أنقرة تعيد فتح معبر باب الهوى مع إدلب... وغياب الوضوح حول إدارته

TT

أنقرة تعيد فتح معبر باب الهوى مع إدلب... وغياب الوضوح حول إدارته

تحاول «هيئة تحرير الشام»، التي تتزعمها «جبهة النصرة»، الاستعانة بما تسميه «إدارات مدنية» للتخفيف من وطأة الحملة التي استهدفتها، على خلفية فرض سيطرتها الأسبوع الماضي على مدينة إدلب، والقسم الأكبر من المحافظة، بعد تحجيم دور حركة «أحرار الشام»، والتحكم بكل المعابر مع تركيا.
وفيما أعلنت أنقرة، يوم أمس، عن إعادة فتح معبر «باب الهوى»، الذي تم إغلاقه قبل أسبوع بالتزامن مع احتدام المواجهات بين «النصرة» و«الأحرار»، أكد مسؤولون أن الإدارة نفسها لا تزال تسيّر أموره، غير أن القيادي في «الجيش الحر»، مصطفى سيجري، نفى الأمر جملة وتفصيلاً، وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لا إدارة مدنية في المعبر، بل إدارة تتبع النصرة، وموظفون يسلمون المداخيل للجولاني»، في إشارة إلى أبي محمد الجولاني، زعيم النصرة.
وأكد سيجري أن الكلمة باتت لـ«هيئة تحرير الشام» في كل إدلب، باستثناء سهل الغاب وجبل الزاوية، لافتاً إلى أنّه حتى الساعة لا شيء واضح بخصوص كيفية مواجهة الوضع الحالي في المحافظة.
ومن جهته، قال أحمد أبا زيد، الباحث السوري المطلع عن كثب على الوضع في إدلب، إن «جبهة النصرة» تتلطى حالياً خلف «الواجهات المدنية»، وتحاول إرساء نوع من التهدئة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّها أبقت على الموظفين نفسهم في معبر «باب الهوى»، لكنّها أخرجت حركة «أحرار الشام» منه، وباتت تسيطر على المنطقة المحيطة فيه، وعلى ريف إدلب الشمالي.
واعتبر أنّه حتى الساعة من غير الواضح ما إذا كان الوضع في المعبر سيبقى على حاله أم أنّه سيتم تسليمه لفصيل مقرب من «النصرة»، كـ«فيلق الشام»، وأضاف: «الجبهة تحاول حالياً التواري خلف المشهد، وتقديم إدارات مدنية، لكنني أرجح أن يكون الجولاني يستعد للهجوم على سهل الغاب وجبل الزاوية، آخر معاقل الأحرار في إدلب».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، أن «معبر باب الهوى الحدودي بين الأراضي السورية ولواء إسكندرون، الذي يصل الأخيرة بمحافظة إدلب، عاد للعمل بعد أيام من إغلاقه عقب الاقتتال الذي دار بين (حركة أحرار الشام) الإسلامية و(هيئة تحرير الشام) في محافظة إدلب»، لافتاً إلى أنّه قد تم فتح المعبر أمام المسافرين والمتنقلين والتجار، حيث رصد نشطاء المرصد دخول شاحنات تحمل مواد غذائية برفقة سيارات وآليات أخرى.
وأكد مكتب والي معبر «جيلفغوز» التركي، المقابل لمعبر باب الهوى شمال سوريا، أن المعبر عاد للعمل كما كان قبل أسبوع، وبدأ باستقبال المسافرين العائدين من إجازة العيد من سوريا، بالإضافة لحركة التجارة والإغاثة والحالات الطبية.
ومن جهتها، أصدرت إدارة المعبر بياناً مقتضباً، أكدت فيه أن «المعبر مفتوح أمام حركة المسافرين بالاتجاهين السوري والتركي، بالإضافة لحركة البضائع إغاثياً وتجارياً».
كانت السلطات التركية قد أعلنت عن إغلاق المعبر في 19 من الشهر الحالي، بشكل مؤقت، أمام حركة الركاب والشاحنات، بحجة القيام بـ«أعمال البناء، ورصف الطرق على الحدود»، إلا أن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع احتدام المواجهات من الجهة السورية بشكل غير مسبوق.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ«باب الهوى»، همام منصور (أبو جعفر)، إنه تم استكمال كل أعمال المعبر بشكل اعتيادي، وعادت كما كانت مسبقاً قبل الأحداث العسكرية الأخيرة. وأوضح أن المعبر فتح أمام المسافرين بالاتجاهين، من وإلى تركيا، إضافة إلى حركة البضائع والمواد الإغاثية بكل أنواعها، وأكد أن المعبر يدار حالياً من قبل الإدارة القديمة.
من جهته، أشار قيادي في الجيش الحر موجود في إدلب، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «هدوءاً حذراً» يسيطر على محافظة إدلب، لافتاً إلى أن «النصرة» سحبت الحواجز والمظاهر المسلحة من الشارع، مضيفاً: «وإن كنا قد رصدنا مساء الثلاثاء حشوداً لها في جبل الزاوية، لكن يبدو أن المفاوضات أعادت بعض الهدوء إلى المنطقة».
وأضاف المصدر: «أما فيما يتعلق بالمعابر، فقد تم فتح معبر باب الهوى، بحيث تم إدخال مواد غذائية وأدوية، فيما ظل المعبران الآخران، اللذان تسيطر عليهما (هيئة تحرير الشام)، وهما خربة الجوز وأطمة، مقفلين».
وأكد أبو عيسى الشيخ، القائد العام لـ«صقور الشام»، التزامه بالاتفاق المبرم بين «الأحرار» و«تحرير الشام»، فيما يتعلق بالتهدئة ووقف الاقتتال بين الطرفين، مبدياً استعداده للجلوس مع «النصرة»، ومناقشتها لـ«اتفاق وحل يحقن الدماء».



الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.