جاءني صوت من خلف نافذة مقعد الراكب الأمامي نصف المفتوحة في سيارة فخمة متوقفة عند إشارات المرور بالقرب من محطة هامرسميث في العاصمة البريطانية لندن.
كان اللاعب الإنجليزي الشاب ماكس كيلمان يجلس على مقاعد بدلاء وولفرهامبتون واندررز على بُعد أمتار قليلة، وينظر بترقب وهو يرى لاعب فولهام هارفي إليوت البالغ من العمر 16 عاما وهو ينزل إلى ملعب مولينيو معقل وولفرهامبتون في الرابع من مايو (أيار) ليصبح أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبالتحديد عند الدقيقة 88 من عمر المباراة، أدرك كيلمان أن فرصه في المشاركة أصبحت شبه معدومة. وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع، جاءت الفرصة لكيلمان لكي يشارك في المباراة ويصبح أول لاعب كرة قدم دولي سابق في منتخب إنجلترا لكرة الصالات يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
دائماً ما نسمع نقاشات وآراء مختلفة حول أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، لكن ماذا لو وجدنا لاعباً يجمع بين قدرات وإمكانات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومهارات الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي معاً؟ هناك لاعب بالفعل يمتلك تلك المهارات؛ وهو البرتغالي ريكاردينيو، لكنه يلعب في كرة الصالات لا كرة القدم. وقال خورخي براز، المدير الفني لنادي سيليساو البرتغالي للكرة الخماسية، لصحيفة «الغارديان» بعد فترة وجيزة من قيادة ريكاردينيو الفريق للفوز ببطولة أوروبا عام 2018: «إذا جمعت مهارات رونالدو وميسي في لاعب واحد، فسيكون ريكاردينيو في كرة الصالات».
تبدو قاعة المحاضرات ذات الإضاءة الخافتة أشبه بفصل دراسي داخل إحدى المدارس الثانوية. على الجهة المقابلة من الشارع، والذي يبلغ اتساعه تقريباً اتساع ملعب كرة قدم، يوجد متجر «ألدي» الشهير، الأمر الذي يعزز من الشعور بكون المنطقة عادية تماماً لا يميزها شيء عن أي ضاحية حضرية أخرى. إلا أن هذا المكان في حقيقته ليس بيئة مدرسية تقليدية، فهنا يكمن قلب «لا ماسيا»، الأكاديمية الحديثة لنادي «برشلونة» والتي عاونت في رعاية وتنمية مواهب الجيل الذهبي من اللاعبين في تاريخ النادي.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة