آني غوين
في مارس (آذار) الماضي، عاد طلاب الجامعة الأميركية في أفغانستان إلى الحرم الجامعي الجديد والمحصن بجدران خرسانية عريضة ارتفاعها 19 قدما، بعد الهجوم الإرهابي المدمر الذي وقع العام الماضي وخلف 15 قتيلا من بينهم 7 من الطلاب. ولكن واقع الحياة، في عاصمة البلاد التي تتصاعد فيها أعمال العنف بوتيرة سريعة، يزداد قتامة: فلقد لقي أحد الأساتذة المساعدين في الجامعة وطالب من الخريجين مصرعهم يوم 31 مايو (أيار) الماضي إثر انفجار شاحنة في وسط كابل، الهجوم الذي أسفر عن مصرع أكثر من 150 شخصا.
كان الحجر الأول ثقيلا في يدها، فسارعت برميه بعيدا ليسقط على ساق أحد الجنود. ولم تنتظر حتى تشهد ردة فعل الجندي قبل أن تلتقط حجرا آخر. والحجارة هي السلاح المختار للشباب الانفصاليين ضد قوات الأمن الهندية في إقليم كشمير، الذي تغمره الاضطرابات في الهند، أو ربما هو الطوب إن تمكنوا من العثور عليه. ولدى الجنود الهنود المقلاع الخاص بهم كذلك، إلى جانب الأسلحة التقليدية وبنادق الخرطوش التي قتلت وشوهت عشرات الضحايا. اندلعت جولة جديدة من العنف بين الطرفين، أدت إلى مقتل ما يقرب من 12 شخصا في اشتباكات مع قوات الأمن الهندية، مما أثار احتجاجات طلابية استمرت لعدة أيام في مختلف أنحاء إقليم كشمير.
الواضح أن الأشخاص الذين يتطلعون إلى التحول إلى متطرفين بدأوا في هدوء في الرحيل عن هنا، في مايو (أيار)، وذلك في مجموعات لا يتجاوز عدد أفرادها 3، تجنباً لإثارة الشكوك. وبحلول الوقت الذي أدرك فيه أقاربهم اختفاءهم، كانت 5 أسر - بعضها يضم أطفالاً صغاراً - قد رحلت عن منازلها المريحة، ووظائف أبنائها كأطباء وأصحاب أعمال، لخوض غمار رحلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في أفغانستان. حالياً، تعتقد السلطات أن 19 بالغاً و3 أطفال استقروا في إقليم ننجرهار الأفغاني، الواقع على الحدود مع باكستان.
ربط الناس بالإنترنت في تلك المنطقة الفقيرة لزراعات القمح والتبغ ليس بالأمر السهل اليسير حيث يمكنك رؤية الجمال تعمل على طول الطريق التي تمر عبر تلال ارافالي المنخفضة. لذا، عندما طار مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» بطائرته المروحية قبل عام تقريبا لزيارة مركز صغير للحواسيب ومقهى للإنترنت، أصاب أسامة مانزار، مدير مؤسسة التمكين الرقمي الهندية، بسعادة غامرة. ولكن عندما اختبر السيد مانزار خدمة الإنترنت المجانية من «فيسبوك»، أصيب بخيبة أمل وصدمة شديدة.
يحب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التغريد عبر «تويتر»، أو التدوين على «فيسبوك»، والتقاط الصور الذاتية (سيلفي)، ويحلم بإنشاء المدن الذكية والمراكز الإلكترونية المتطورة. وعندما يزور وادي السيليكون بكاليفورنيا الأسبوع المقبل، سوف يلقى ترحيبا على البساط الأحمر خلال حفل غداء سيقام على شرفه مع كبار المديرين التنفيذيين، وسيستغل هذه الزيارة لتشجيع الشركات الهندية الناشئة، من خلال لقاء كبار رجال التكنولوجيا هناك، ومن بينهم تيم كوك من شركة «أبل»، وساتيا ناديلا من شركة «مايكروسوفت».
بينما كان ريتشارد فيرما يعد للقيام بنزهة إلى الحي القديم، كان سكان المنطقة الواقعة في شمال الهند قد علموا أن الرجل عين سفيرا جديدا للولايات المتحدة في الهند، وأنه يعتزم زيارة منزل عائلته بعد سنوات قضاها في الولايات المتحدة. وصل فيرما (46 عاما) إلى حي الشيخ بسطي، حيث قضى فيه زمنا حين كان طفلا صغيرا، فوجد أن الزقاق الضيق الموصل إلى بيت جدته بات مزينا بالرايات والأعلام الملونة. كانت جوقة الموسيقى الشعبية بملابسها المزينة تدق طبولها مرحبة.
كان فو هو نيان في قارب الخضراوات في الأسواق العائمة بدلتا نهر ميكونغ عندما رن هاتفه. كان المتصل من الولايات المتحدة ويحمل نبأ مفاجئا هو أن بيانات الحمض النووي الخاصة به أثبتت أنه ابن أحد قدامى المحاربين في فيتنام. ما كان يعلمه نيان، البالغ من العمر 46 سنة، هو أن والده كان جنديًا أميركيًا اسمه بوب، ولم يكن يعرف كثيرا من المعلومات عنه. أخذ نيان يروى أخيرًا: «لقد كنت أبكي، فقد فقدت أبي لمدة 40 عاما، والآن ألتقي به أخيرا».
ما زالت في انتظاره، كما كانت طيلة حياتها. لكنها لم تكن مع زوجها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عندما أقام مأدبة عشاء فاخرة مع ضيفه الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما مساء الأحد الماضي. احتفظ مودي، (64 عاما)، بسرية زواجه في سن المراهقة لعقود طويلة خلال صعوده السياسي، ولم يقر سوى العام الماضي بأن زوجته على قيد الحياة. الزوجة، جاشودابين شيمانلال مودي، هي معلمة متقاعدة تعيش في بلدة صغيرة في ولاية غوجارات، مسقط رأس مودي. ورغم أنها لم تسمع من زوجها منذ سنوات، فإنها تقول إنها تأمل في الانضمام إليه ولو ليوم واحد في العاصمة نيودلهي كزوجته.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة