«سوريا الديمقراطية» تواصل التقدم في الرقة... وتدريب عناصر شرطة لإدارة المدينة

سحب الدخان تتصاعد بعد غارة للتحالف على الرقة (أ.ب)
سحب الدخان تتصاعد بعد غارة للتحالف على الرقة (أ.ب)
TT

«سوريا الديمقراطية» تواصل التقدم في الرقة... وتدريب عناصر شرطة لإدارة المدينة

سحب الدخان تتصاعد بعد غارة للتحالف على الرقة (أ.ب)
سحب الدخان تتصاعد بعد غارة للتحالف على الرقة (أ.ب)

واصلت «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس (الجمعة)، تقدُّمَها في شمال وجنوب مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في الشمال السوري، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن خرق قوات النظام مرة جديدة الهدنة في جنوب البلاد من خلال استهدافها منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي بعدد من القذائف.
وأبلغت مصادر موثوقة «المرصد» أنه جرى تخريج دورة من عناصر قوات الأمن الداخلي في محافظة الرقة، وفي التفاصيل التي حصل عليها «المرصد السوري»، فإن التحالف الدولي أشرف على تدريب نحو 260 عنصراً من المتطوعين من قاطني محافظة الرقة. وجرت عمليات التدريب بإشراف وتمويل وتدريب من قبل التحالف الدولي ومدربين تابعين له، كما أكدت مصادر أن تسليح قوى الأمن الداخلي في الرقة وتمويلهم عائد للتحالف الدولي، حيث جرت عملية تدريبهم وتخريجهم في عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.
وقالت وكالة «آرا نيوز» إن «سوريا الديمقراطية» حققت مزيداً من التقدم داخل أحياء الرقة، «وتمكنت من تحرير أكثر من ألف مدني من مناطق سيطرة (داعش)». ونقلت الوكالة عن مصدر في القوات أن «اشتباكات حادة تجري في حي الروضة شمال شرقي المدينة، قتل خلالها 8 إرهابيين وتمت السيطرة على كمية من الأسلحة والذخائر»، لافتا إلى «تقدم عناصرها في حي نزلة شحادة جنوب المدينة، حيث تمكنت من تحرير قرابة الألف مدني رغم محاولات (داعش) استهداف المدنيين الفارين بقذائف الهاون ما أسفر عن إصابات بصفوفهم».
من جهته، قال «المرصد» إنه وبعد 45 يوماً من انطلاق «معركة الرقة الكبرى»، تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية، من السيطرة على أحياء السباهية والرومانية بشكل كامل في القسم الغربي من مدينة الرقة، وعلى أجزاء من أحياء بريد الدرعية والقادسية وحطين واليرموك وصولاً لتخوم حي نزلة شحادة في غرب وجنوب غرب المدينة، كما سيطرت على أجزاء من الفرقة 17 في القسم الشمالي من المدينة، وعلى أحياء المشلب والصناعة والبتاني بشكل كامل، ودخلت أطراف أحياء الروضة وهشام بن عبد الملك وحي الرميلة وسيطرت على سوق الهال، لافتا إلى أنّه بذلك تكون «سوريا الديمقراطية» فرضت سيطرتها على نحو 50 في المائة من مساحة المدينة القديمة، وعلى ما يقرب من 35 في المائة من مساحة مدينة الرقة ككل.
ووثق المرصد مقتل 293 مدنيا في الرقة وريفها، منذ الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، وما لا يقل عن 416 عنصراً من تنظيم داعش: «بالإضافة إلى 192 مقاتلاً من قوات عملية (غضب الفرات)، من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، و3 مقاتلين من الجنسيات الأميركية والجورجية والبريطانية».
بدورها، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً بعنوان «الاعتداء الأصفر» تحدَّثت فيه عن أبرز الانتهاكات التي شهدتها محافظة الرقة بين 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 و30 يونيو 2017. وجاء في التقرير أن ما لا يقل عن 1400 مدني قتلوا في الرقة، في وقت تم توثيق ما لا يقل عن 90 حادثة اعتداء، 73 منها على يد قوات التحالف الدولي، و6 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و11 على يد تنظيم داعش. ووفق التقرير فقد تمَّ اعتقال ما لا يقل 504 أشخاص 117 منهم على يد قوات سوريا الديمقراطية، و387 على يد تنظيم داعش.
أما في جنوب البلاد، فأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام قصفت أماكن في بلدة أيب بمنطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، في خرق جديد للهدنة المطبقة منذ التاسع من الشهر الحالي باتفاق إقليمي - دولي، إضافة إلى خرقين آخرين تم تسجيلهما، وتمثلا بقصف لقوات النظام بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، استهدف مناطق في بلدة مسحرة، وأطراف بلدة أوفانيا في ريف القنيطرة.

غوطة دمشق
في هذا الوقت، واصلت قوات النظام السوري، بحسب ناشطين، هجماتها العنيفة لفصل بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية عن حي جوبر الواقع في أطراف دمشق الشرقية. وقال «المرصد» إن الطائرات الحربية نفذت أمس غارتين على مناطق في أطراف حي جوبر عند أطراف العاصمة ومحيط بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استهدافها بغارتين لمناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وأفاد المرصد بـ«اشتباكات بين فيلق الرحمن من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محور وادي عين ترما ترافقت مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة لمناطق القتال».
وكان «جيش الإسلام» أعلن، مساء أول من أمس (الخميس)، إنه قتل أكثر من 35 وجرح عشرات آخرين من أفراد قوات النظام التي حاولت التقدم في أطراف بلدة الريحان في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما أفاد «المرصد» بمقتل 28 عنصراً من قوات النظام كمين نصب لهم في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عدداً كبيراً من عناصر وضباط قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في كمين نصبه لهم مقاتلو جيش الإسلام، خلال محاولتهم الهجوم في جبهة بلدة الريحان في غوطة دمشق الشرقية»، معقل الفصائل المقاتلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».