خالد خليفة
أولى السوريون ينتظرون الموت بـ«حلته الجديدة»

السوريون ينتظرون الموت بـ«حلته الجديدة»

مع كل وباء يصبح البشر جيفة يجب الابتعاد حتى عن جثامينها، وصور جنازات في العالم تخبرنا ذلك، والعالم يقتسم مع سوريا هذا الموت الشاق، رغم اختلاف الزوايا. السوريون، مرة أخرى ينتظرون الموت العشوائي في حلته الجديدة. اختبرنا كشعب كل أنواع الموت. تحت التعذيب مات عشرات الآلاف من خيرة شباب سوريا. تحت القصف، دمرت مدن سوريا. في الحرب، التي لم تنته، مات أكثر من نصف مليون سوري، عدا عن التهجير وملايين النازحين. اليوم، يتبختر وباء «كورونا» بنسخته الجديدة، وجميعنا في سوريا ننتظره دون قوة، أو يقين، بأننا نستطيع مجابهته.

خالد خليفة
العالم العربي سوريا من «كوليرا» الطفولة  إلى «كورونا» الشيخوخة

سوريا من «كوليرا» الطفولة إلى «كورونا» الشيخوخة

كنت طفلاً في التاسعة من عمري حين عدت إلى المنزل، وأخبرت أمي بـأن الكوليرا تسير في الشوارع وأن «مشفى الحميات» في عين التل القريب من منزلنا في حي الهلك في حلب، يغص بالجثث التي ستحرقها البلدية. كأني كنت أخبرها عن فوز فريق «الأهلي»، قبل أن يغيروا اسمه إلى «الاتحاد»، على «العربي» الذي أصبح اسمه «الحرية». أمسكت بي وحققت معي عن مصدر معلوماتي. أشرت إليها ساخراً: «تستطيعين الذهاب إلى مشفى الحميات، وسترين هناك بأم عينيك الكوليرا وهي تتجول في ممرات مشفى العتيق»، المنفي إلى خارج المدينة قريباً من محالج القطن وأحياء الفلاحين القادمين الجدد إلى المدينة.

خالد خليفة