إميل أمين
ربما لم يثر رحيل أحد من المفكرين الكبار مؤخرا ضجة مثل تلك التي أثارها رحيل برنارد لويس الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون الأميركية، والملقب ببطريرك الاستشراق منذ أن وضع رسالته العلمية الأولى عن «الطائفة الإسماعيلية وجماعة الحشاشين»، وقد اشتهرت مؤلفاته الكثيرة من عينة «العرب في التاريخ»، «الإسلام والغرب»، «تشكيل الشرق الأوسط الحديث»، «الإسلام في التاريخ»، «يهود الإسلام»، «مستقبل الشرق الأوسط»، «ما الخطأ»، «أزمة الإسلام». الملاحظ أن لويس المولود في إنجلترا لعائلة يهودية اشكينازية من الطبقة الوسطى قد وضع في بدايات حياته منطقة الشرق الأوسط والدين الإسلامي كهدف بحثي رئيسي لمنهجه
أحد أهم وأخطر الأسئلة التي طرحت على موائد النقاش البحثية خلال الأيام القليلة الماضية ذاك المتصل ومن جديد بالإرهاب، لكن في نسق مغاير لم نألفه من قبل بالمرة، إنه إرهاب العائلة مكتملة، ذلك أنه وإن كنا قد شهدنا من قبل إرهاب بعض الأخوة معاً، ومشاركتهما في عمليات إرهابية، كما الحال في بعض عمليات فرنسا على سبيل المثال، إلا أن ما جرى في إندونيسيا يستدعي رؤية تحليلية من علماء النفس، والاجتماع، الأمن والإرهاب معاً، فحين تقدم العائلة بأكملها الأب والأم والأبناء على ارتكاب جريمة إرهابية فهذا يعني أن الإرهاب لم يعد فقط قناعات فردية تأتي من وعي مزيف أو تأثيرات آيديولوجية تهب من خارج البيت، بل يضحى إيمان يدخ
مع الاندحار والهزائم اللوجيستية التي تعرض لها «داعش» في العراق وسوريا، بدا التنظيم كأنه إلى زوال مرة أخيرة وإلى الأبد، غير أن الحقيقة تخبرنا بأن المشهد على هذا النحو لا يتجاوز أمنية عقلية، ذلك أن «داعش»، ومن قبله «القاعدة»، كان ولا يزال فكرة، أي أن حاضنته الأساسية هي الأفكار، والروئ والكلمات، والسياقات الذهنية، والخطابات الدينية. المعروف أن للأفكار أجنحة تطير بها، كما أنها لا تموت، ولهذا فإن إعلان الحرب على الإرهاب عبر الوسائل المسلحة، وبالقوة الخشنة فقط، أمر يشبه «هش الذباب بالمطرقة»، ولهذا يبقى السؤال عن أكثر الطرق فاعلية لمواجهة الخطاب الأصولي، وهل هناك على الأرض ما يجب السعي في طريقه قبل ا
من المؤكد أن فصول المسرحية الإرهابية «داعش وأعوانه» لم تنته، ولا يبدو في الأفق أنها سوف تسدل الستار عن فصلها الأخير عما قريب، ذلك أنه كلما انتهى أحد مشاهدها الطوال، طفا على السطح مشهد آخر أطول وأخطر، وكأنها نوع من الكائنات الطفيلية، تلك القادرة على تغيير شكلها ونوعها بها يلائم البيئة الجديدة التي تعيش فيها. آخر فصول «داعش» تتصل بالمونديال الكروي المقرر إقامته في شهر يونيو (حزيران) المقبل في روسيا، حيث كل الشواهد تشير إلى أن التنظيم ينتوي بالفعل القيام بعمليات إرهابية على الأرض هناك، الأمر الذي يستدعي أسئلة كثيرة عن جدية تلك التهديدات، والأسباب التي تدفع الدواعش لنقل معركتهم إلى الأراضي الروسية
المؤكد أن فوز حزب «فيديس» المجري برئاسة رئيس الوزراء الحالي فيكتور أوربان يعد دلالة على أن الخوف بات الطائر المحلق في سماوات وسط أوروبا تحديداً، فقد فاز الرجل وحزبه بنحو 49.5 في المائة من الأصوات، مما مكنه من ثلثي مقاعد البرلمان، أي 134 مقعداً من أصل 199 في برلمان بلاده. ولعل الأكثر إثارة هو أن «القوميين المجريين»، قد جاءوا في المرتبة الثانية بنحو 20 في المائة من الأصوات، مما يمكنهم من الحصول على 27 مقعداً، بينما لم يستطع الاشتراكيون سوى حصد 11.85 في المائة من الأصوات. النتائج المتقدمة تقودنا للتفكير مليا في الأسباب والدوافع التي من شأنها تمضي مسيرة الأصولية الأوروبية قدماً. أوربان الرجل اللغز
«يمضى الزمن، تتغير الوجوه، أو تتغير ملامحها التي تواجهنا بها، تتغير اللهجة، وقد تتغير الآنية، لكن الشراب المرير يبقى كما هو، ذات الشراب المرير»... بهذه الكلمات المعبرة يستهل الراحل الكبير الدكتور رفعت السعيد الفصل الأخير من كتابه العمدة «تاريخ جماعة الإخوان... المسيرة والمصير»، ويتساءل في نهاية المشهد: «هل تلد الثعابين إلا مثلها؟
لا يزال تنظيم داعش يسبب هلعاً بالغاً لعموم القارة الأوروبية لا سيما أن حديث العائدين من العراق وسوريا، عطفاً على المتسللين من ليبيا إلى أرجاء القارة الأوروبية يملأ الأرجاء، وتُعقَد من حوله المنتديات، وإن كانت الحوارات غالباً ما تدور من حول رجال «داعش»، وقليلاً ما يتم الاهتمام بنسائهم اللائي بِتْنَ يمثلن ركناً خطيراً في سياق منظومة التطرف. وقبل بضعة أيام شهدت العاصمة الإيطالية روما ندوة عن النساء المنخرطات في التطرف والعمليات الإرهابية، وقد أقيمت الندوة في مركز ابن رشد الثقافي في روما. الحوارات التي دارت في تلك الأمسية قد أحضرت على طاولة البحث مخاوف أوروبية كثيرة، مؤكد أنها تمثل قلقاً أوروبياً
يتساءل كثيرون عما يجري في أوروبا، وبالتحديد، صعود اليمين القومي ما بين يمين الوسط واليمين المتطرف، وملامح انتهاء عصر اليسار المعتدل، الذي كان يحمل شعوراً إنسانياً متسامحاً. ولعل نظرة سريعة على الخريطة الأوروبية تُشعر المرء المراقب بالقلق على مصير الاتحاد الأوروبي برمته، إذا سيطر هذا التيار الشعبوي المتطرف على حكومات وبرلمانات دول بأكملها كحال المجر وبولندا، وفي دول أخرى كألمانيا، حيث حصل 100 من أعضاء حزب «البديل» على مقاعد في مجلس النواب «البوندستاغ».
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة