فاضل السلطاني

فاضل السلطاني
محرر الثقافة والكتب في «الشرق الأوسط» منذ عام 1997. عمل في عدد من الصحف والمجلات، وهو شاعر مؤلف نشر عدداً من الكتب منها «قصائد» و«النشيد الناقص» و«محترقاً بالمياه» و«لا أحد يعود». مُجاز في الآداب من جامعة بغداد، وحاصل على درجة الماجستير في الأدبين الأوروبي والأميركي من جامعة لندن
كتب فيليب روث... مبتكر أميركا المختلفة والسير المزيفة

فيليب روث... مبتكر أميركا المختلفة والسير المزيفة

إذن مات فيليب روث في الخامسة والثمانين، وهو متعب القلب وعينه على نوبل، أو بشكل أدق، هذا ما تمناه نقاده ومحبوه في أميركا وأوروبا في الأقل. ولا أظنه كان عابئاً بذلك، وبالتأكيد كان يستحقها أكثر من أولئك الذين فازوا بها في السنوات الأخيرة. فقد كان أسطورة أدبية بحد ذاته، واحتل، إلى جانب سول بيلو وجون أوبدايك، مكانة بارزة في السرد الحديث في القرن العشرين، أو في الأقل في النصف الثاني منه. كتب مرة يقارن بينه وبين هذين العملاقين الروائيين الآخرين: «أبدايك وبيلو يحملان كشافهما الضوئي خارجاً في العالم، ويكتشفان العالم كما هو. أما بالنسبة لي، فأنا أحفر كوة وأسلط عليها الضوء». وهذا صحيح تماماً.

فاضل السلطاني (لندن)
ثقافة وفنون وصفة أوروبية لأدب أطفال عربي

وصفة أوروبية لأدب أطفال عربي

هل عندنا أدب أطفال، بالمعنى الدقيق للكلمة؟ لا يمكن الزعم بذلك. عندنا كتابات للأطفال، بغض النظر عن عدم امتلاك الكثير منها الشروط الفنية اللازمة والعلمية، وكان عندنا مجلات رسمية قومية لعبت دوراً رائداً منذ فترة مبكرة، وتراجعت للأسف أو رحلت مع الأنظمة التي رعتها، وما تزال هناك إصدارات تكافح، ولكن ذلك كله لا يشكل نوعا أدبيا قائما بذاته.

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون العصر الذي لا سمات له

العصر الذي لا سمات له

لكل عصر سماته التي تشير لجوهره منذ بداية البشرية لحد الآن. فهناك عصر الطفولة البشرية في أثينا، أو على الأقل هكذا كان يسميه ماركس، عصر البراءة الأولى، حيث الكل أحرار قبل أن يقسم الإنسان نفسه إلى مالك ومملوك، عصر الحكمة والفلسفة التي لا تزال حية على الرغم من القرون. وهناك عصر النهضة، وعصر التنوير، حين اكتشفت البشرية نفسها من جديد، وتحررت من خرافة تلك القوى الخفية، التي استندت طويلاً إلى مرجعيات لم يخترها أحد، وحكمت ضمائرنا قبل عقولنا، وأثقلتنا بعقد ذنوب لم نقترفها.

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون «لا تعاملوا الكتاب كخيولٍ في ميدان سباق»

«لا تعاملوا الكتاب كخيولٍ في ميدان سباق»

الإنجليز مهووسون تاريخياً بالجوائز، مثل هوسنا بالحديث عنها. فما تقرأ حواراً أو خبراً عن كاتب أو كاتبة ما، حتى تسبقه عبارة «الفائز أو الفائزة بجائزة». هكذا بالتنكير، من دون ذكر ما هي هذه الجائزة. أهي جائزة «بوكر»، أم «كوستا» (التي ترعاها سلسة المقاهي الشهيرة)، أم جائزة محلية منحها مجلس بلدية أو جمعية أدبية في منطقة ما. المهم، أنه فاز بجائزة ما. إنه نوع مضلل من التزكية، والتسويق، وتبرير للنشر أيضاً. انظروا، أنه ليس كاتباً عادياً، فقد فاز بجائزة! وهي تتضمن أيضاً انتقاصاً من كل الكتاب الآخرين الذين لم ينالوا جائزة، مهما كانوا مهمين.

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون الشعر البريطاني في نصف قرن وتأثيره على الشعر العربي

الشعر البريطاني في نصف قرن وتأثيره على الشعر العربي

سأتناول ملامح عامة في الشعر البريطاني انعكست في الشعر العربي، وليس عن تأثير شعراء بريطانيين معينين على شعراء عرب معينين، لأننا لا نجد مثل هذا التأثير في شعر ما بعد الحرب العالمية الثانية، كما نلاحظ مثلاً في تأثير تي.إس.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق العراق... قمع ثقافي ليس بحد السيف

العراق... قمع ثقافي ليس بحد السيف

نكتشف الآن، بعد 15 سنة من سقوط تمثال صدام حسين وسط بغداد، أن أحلامنا بالنهوض، إن لم نَقُلْ الازدهار، الاجتماعي والثقافي والعلمي لم تكن سوى أحلام أطفال سذج. كانت أحلاماً كبيرة بحجم القهر الذي عرفناه نحن العراقيين مع حزب البعث العراقي أكثر من ثلاثة عقود سادت فيها ثقافة القمع والحرب، وتمجيد القائد الضرورة، الذي سينسخ نفسه مرة أخرى في أكثر من صورة لا تزال تطل علينا لتذكّرنا بأن شيئاً جوهرياً لم يتغير.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق تنيسي وليمز الذي خلدته شكوكه بنفسه

تنيسي وليمز الذي خلدته شكوكه بنفسه

نكتشف الآن أن كل شعبية تنيسي وليمز والاعتراف به عالمياً لم يمنحاه ذرة من الثقة في نفسه ككاتب، استناداً إلى المجلد الثاني من رسائله غير المنشورة سابقاً، التي تغطي الفترة من 1945 - 1957، والتي ستصدر في الثالث عشر من هذا الشهر، ونشرت مقاطع منها جريدة «الغارديان» البريطانية في عددها ليوم الجمعة الماضي، بالاتفاق مع «نيويورك تايمز». يقول في إحدى رسائله عام 1964 إلى صديقيه، الناشر جيمس لولين، والمحرر روبرت ماكغرغور، وهو في أوج نجاحه وشهرته: «عليّ أن أعترف بأن لدي شكوكاً وخوفاً». ويكرر ذلك في 1972: «أنتما تعرفان كم أنا بحاجة لأشعر بالطمأنينة فيما يخص أعمالي».

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون الشعر  في مداره الأبدي

الشعر في مداره الأبدي

في حوار مع «سيدة الشعر البريطاني» كاثلين رين، التي رحلت عام 2003 عن 95 عاماً، سألتها السؤال الذي صار مملاً لكثرة ترديده بمناسبة وبلا مناسبة: هل نعيش زمن الرواية؟ هل لا يزال للشعر مكان ونحن في نهاية القرن العشرين؟ وكان اللقاء قد أجري عام 1999 في بيتها المتواضع، الذي ملأت أركانه كتب الشعر والفلسفة، وهما موضوعان لم تتوقف عن الحديث عنهما حتى وهي تعد القهوة، ابتداء من هوميروس وأفلاطون وأرسطو حتى دبليو. أتش.

فاضل السلطاني