))..