فاضل السلطاني

فاضل السلطاني
محرر الثقافة والكتب في «الشرق الأوسط» منذ عام 1997. عمل في عدد من الصحف والمجلات، وهو شاعر مؤلف نشر عدداً من الكتب منها «قصائد» و«النشيد الناقص» و«محترقاً بالمياه» و«لا أحد يعود». مُجاز في الآداب من جامعة بغداد، وحاصل على درجة الماجستير في الأدبين الأوروبي والأميركي من جامعة لندن
يوميات الشرق الثقافة ورأس المال الرث

الثقافة ورأس المال الرث

ليس غريباً أن يتوقف أقدم موقع شعري عربي وهو الموقع الإلكتروني «جهة الشعر»، لـ«عدم توفر الدعم المالي»، حسب إعلان مؤسسه الشاعر البحريني قاسم حداد. بل الغريب، والشاذ أيضاً، أن يستمر هذا الموقع الرائد والرصين لمدة 22 عاماً، منذ 1996 حتى قبل يومين. والذي نعرفه، أن الموقع استمر طوال هذه السنوات بفضل دعم كتاب وشعراء، هم أساساً بحاجة للدعم. كانت فكرة شخصية صغيرة من قاسم حداد، منذ بداية انتشار الإنترنت، ومع انحسار المجلات الأدبية، هذا إن لم نتحدث عن غياب أي مجلة متخصصة بالشعر، وسرعان ما كبرت الفكرة وتحولت، بتعبير حداد، إلى «مشروع جماعي تسهم فيه كائنات لا تحصى من شتى أصقاع العالم».

فاضل السلطاني
يوميات الشرق رحيل فالح عبد الجبار العلامة البارزة في علم الاجتماع العراقي

رحيل فالح عبد الجبار العلامة البارزة في علم الاجتماع العراقي

برحيله المفاجئ صباح أمس (الاثنين)، يختتم فالح عبد الجبار، الصديق والزميل، رحلة طويلة تزاوج فيها النضال السياسي المبكر مع البحث الدؤوب في طبيعة المجتمع العراقي، وتشكيلاته القبلية والاجتماعية والمعقدة، ومساره السياسي الذي لا يقل تعقيداً. ولفهم كل ذلك، تسلح فالح عبد الجبار نظرياً بالفكر الماركسي عبر مصادره الأساسية. فصرف 20 عاماً في ترجمة رأس المال عن الإنجليزية، مقارناً إياها بالنص الأصلي بالألمانية، التي بدأ يتعلمها من أجل هذا الغرض.

فاضل السلطاني (لندن)
ثقافة وفنون سر الشعر الباقي

سر الشعر الباقي

هل يوجد أعذب من بورخيس حين يتحدث عن الشعر؟ قليلون جدا في تاريخ النقد الأدبي تنطبق عليهم صفة العذوبة كما تنطبق على نقد بورخيس، ربما لأنه ليس ناقداً محترفاً. فقد اعتدنا أن يطل الناقد من على النص، وغالبا بريبة وشك، فيعمل به تفكيكاً وتقطيعا حتى يستحيل عظما تعافه النفس. وفي أفضل الأحوال، تقرأ «نقداً»، يمارسه غالباً شعراء مع بعضهم البعض، فتعافه النفس أيضاً لكثرة ما فيه من دسم زائد. ويبدو أننا الآن عموماً لا نملك سوى هذين الصنفين اللذين ينتهي مفعولهما مع نهوضنا من المائدة. انتهى عصر نقاد الشعر العظام منذ أمد بعيد. لم نعد نقرأ كتبا من نوع «الشعر والتجربة» لأرشيبالد ماكليش، أو «الشعر...

فاضل السلطاني
يوميات الشرق الواقفون في جحيم دانتي  أمام مآسي العصر

الواقفون في جحيم دانتي أمام مآسي العصر

في جحيم دانتي، الأنشودة الثالثة، نتعرف على أولئك الواقفين في «اللمبو»، أو «اليمبوس»، الذي يقابله الأعراف عندنا، الذين لا يدخلون الجنة، ولا النار، بل يبقون ينتظرون على الأبواب إلى الأبد. وهل يوجد عذاب أشد من انتظار يعرفون أنه لن ينتهي. قدرهم أن يدوروا على الدوام، و«لا تجوز عليهم راحة لأنهم لم يحفلوا في الدنيا بغير الأكل والنوم كالحيوانات»، والدائرة التي يدرون فيها هي أكبر دوائر الجحيم عند دانتي. خطيئتهم أنهم لم يتركوا أثراً من خير أو شر. بل حتى الآثمون أفضل منهم لأنه كانت لهم إرادة الشر على الأقل. إنهم واقفون هناك منتظرون إلى الأبد، إذا كان هناك أبد ما.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق المذكرات كمناسبة للحديث عن الذات

المذكرات كمناسبة للحديث عن الذات

بغض النظر عن الفروق الأكاديمية بين اليوميات، والمذكرات، والسيرة الذاتية، وهي فروق دقيقة جدّاً، خصوصاً في عصرنا الحالي، الذي تداخل فيه كل شيء، يبقى أمر واحد يبرر قراءة أي منها، مهما كان التصنيف: إلى أي مدى نستطيع أن نتعرف على تجربة صاحبها الحياتية والإنسانية من مختلف جوانبها الشخصية والعامة، وبالتالي التعرف على مرحلة ما، وعصر ما.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق اتحاد الكتاب العرب في عرين الأسد

اتحاد الكتاب العرب في عرين الأسد

أشياء كثيرة تغيرت، سلباً أم إيجاباً في الحياة الثقافية العربية، أفراداً ومؤسسات، ارتباطاً بما يجري داخل كل بلد من البلدان العربية، خصوصاً منذ الربيع العربي عام2011، وبما يدور حولنا في العالم من تغيرات وتحولات فكرية وثقافية كبرى، إلا أن هناك ثابتاً واحداً عصياً على التغيير حتى الآن، هو اتحاد الأدباء والكتاب العرب، الذي يبدو كأنه خارج الزمن العربي والعالمي. إنه اتحاد يمكن أن ينطبق عليه أي وصف، ما عدا أنه يمثل قطاعاً من الكتاب هم، أو كما هو مفروض، أكثر البشر حساسية تجاه ما يجري في محيطهم والعالم. لكن هذا لا ينطبع للأسف على الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، خصوصاً على أمينه العام.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق من الفرعون إلى ولي الفقيه

من الفرعون إلى ولي الفقيه

في مثل هذه الأيام، وقبل أكثر من 500 سنة، بث القس الإنجليزي توماس مور أحلامه في كتابه «يوتوبيا»، وصنف الكتاب - آنذاك - باعتباره «عملاً خيالياً». وبعد كل هذه القرون الطويلة من التطور الإنساني والحضاري والتكنولوجي الهائل، لا يزال الكتاب عملاً خيالياً بامتياز، وربما أكثر خيالاً.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق جامعة أكسفورد تجمّل الماضي الاستعماري

جامعة أكسفورد تجمّل الماضي الاستعماري

شيء مؤسف جدا أن تحاول أعرق جامعة في بريطانيا، وواحدة من أقدم الجامعات وأرقاها في العالم، وهي جامعة أكسفورد، تجميل جريمة كبرى باتت البشرية المتحضرة تخجل من مجرد ذكرها، وتعدها من أبشع ما ارتكبه الإنسان الأوروبي بحق إخوته البشر في عصر يمكن تسميته بما قبل التاريخ الإنساني، أو هكذا من المفروض أن يكون. لقد تبنت هذا الجامعة مشروعا ضخما يمتد لخمس سنوات تحت عنوان فضفاض كلماته تناقض إحداها الأخرى، وهو «علم الأخلاق والإمبراطورية»! ويهدف هذا البرنامج، كما هو معلن مباشرة، إلى الموازنة بين منافع الاستعمار البريطاني ومضاره! وبالطبع، منافع أي استعمار!

فاضل السلطاني