رياض معسعس
في الثاني عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رحل المفكر الإسلامي مالك شبل عن عمر ناهز الثلاث والستين سنة بعد معاناة شديدة من مرض السرطان، ودفن في مسقط رأسه في مدينة سكيكدة الجزائرية، التي ولد فيها في 23 أبريل (نيسان) 1953. ويعد مالك شبل أحد أبرز المفكرين المسلمين في فرنسا الذين اختصوا بدراسة الأديان، لكن ما ميزه عن الآخرين أفكاره التي تدعو إلى ما وصفه بـ«الحداثة الإسلامية»، و«إسلام التنوير».
لم يكن الأدب يومًا أكثر انعكاسًا لواقع مجتمع كما هو عليه اليوم، وخصوصًا من بداية العقدين الأخيرين. فإذا كان الأدب مرآة المجتمع الذي يستلهم الأديب منه أدوات فنه ليعبر عن إشكالية ما، عن مأساة، أو عن ملهاة، عن ضياع، أو عن حدث ترك بصمة في عمق الضمير الإنساني، والأمثلة على كثرتها.
لم يكن الأدب يومًا أكثر انعكاسًا لواقع مجتمع كما هو عليه اليوم، وخصوصًا من بداية العقدين الأخيرين. فإذا كان الأدب مرآة المجتمع الذي يستلهم الأديب منه أدوات فنه ليعبر عن إشكالية ما، عن مأساة، أو عن ملهاة، عن ضياع، أو عن حدث ترك بصمة في عمق الضمير الإنساني، والأمثلة على كثرتها.
حمص أيقونة الثورة السورية، لم يتبقَّ منها في أيدي الثوار سوى حي الوعر، الذي كان، وما زال، وعرًا على القوات الطائفية والهمجية التي لم تدع حجرا أو بشرا واقفا بقصفها الجنوني لمدينة ابن الوليد، وديك الجن، والقاشوش. لم يتبق في حي الوعر سوى بضعة آلاف وشاعر تحت حصار القتلة. عبد الكريم عمرين، شاعر حمص، شاعر الوعر، شاعر الحب في زمن الموت. في ديوانه الذي صدر أخيرا «حمص: للحب وقت.. وللموت وقت»، يقصّ يوميات الحصار، في زمن الموت الأعمى. يوميات القصف، يوميات القتل الممنهج، والتهجير، والتجويع.
رغم مرور أكثر من نصف قرن على استقلال الجزائر، وثورة المليون شهيد، التي فتحت جرحا غائرا في نفوس الفرنسيين، ما زالت القضية الجزائرية تحظى باهتمام باحثين، ومؤرخين، وأدباء. فهذه الحقبة التاريخية لم تستوفِ حقها بعد من البحث، والتأريخ، وسرد كل القصص والحكايات الأليمة التي رافقت فترة من أصعب الفترات التي عايشها الجزائريون، والفرنسيون على حد سواء.
هل هو تقصير من القارئ العربي، وخاصة المشارقي، أم هناك إشكالية ما في التوزيع والتعريف بأعمال جزائرية تستحق أن تكون في الصف الأول على رفوف المكتبات؟ يعتري القارئ إذا قرأ الأدب الجزائري الدهشة، والحيرة، فدهشته تبدأ بوعيه بهذا الإنتاج الضخم من الأعمال الأدبية في فترة وجيزة (إذا بدأ المشوار منذ بداية الثورة الجزائرية في منتصف الخمسينات، مع الأخذ بعين الاعتبار للأعمال التي صدرت قبل هذا التاريخ رغم قلتها)، إذ شهدت الجزائر طفرة نوعية من الأعمال الأدبية ببروز جيل من الأدباء الذين استطاعوا أن يرتقوا بالأدب الجزائري بشكل عام إلى مراتب عليا تعادل أو تفوق أدب دول عربية أخرى ذوات ماض طويل وعريق في هذا المجا
كبردى لدمشق، ودجلة لبغداد، والنيل للقاهرة، السين لباريس، يشق المدينة إلى شطرين، يجري تحت جسورها العريقة، ويحمل على ضفتيه أجمل وأقدم مبان شهدت تاريخها المتقلب، من مغلوب ومتغلب، وملكيات وجمهوريات وإمبراطوريات، تعاقبت على أحداث هزتها هزا، ومعها عواصم أوروبا شرقا وغربا. من ملكية إقطاعية آفلة تحت ضربات بورجوازية ثورية صاعدة قلبت مفاهيم العصر رأسا على عقب، إلى إمبراطورية نابوليونية محاربة طغت هزائمها على انتصاراتها، ثم إلى ملكية انبعثت من رمادها لتندثر من جديد تحت ضربات ثورة أخرى إلى غير رجعة، لتحل مكانها إمبراطورية ثانية ثم لتندثر بدورها بهزيمة نكراء، كهزيمة العرب في الخامس من يونيو (حزيران)، ضد أل
حتى بعد سقوط «عرش طاطا» في تونس الثورة، لم يتغير شيء، وكما يقول مثل فرنسي «الطاقية بيضاء، بيضاء الطاقية». عن دار الجنوب التونسية صدر مؤخرًا «مروية» بعنوان كوزكي (نسبة للدراجة النارية اليابانية).
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة