كريم سجادبور

السؤال لم يعد هل سيُسقط الإيرانيون آية الله؟!

تدخل الاحتجاجات في إيران الآن شهرها الثالث، وتعد بمثابة معركة تاريخية بين قوتين، لا يستهان بهما، ويتعذر التوفيق بينهما؛ شعب غالبيته من الشباب، يشعر بالفخر تجاه حضارته البالغ عمرها 1500 عام، ويتوق بشدة نحو التغيير، مقابل نظام ثيوقراطي معزول آخذ، في التقدم في السن، ويبدو عازماً على التشبث بالسلطة بعد 43 عاماً من الوحشية. وعلى ما يبدو، يواجه المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، الحاكم الوحيد الذي عرفه كثير من المتظاهرين على مدار حياتهم، نسخة من المعضلة المألوفة التي يواجهها كل حاكم ديكتاتوري؛ أنه إذا لم يفتح الباب أمام إمكانية التغيير، فستستمر الاحتجاجات، لكن إذا فعل ذلك، فإنه يخاطر بالظهور

ما الذي تخطئه الولايات المتحدة في تعاملها مع إيران

كتب ابن خلدون، الباحث الشمال أفريقي في القرن الرابع عشر، يقول إن الإمبراطوريات غالباً لا تدوم لأكثر من ثلاثة أجيال. مؤسسو الجيل الأول هم رجال أشداء تجمعهم المشقة والعزيمة والتضامن الجماعي، وهو مفهوم أطلق عليه ابن خلدون اسم «العصبية». استمر الجيل التالي محافظاً على إنجازات أسلافهم، لكن بحلول الجيل الثالث أو الرابع، أدت وسائل الراحة في الثروة والمكانة إلى تآكل الطموح والوحدة، مما جعلهم عرضة لجيل جديد من الباحثين عن السلطة بعزيمة لا تلين. في الثورة الإيرانية عام 1979، حول الأصوليون ذوو العزيمة القوية البلاد إلى دولة دينية إسلامية معادية لأميركا.