كميل الطويل
في ظل مؤشرات إلى نشاط متزايد لخلايا تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وجّهت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، ضربة قوية جديدة إلى هذا التنظيم بقتلها زعيمه أبو إبراهيم القرشي، في عملية نفّذتها قوة كوماندوس في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. قُتل القرشي، واسمه الحقيقي أمير عبد الرحمن المولى، عندما فجّر نفسه، كما يقول الأميركيون، في منطقة قريبة من بلدة أطمة على مشارف الحدود مع تركيا. طلب منه الجنود الأميركيون الذين وصلوا إلى مخبئه بعد إنزالٍ بمروحيات، أن يسلّم نفسه. فردّ بتفجير نفسه مع أفراد من عائلته.
أعادت محاولة الفرار الضخمة لسجناء تنظيم {داعش} من سجن غويران بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، فتح ملف محاولات مماثلة جرت في السنوات الماضية في أكثر من دولة وانتهت إما بكارثة في حق السجناء المتمردين، وإما بإعطاء دفعة قوية لجماعات مسلحة تحاول إسقاط السلطة المركزية.
حذّرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) دول القارة السمراء من الاستعانة بمرتزقة {مجموعة فاغنر} الروسية، قائلة إن أي صفقة للحصول على دعم من هذه المجموعة هي {صفقة سيئة}. وجاء هذا التحذير في إطار تصريحات أدلت بها لـ{الشرق الأوسط} ناطقة باسم {أفريكوم} بخصوص الأوضاع في عدد من الدول الأفريقية. وقالت الناطقة، في هذا الخصوص، {إن مجموعة فاغنر (...) أذكت الصراعات، وزادت من انعدام الأمن والاستقرار، وتسببت في وفاة جنود ومواطنين محليين، وهددت السيادة الوطنية} في الدول التي انتشرت فيها.
بعد الانسحاب الأميركي، العام الماضي، من حربي الصومال وأفغانستان، اتجهت الأنظار إلى مسارح نزاعات أخرى حول العالم لمعرفة ما إذا كانت ستشهد بدورها انكفاءً أميركياً مماثلاً، مع ما يحمله مثل هذا السيناريو من مخاطر تهدد بسقوط أنظمة وتنامي نفوذ حركات متشددة. ساهم سحب القوات الأميركية من الصومال، مطلع عام 2021. في تصاعد هجمات «حركة الشباب»، فرع «القاعدة» في القرن الأفريقي، ضد قوات الحكومة الصومالية الضعيفة والتي تعاني صراعاً على السلطة بين قادتها أنفسهم. في أفغانستان، كانت الصورة أكثر وضوحاً وحسماً.
كانت السنة 2021، أفغانياً، سنة «طالبان» بامتياز. عادت هذه الحركة إلى السلطة في كابل بعد غياب دام 20 عاماً. عادت على جثة حكومة الرئيس أشرف غني التي سقطت وسقط معها رهان الغرب على إقامة حكومة أفغانية مركزية تصل إلى السلطة، وترحل عنها، عبر صناديق الانتخابات. عودة «طالبان» مثّلت أيضاً هزيمة للولايات المتحدة التي حزمت حقائبها ورحلت عن بلاد استنزفتها، بشرياً ومادياً، على مدى عقدين من الزمن في «حرب لا تنتهي». لم تُهزم أميركا عسكرياً، لكن «نفس طالبان» كان أطول منها. كما أن الخروج من «مقبرة الإمبراطوريات» كان ضرورياً لتصويب البوصلة في اتجاه الخطر الحقيقي الذي يهدد استمرار الهيمنة الأميركية عالمياً.
سلّطت موجة جديدة من المهاجرين الذين تدفقوا، أمس (الاثنين)، من بيلاروسيا باتجاه الحدود البولندية، الضوء على ظاهرة الأسوار التي ترتفع في وجههم حول العالم وباتت سلاحاً أساسياً تستخدمه الدول بهدف صدهم. وتفتح «الشرق الأوسط»، في تحقيق تنشره اليوم، ملف هذه الأسوار التي باتت «موضة» في أكثر من دولة. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب شيّد سوراً صار يُعرف باسمه على حدود بلاده مع المكسيك. تركيا تقيم واحداً على حدودها مع إيران. وبولندا كذلك على حدودها مع بيلاروسيا. وأيضاً باكستان على حدودها مع أفغانستان.
جدران. أسوار. سواتر. أسلاك شائكة. حواجز. بوابات... تعابير مختلفة، لكنها تصبّ في المعنى نفسه: «الفصل» بين شيئين. تاريخياً، كان الهدف منها التصدي للغزوات الأجنبية. في العصر الحديث تنوعت الأهداف. أحياناً كان هدفها فصل المتخاصمين عن بعضهم بعضاً. أحياناً أخرى، كان الهدف «سجن» المواطنين داخل بلدهم.
في ظل مخاوف متزايدة من تحول أفغانستان إلى وجهة استقطاب لمؤيدي تنظيم «داعش» من حول العالم، أظهرت سلسلة بيانات أصدرها فرع التنظيم الأفغاني المعروف باسم «ولاية خراسان»، أن صفوفه تضم فعلاً مقاتلين أجانب شارك بعضهم في عمليات انتحارية، في حين انتقلت القيادة المتحصنة بجبال شرق البلاد إلى «مهاجر» يُعتقد أنه عربي بعدما كان يهيمن عليها في السابق قياديون متشددون من منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية. وأعلن «داعش – خراسان»، مساء الجمعة، مسؤوليته عن تفجير مسجد شيعي في قندهار، كبرى مدن جنوب أفغانستان، بعدما تبنى، قبل أسبوع، تفجير مسجد شيعي آخر لعرقية الهزارة في قندوز، بأقصى شمال البلاد.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة