فاضل السلطاني

فاضل السلطاني
محرر الثقافة والكتب في «الشرق الأوسط» منذ عام 1997. عمل في عدد من الصحف والمجلات، وهو شاعر مؤلف نشر عدداً من الكتب منها «قصائد» و«النشيد الناقص» و«محترقاً بالمياه» و«لا أحد يعود». مُجاز في الآداب من جامعة بغداد، وحاصل على درجة الماجستير في الأدبين الأوروبي والأميركي من جامعة لندن
ثقافة وفنون أشياء العالم تتداعى

أشياء العالم تتداعى

لعل الأول من فبراير (شباط) 2020، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيضاف لتلك التواريخ الشهيرة التي شكلت منعطفات حاسمة في التاريخ الأوروبي، والإنساني أيضاً، مثل 1914، الحرب العالمية الأولى، و1934، مجيء هتلر إلى السلطة، و1939، اندلاع الحرب العالمية الثانية، و1945، انتهاء هذه الحرب وهزيمة النازية. ولعل كل هذه الأحداث الكبرى هي نتاج لظاهرة واحدة بأشكال مختلفة: التشظي، الذي قد يكون أكبر ظاهرة في القرن العشرين أنتجها الوعي الاجتماعي والثقافي الأوروبي عشية الحرب العالمية الأولى، وظل يعيد إنتاجها طوال قرن ونيف تقريباً، بأشكال مختلفة، وآخر تجلياتها «بريكست» البريطانية. ولعل أفضل من عبر عن هذا التشظي

فاضل السلطاني
يوميات الشرق هل ينقذ الشعر العالم؟

هل ينقذ الشعر العالم؟

كان دوستويفسكي لا يكف، مباشرة أو تضميناً في أغلب أعماله الكبرى كالإخوة كرامازوف أو الأبله أو الجريمة والعقاب، عن طرح السؤال الذي لم تجد البشرية له جواباً لحد الآن: هل ينقذ الجمال العالم؟ لكن دوستويفسكي كان يطرح هذا السؤال الممض على نفسه أولاً، وكان مصدر عذابه الأليم، كالأسئلة الوجودية الكبرى التي قادته إلى أن يصرخ يوماً في وجه العالم بأن مشروعه القادم هو الجنون.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق الدين... والحياة

الدين... والحياة

نادرة هي تلك الأفلام السينمائية التي تتناول جوهر الدين والإيمان، وماذا يعنيان تماماً في عالمنا المعاصر. والأصعب، تجسيد ذلك حسياً، وليس بشكل نظري مجرد، ومن داخل الشخصيات الدينية ذاتها. ويزداد الأمر صعوبة، إذا كانت هذه الشخصيات تحتل قمة الهرم الديني. فيلم «بابوان»، The Two Popes الذي تعرضه «نيتفلكس» الآن، هو من هذه الندرة. وحقق ذلك من خلال مواجهة هادئة بين البابا بنديكت (مثله أنتوني هوبكنز)، ورئيس أساقفة الأرجنتين خورخي ماريو بيرجوليو (مثله جوناثان بيرس)، الذي سيعتلي الكرسي البابوي إلى جانب بنديكت، فيصبح للفاتيكان «بابوان» للمرة الأولى في التاريخ المسيحي.

فاضل السلطاني
يوميات الشرق الطغاة لا يتعلم بعضهم من بعض

الطغاة لا يتعلم بعضهم من بعض

سينهض من صميم اليأس جيلٌ مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد هذه الأبيات ليست نبوءة من الجواهري الكبير، بل تقرير لطبيعة الحياة التي لا نريد أن نفهمها غالباً، خصوصاً أولئك الذين جمّدت السلطة في دمائهم الزمن وأوهمتهم بأنهم محصنون ضد انعطافاته وانفجاراته غير المتوقعة، حين نحاول حبسه في عنق زجاجة. هناك زمن يكبر خارج زمننا... زمن لا ينتمي إلينا، ولا ننتمي إليه، وعدم تسليمنا بهذه الحقيقة، لا يقود إلا إلى انفجار رؤوسنا، ورؤوس من حولنا.

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون الطائفيون لا يجيدون القراءة

الطائفيون لا يجيدون القراءة

«نعي» «انتقلت إلى رحمة الله تعالى الطائفية عن عمر 16 سنة من 9 - 4 - 2003 إلى 1 - 10 - 2019، وسيقام العزاء في ساحة التحرير. إنا لله وإنا إليه راجعون». هذا «النعي» المرفوع على جدار في ساحة التحرير في بغداد - التي يمكن القول عنها إنها صارت تمثل وطناً مستعاداً، ولو على المستوى الرمزي، تبدو أمامه المنطقة الخضراء مجرد ذكرى بغيضة من ماض بعيد - يعكس، بكلمات قليلة، وعياً نادراً، ولكنه يطرح في الوقت نفسه أسئلة لا تنتهي. هل تولد الطائفية، أو تبرز على السطح بأنيابها الحادة، في ظرف معين، وتموت، أو تتوارى في ظرف آخر مختلف، وإن تحت السطح بانتظار موسم اللقاح؟

فاضل السلطاني
يوميات الشرق ولماذا لا يمتلئ الشعر العراقي بالدم؟

ولماذا لا يمتلئ الشعر العراقي بالدم؟

لم يترك كلكامش ابناً طليقاً لأبيه لم تنقطع مظالمه عن الناس ليل نهار أهذا جلجامش راعي أوروك المسورة أهو راعينا القوي الكامل الجمال والحكمة. لم يترك جلجامش عذراء طليقة لأمها ولا ابنة المقاتل ولا عروس الشاب. (من ملحمة «كلكامش») - - - أو ما تذكر ما فعلت بالأرض أنانا ملأت جميع آبار البلاد بالدم ملأت جميع الأحراش والبساتين بالدم صار العبيد حين يحتطبون لا يشربون إلا دماً والإماء إذا ما جئن للتزود بالماء، لا يملأن جرارهن إلا بالدم فتأمل ماذا فعلت أنانا (من «أنانا والبستاني») ربما لم يمتلئ شعرٌ في التاريخ بالدم، كالشعر العراقي، قديمه وحديثه، منذ ملحمة «كلكامش» و«أنانا والبستاني»، مروراً بالجواهري والسي

فاضل السلطاني
يوميات الشرق اللغة ليست شيئاً آخر... إنها نحن

اللغة ليست شيئاً آخر... إنها نحن

هل هناك «لغة شريفة»، ولغة ليست كذلك؟ لغة مقدسة، وأخرى دونها في المنزلة؟ ثم، هل هناك لغة علمية، وأخرى أدبية أو شعرية، لغة دقيقة، وأخرى سائبة محشوة بالإنشاء، كما حالنا الآن، أو تسمح به؟ لا نكاد نعثر في الأدبيات اللغوية، وعند فقهاء علماء اللغة على أسئلة كهذه إلا عندنا نحن العرب. والسبب واضح: إننا ننظر للغة كعنصر قائم بذاته، منعزل عن تاريخنا القديم والحديث، ومراحله المتعاقبة المليئة بالتغيرات الكبرى، ودورات الزمن المتعاقبة، عنصر منفصل عن تطورنا الاقتصادي الاجتماعي والثقافي، وبنائها الذهني والنفسي في كل مرحلة من التاريخ. وكأن اللغة وجدت لذاتها، وجوداً سرمدياً لا يصقله أو يخدشه الزمن.

فاضل السلطاني
ثقافة وفنون لماذا يخاف الفلاسفة من الحب؟

لماذا يخاف الفلاسفة من الحب؟

يتعامل الفلاسفة مع الحب، هذا الشعور الإنساني الذي يبدو لنا طبيعياً وفطرياً، على أنه مشكلة وجودية وميتافيزيقية كبرى. هذا عمل الفلاسفة. إخضاع كل شيء للعقلنة، ثم التحليل، ثم الخروج بلا نتائج، على الأقل بالنسبة للحب. من سقراط إلى آخر فيلسوف، ما يزال الأمر كما هو تقريباً. ويبدو، كما نستنتج من كتاب «الفلاسفة والحب» للفرنسيتين ماري لومونييه وأود لانسولان – الصادر عن دار التنوير، بترجمة ممتازة لـ«دينا مندور» - أن الود مفقود بين الحب وهؤلاء الذين غيّروا البشرية، وغذّوا عقلها وروحها أيضاً، وأن «لا تآلف بين الفلاسفة والحب»...

فاضل السلطاني