الطيب بوعزة

الطيب بوعزة
ثقافة وفنون لايبنز ضد لوك... أو عندما يختصم الفلاسفة

لايبنز ضد لوك... أو عندما يختصم الفلاسفة

عندما أصدر الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، كتابه «مقال في الفهم الإنساني»، حيث بلور منظوره التجريبي في مبحث نظرية المعرفة، منتقدا الرؤية الديكارتية، ومؤسسا لرؤية بديلة تعلي من شأن الحواس والتجربة في عملية تكوين الفكر؛ حرص الفيلسوف الألماني، فيلهلم لايبنز، على قراءة الكتاب وتسجيل ملحوظات نقدية عليه. وهكذا سطر بضع فقرات موجزة، ثم قدمها لصديقه بارنيت Burnett، وأوصاه بأن يعطيها للوك عندما يسافر إلى إنجلترا. ووصلت الرسالة. لكن لايبنز لم يحظ من الفيلسوف الإنجليزي بأي رد! لذا في صيف 1697 سيتصل لايبنز من جديد، ببارنيت حافزا إياه على معاودة الطلب مرة أخرى، حيث كان حريصا على اجتذاب الحوار مع لوك.

الطيب بوعزة (الدار البيضاء)
ثقافة وفنون أفلاطون.. شاهدًا «واحدًا وحيدًا» بحكم مزامنته للسفسطائيين

أفلاطون.. شاهدًا «واحدًا وحيدًا» بحكم مزامنته للسفسطائيين

لا أجد في تاريخ الفكر اليوناني، جمعًا من المفكرين ظلمهم المؤرخ / الفيلسوف أفلاطون، كالسفسطائيين؛ وقد ابتدأ تحريف نتاجهم المعرفي وتسفيهه، منذ بداية القرن الرابع قبل الميلاد، وصار تأويله، تقليدًا مهيمنًا، وجدارًا منيعًا أمام كل نظر مغاير يبتغي المجاوزة. ولا أدل على ذلك، من استمرار الأحكام الرئيسية التي بلورتها القراءة الأفلاطونية، حتى عند كبار فلاسفة القرن التاسع عشر، أمثال «هيغل»، و«زيلر»، وغوثري وغيرهم. هذا على الرغم من أنهم اعتنوا بتأسيس تاريخ للفكر، بناء على اجتهاد فلسفي خاص بهم، مَكَّنَهُم – في غير مجال البحث السفسطائي - من بلورة كثير من الأحكام والتقييمات المخالفة للتقليد الموروث.

الطيب بوعزة (الدار البيضاء)
ثقافة وفنون محددات النظرية السيكولوجية لدى كارل يونغ

محددات النظرية السيكولوجية لدى كارل يونغ

لا يمكن مقاربة السيكولوجيا التحليلية ليونغ في معزل عن المدرسة الفرويدية التي انتمى إليها مدة من الزمان، ثم حاول القطع معها ليؤسس نظريته الخاصة عن النفس والسلوك البشريين. ولقد كان نشره لبحثه عن «تحولات ورموز الليبيدو»، الذي وضعه خلال سنتي 1911 و1912، إعلانا فعليا للقطيعة مع فرويد. وفي سياق هذه الرغبة في القطع مع الإرث الفرويدي، نجد يونغ يحرص، منذ بواكير أعماله، على تمييز نسقه السيكولوجي، وعلى ضبط مدلولات مفاهيمه، حتى لا تلتبس من حيث الدلالة بالمفاهيم الفرويدية والرؤى السيكولوجية المتداولة. إذ منذ 1921، سيحرص في كتابه «أنماط سيكولوجية»، على ختم الكتاب بمعجم يستجمع فيه مفاهيمه المركزية.

الطيب بوعزة (طنجة)