حنان حمدان
لن ينسى اللبنانيون صورة علاء أبو فخر، وهو مضرج بدمائه، وأمامه زوجته وشقيقته، التي سارعت إلى احتضان نجله عمر (12 عاماً) وإغلاق عينيه بيديها خوفاً عليه من قساوة المشهد، فيما كانت زوجته لارا تحاول إيقاف نزف زوجها، ولكن من دون جدوى، إذ رحل علاء أو «شهيد الثورة الوطنية» كما يحلو للمتظاهرين تسميته. وقضى برصاصات استقرت في جسده أثناء مشاركته في الاعتصام الشعبي عند مثلث خلدة (جنوب العاصمة بيروت)، مساء الثلاثاء الماضي. وفي منطقة القبة عند قاعة عزاء «آل أبو فخر»، بالمقربة من منزل عائلة الضحية رفعت صورة كبيرة لعلاء...
سيطر الهلع على اللبنانيين إثر تدابير اتخذتها المصارف لتخفيف الضغوط عن السحب النقدي للإيداعات المصرفية، وسط ضجيج استثنائي عكسه ازدحام المودعين في ردهات مصارفهم، فيما تقفل المصارف حتى الثلاثاء المقبل بهدف ضبط الإقبال المتزايد على السحوبات، وسط إشاعات تتحدث عن انهيارات سريعة. وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إن تلك الإجراءات «غير قانونية»، لكنها «تدبير استثنائي ومؤقت للتعامل مع الأزمة».
في الوقت الّذي ينتفض فيه آلاف اللبنانيين على واقعهم المعيشي لتحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية، بدأت أسعار السلع الاستهلاكية في الأيام الماضية بالارتفاع، لا سيما الغذائية منها، ما انعكس سلباً على قدرتهم الشرائية، وأثار سخطاً لدى كثيرين منهم. ووصلت رسائل كثيرة إلى جمعية المستهلك اللبناني، في الأيام الماضية، تشكو ارتفاع أسعار السلع الغذائية في نقاط بيع كثيرة، مثل الخضار واللحوم ومواد غذائية معلبة، وغيرها كثير من المواد الاستهلاكية.
في ساحات وسط بيروت، حيث نصبت الخيام في ساحة الشهداء والمدخل المؤدي إلى رياض الصلح، لا يزال مشهد العربات المتنقلة التي يبيع أصحابها أنواعاً مختلفة من العصائر والسندويشات وعبوات المياه والذرة المشوية والفول والكعكة الطرابلسية، وحتى الأعلام اللبنانية التي عمت الساحات، على ما هو عليه، بعد دخول الحراك أسبوعه الثالث، فيما يتجول بعض الباعة بين المتظاهرين حاملين فناجين قهوة للبيع. يقول أبو علي، وهو أحد الباعة الذين انتقلوا من رياض الصلح إلى نقطة بالقرب من منطقة العازارية، في وسط بيروت، بعد أن أخرجتهم القوى الأمنية من أمام السراي الحكومي في رياض الصلح، لـ«الشرق الأوسط» إنه «يستغل الثورة للاسترزاق».
منذ بدء التحركات الشعبية في بيروت والمناطق اللبنانية، قبل 9 أيام، حاول عدد من السياسيين النزول إلى ساحات المظاهرات، لكنهم اصطدموا برفض غالبية المتظاهرين وجودهم، خوفاً من أن يركب أي من السياسيين موجة التحركات الشعبية التي انطلقت احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، بحسب ما قال عدد من المحتجين. في المقابل، شارك فنانون لبنانيون في المظاهرات التي امتدت من طرابلس شمالاً إلى صور جنوباً مروراً بالعاصمة بيروت، مؤيدين وحاملين مطالب الناس. ومن بين هؤلاء برزت أسماء سعد رمضان وجاد خليفة ورامي عياش وكارمن لبس ووديع أبو شقرا ونادين الراسي وإنجو ريحان.
لليوم الرابع على التوالي تقفل أبواب المصارف في لبنان، نتيجة المظاهرات التي عمّت البلاد منذ يوم الخميس الماضي، وشارك فيها مئات الآلاف، رفضاً لقرارات الحكومة فرض ضرائب جديدة في بلد يشهد أزمة اقتصاديّة خانقة. يأتي ذلك في وقت أمهل فيه رئيس الوزراء سعد الحريري شركاءه في الحكومة مهلة 72 ساعة لدعم «الإصلاحات»، تنتهي مساء اليوم (الاثنين)، لكن المتظاهرين الّذين افترشوا الشوارع رفضوا الاستجابة لطلب المهلة محمّلين النخبة السياسية مسؤولية دفع الاقتصاد نحو الهاوية، رغم محاولات تهدئة غضب المحتجين، إذ شبه الحريري، العمل الجاري في بيت الوسط كـ«خلية نحل» لحل الأزمة، فيما أعلن وزير المال علي حسن خليل أن الموازن
أحصت وزارة الصناعة اللبنانية، بالتعاون مع جمعية الصناعيين، 3850 فرصة عمل شاغرة في القطاع، في ظل ارتفاع نسبة البطالة في لبنان بشكل غير مسبوق، مدفوعة بتوصيات شركة «ماكينزي» ومبادرة الحكومة لحماية الصناعات الوطنية. ويأتي هذا الإعلان في وقت يعاني فيه الاقتصاد اللبناني أزمات بالجملة، سببها الأول أن لبنان بلد مستهلك والقطاعات الإنتاجية مهمشة فيه، وأهمها الصناعات الوطنية والمحلية.
تعتزم نقابتا المهندسين في بيروت وطرابلس (شمال لبنان)، عقد مؤتمر صحافي الأربعاء المقبل، لإعلان رفض النقابتين، باسم المهندسين اللبنانيين كافة، إقرار المادة 18 من مشروع موازنة عام 2020 والتمسك بضرورة حذفها كونها تمس بالصندوق التعاقدي للمهندسين، وللاحتجاج أيضاً على تمنّع وزارة المال عن دفع ما يعده المهندسون حقوقاً لهم. جاء احتجاج المهندسين في وقت تناقش الحكومة اللبنانية مشروع موازنة المالية العامة لعام 2020 والتي تتضمن مادة تأتي ضمن التعديلات الضريبية في مشروع الموازنة.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة