سرقة البيانات الشخصية عن طريق رقم الهاتف

تتيح البحث عن الاسم والعنوان ورخصة قيادة السيارة والصور

سرقة البيانات الشخصية عن طريق رقم الهاتف
TT

سرقة البيانات الشخصية عن طريق رقم الهاتف

سرقة البيانات الشخصية عن طريق رقم الهاتف

باتت أرقام هواتفنا الخاصة تُستخدَم أكثر فأكثر لسرقة البيانات الشخصية. وتزداد التقارير التي تتحدث عن زيادة عدد السرقات التي تمت عبر استخدام رقم الهاتف والتحذيرات من زيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمونها للاحتيال.

بيانات شخصية

في محاولة لفهم هذه العملية عمد محرر «يو إس إيه توداي» إلى إعطاء رقم هاتفه لأحد المحققين الخصوصيين الذي كان وكيلاً سابقاً في مكتب التحقيقات الفيدرالية، وطلب منه أن يقوم بما يبرع فيه. وبعد بضعة أيام، وصل إليه ملف يتألف من 150 صفحة بالبريد السريع، لأن المحقق مارتن لا يثق بالبريد الإلكتروني، خصوصاً أن ما تضمنه الملف كان الكثير من المعلومات الشخصية.
في البداية، واعتماداً على رقم الهاتف فقط، استطاع مارتن أن يحصل على الاسم الكامل، ورقم الضمان الاجتماعي، وتاريخ الميلاد. كما وصل إلى عنوان الإقامة، وكل عنوان إقامة سابق منذ أيام الجامعة، وعرف المبالغ المدفوعة لشراء المنزل الحالي، وقيمة الرهن العقاري، والضرائب السنوية المترتبة على الأملاك، وحتى رقم رخصة القيادة ورقم ترخيص السيارة. والأهم هو نجاحه في الحصول على مراجعة مالية تتضمن عدد حالات الإفلاس، والاحتجازات، وحجز الرهانات، والأحكام في حال وجدت.
استطاع مارتن أيضاً أن يضع لائحة تتضمن الصفحات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولتوفير بعض الوقت، لم يدخل المحقق في بحث مفصل، ولكنه كان يستطيع ذلك بسهولة إن حاول مثلما يلجأ الكثير من أرباب العمل إلى تحقيقات مماثلة حول الموظفين الجدد. يمكن لهذا النوع من التحقيقات أن يصل حتى إلى صور حساسة تسبب مشكلات جمة لصاحبها، هذا بالإضافة إلى معرفة تفاصيل أكثر كالمواقع الإلكترونية التي يتصفحها صاحب الرقم، وسجل الجرائم الخاص به.

بحث قانوني

في بحثه الذي أكد المحقق أكثر من مرة أنه قانوني، كان بإمكان مارتن أن يعرف امتلاك الشخص لرخصة لسلاح صيد أو سلاح للاستخدام الشخصي، وما إذا كان الاسم وارداً على لوائح المراقبة العالمية. وتضمن الملف أيضاً أسماء ومعلومات عن الأقارب ومن بينهم الوالدان والإخوة وأسماء زوجاتهم وأولادهم، وغيرهم من أفراد العائلة والجيران، حتى إنه تضمن معلومات عن والدة إحدى أخوات الزوجة التي توفيت قبل 15 عاماً.
وباختصار، توصل هذا البحث إلى معلومات عن الأقارب البعيدين منذ عام 1975، أي قبل نحو 42 عاماً. والمغزى هو أن البيانات الشخصية، وحتى تلك التي نجهلها، تعيش للأبد.
عند سؤاله عن رأيه بالبيانات التي عثر عليها مارتن يقول إريك فاندربورغ، مدير منظمة المعلومات والأمن في شركة «جورينوف» لأمن المعلومات، إن توافر رقم الهاتف الشخصي ضمن لائحة المعلومات الرقمية، يصبح جزءًا من الحزمة التي تُستخدم للعثور على جميع المعلومات التي يمكن جمعها عن صاحب الرقم. ويضيف أنه يمكن لأي شخص أن يحصل على هذه المعلومات مقابل ثمن معين.
أما عن التكلفة التي يمكن أن تتطلبها مهمة مماثلة، فأوضح مارتن أن خدماته تبدأ من 350 دولاراً للتحقق من الهوية، ومع بحث كامل كالذي أجراه تصل إلى 950 دولاراً.

نصائح للحماية

> الحذر من الإفصاح السلبي: يبوح الناس باستمرار بمعلوماتهم الخاصة، من خلال الضغط على «نعم» عند دخولهم في اتفاقات تعطي أرقام الهاتف، وتاريخ البحث، ومعلومات عن المواقع الجغرافية، وعنوان بروتوكولات الإنترنت، ونظام تشغيل الكومبيوتر، وحتى الإعلانات التي يدخلونها. يجب على الناس ألا يغلِّبوا أهمية الفرص المجانية أو الرخيصة التي تأتيهم على أمنهم، لأنهم غالباً يبوحون بمعلومات أكثر مما يظنون.
> الإفصاح الإيجابي يجب أن يكون محدوداً. الرسائل الإلكترونية، والتسجيل في المنتجات، وقسائم الشراء، وطلبات القروض، وبطاقات الخصم... غالباً ما تطلب رقم الهاتف. ويحذر فاندربرغ من أن هذه المعلومات تُخزَّن في قاعدة بيانات معينة ليتم بيعها فيما بعد، أو تتم قرصنتها في أحيان كثيرة.
> الحذر خلال ممارسة الألعاب. أي شخصية بوكيمون تمثلك؟ أي من شخصيات حرب النجوم تشبهك؟ يقول فاندربرغ إن الناس يتوجهون إلى البوح بمعلومات تستخدم لاحقاً لاصطيادهم.
> نصيحة أخيرة. في كل مرة يطلب منكم فيها أن تعطوا رقم هاتفكم، اسألوا السؤال التالي: «ماذا كنت لأفعل ما إذا كان السؤال يطلب رقم الضمان الاجتماعي الخاص بي؟»، في حال كنت تشعر بأنك لن تبوح به، إذن لا تعطِ رقم هاتفك أيضاً.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».