الأموال الصينية تنعش سوق الانتقالات الإيطالية

ميلان أنفق 200 مليون يورو حتى الآن ومستعد للصرف ببذخ من أجل استعادة مكانته المرموقة على المستويين المحلي والأوروبي

فريق ميلان دعم صفوفه بالعديد من اللاعبين البارزين استعدادا للموسم المقبل (أ.ف.ب)
فريق ميلان دعم صفوفه بالعديد من اللاعبين البارزين استعدادا للموسم المقبل (أ.ف.ب)
TT

الأموال الصينية تنعش سوق الانتقالات الإيطالية

فريق ميلان دعم صفوفه بالعديد من اللاعبين البارزين استعدادا للموسم المقبل (أ.ف.ب)
فريق ميلان دعم صفوفه بالعديد من اللاعبين البارزين استعدادا للموسم المقبل (أ.ف.ب)

ليس أحد أندية الدوري الإنجليزي وليس باريس سان جيرمان الفرنسي أو أحد أندية الدوري الصيني، ولكن ميلان الإيطالي هو من كسر حاجز الصمت في سوق انتقالات لاعبي كرة القدم هذا الصيف وأنفق ببذخ من أجل استعادة مكانته المرموقة على المستويين المحلي والأوروبي.
ويبدو أن بداية الحقبة الصينية في ميلان واعدة جدا، حيث أنفق النادي مستفيدا من أموال مالكه الصيني الجديد حتى الآن أكثر من 200 مليون يورو (229 مليون دولار) لضم اللاعبين أندري سيلفا وفابيو بوريني وهاكان كالهانوغلو ولوكاس بيليا وماتيو موزاكيو وليوناردو بونوتشي إضافة لتجديد عقد حارس المرمى الشاب جانلويجي دوناروما.
ورغم هذا، لا يزال ميلان راغبا في المزيد حيث يضع في حساباته المهاجمين الإسباني ألفارو موراتا والغابوني بيير إيمريك أوباميانغ واللاعب الإيطالي أندريا بيلوتي إضافة للاعب الوسط المهاجم البرتغالي ريناتو سانشيز.
وقال ماركو فاسوني مدير النادي، في مؤتمر صحافي بمدينة غوانجتشو الصينية: «لا يزال لدينا المال الكافي... سيكون جيدا أن نتعاقد مع بيلوتي وموراتا وأوباميانغ».
ويوجد فريق ميلان حاليا في جولة بالصين ضمن برنامج استعداد الفريق للموسم الجديد. ويعتمد ميلان في تمويل هذه الصفقات على الاستثمارات الضخمة التي ضخها مالكه الصيني الجديد.
ويأمل النادي العريق في استعادة مكانته بين أندية النخبة في إيطاليا وأوروبا حيث سبق له الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات ويحتل المركز الثاني خلف ريال مدريد الإسباني في قائمة أكثر الأندية فوزا بهذا اللقب.
ورغم هذا التاريخ الرائع، عانى ميلان في السنوات القليلة الماضية من تدهور كبير في مستواه فيما أصبح منافسه العنيد يوفنتوس هو المسيطر على كرة القدم الإيطالية.
والآن، وبعد مرور نحو ثلاثة عقود على امتلاكها لميلان، رحلت عائلة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني عن النادي العريق وتركته للمستثمر الصيني يونغ هونغ لي الذي تعهد بتعديل أوضاع النادي بعدما اشتراه من بيرلسكوني.
وقال لي، في غوانجتشو قبل مباراة الفريق الودية أمام بوروسيا دورتموند الألماني: «منذ اليوم الأول الذي اشتريت فيه ميلان، تعهدت بأن يستعيد النادي مكانته العظيمة في إيطاليا وأوروبا... نثق بأن الجماهير ستفتخر مجددا بفريقها».
وكانت مجموعة يونغ هونغ لي الاستثمارية اشترت في أبريل (نيسان) الماضي 93.‏99 في المائة من أسهم النادي مقبل نحو 740 مليون يورو (5.‏788 مليون دولار).
وتتضمن الخطة الطموحة للمالك الجديد للنادي بناء الاستاد الجديد الخاص بميلان لتجنب اقتسام استاد «سان سيرو» العريق مع إنترميلان المنافس العنيد لفريقه في مدينة ميلانو.
ولكن المالك الجديد للنادي يرغب أولا في طفرة بنتائج الفريق. وما زال التعاقد مع بونوتشي هو الأبرز من بين الصفقات التي أبرمها ميلان حتى الآن في سوق الانتقالات الصيفية الحالية حيث خطف أحد أعمدة الدفاع المتألق لفريق يوفنتوس.
وأبرم ميلان الصفقة مقابل 42 مليون يورو، كما أوضحت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية الرياضية أن اللاعب سيحصل على راتب سنوي يبلغ 5.‏7 مليون يورو بخلاف المكافآت ليصبح الأعلى راتبا من بين جميع اللاعبين في الدوري الإيطالي.
ويعيد انضمام بونوتشي لميلان إلى الأذهان حقبة مدافعين كبار مروا على الفريق مثل فرانكو باريزي وباولو مالديني واليساندرو نستا واليساندرو كوستاكورتا.
وكان انضمام بونوتشي لميلان وظهوره مع مسؤولي النادي والابتسامة على محياه بمثابة صدمة لجماهير يوفنتوس وكيف يوافق على التخلي عن خدمات لاعب من هذا الطراز.
وسوف يمثل المدافع البالغ 30 عاما، والذي وصل مع يوفنتوس إلى نهائي دوري الأبطال مرتين في المواسم الثلاثة الأخيرة ولعب دورا أساسيا بإحرازه لقب الدوري في المواسم الستة الأخيرة إضافة إلى الكأس الإيطالية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، الركيزة الأساسية في مشوار بناء فريق قادر على إعادة ميلان لمستواه السابق، أو أقله إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو الهدف الذي أعلن عنه الملاك الجدد لدى وصولهم إلى النادي.
ورفض بونوتشي الانتقال للعب خارج إيطاليا (كان مانشستر سيتي من أكثر المهتمين به) لأسباب عائلية، ليكون أهم الصفقات الكبرى في الدوري الإيطالي لهذا الموسم.
وعزت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أسباب رحيل بونوتشي عن فريق «السيدة العجوز» إلى توتر في العلاقة مع المدرب ماسيميليانو اليغري بعد نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره النادي الإيطالي أمام ريال مدريد الإسباني 1 - 4 في أوائل يونيو (حزيران) الماضي.
وأشارت وسائل إعلام عدة إلى أن الإشكال وقع خلال استراحة شوطي النهائي الذي أقيم في كارديف حين كان التعادل سيد الموقف 1 – 1، إذ دخل بونوتشي في مشادة مع بعض زملائه، لا سيما شريكه في خط الدفاع أندريا بارزالي، لكن اللاعب الإيطالي الدولي نفى كل ما يتردد حول ذلك.
وبعدما اعتاد يوفنتوس على تصدر العناوين في سوق الانتقالات خلال المواسم الأخيرة، كما فعل الموسم الماضي حين خطف خدمات الأرجنتيني غونزالو هيغواين من نابولي والبوسني ميراليم بيانيتش من روما، ناب ميلان عنه في بداية سوق الانتقالات الصيفية وأضعفه كثيرا بانتزاع خدمات بونوتشي، إضافة إلى الزحف بقوة في سوق الانتقالات لضم نخبة من اللاعبين.
ورغم هذا، لا يزال ميلان راغبا في إبرام المزيد من الصفقات، حيث ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية والإيطالية أنه يسعى جاهدا لضم موراتا الذي يرغب في الرحيل عن صفوف ريال مدريد بحثا عن فرص أفضل للمشاركة في المباريات.
كما يضع ميلان ضمن حساباته المهاجم الغابوني أوباميانغ هداف الدوري الألماني (بوندسليغا) في الموسم الماضي.
وأشارت «لا غازيتا ديلو سبورت» إلى أن ميلان قد يعرض 60 مليون يورو على بوروسيا دورتموند من أجل التعاقد مع المهاجم الغابوني.
كما يسعى ميلان لضم البرتغالي ريناتو سانشيز من بايرن ميونيخ الألماني وهو ما أكده كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي للنادي الألماني والذي أكد عدم التوصل لاتفاق حتى الآن بشأن هذه الصفقة.
وقال رومينيغه: «أشعر أن ميلان ليس مستعدا لتلبية مطالبنا المالية. وطالما ظل الوضع هكذا، لن يحدث شيء».
والشيء المؤكد هو أن ميلان لن يلجأ للكسل أو الخمول في سوق الانتقالات نظرا لرغبة النادي العريق في استعادة وضعه المرموق. وأنهى ميلان الموسم الماضي في المركز السادس بالدوري الإيطالي وقد يعود للمشاركة في البطولات الأوروبية للأندية بالموسم الجديد حيث يخوض الفريق في الفترة المقبلة فعاليات الدور التمهيدي الثالث المؤهل لبطولة الدوري الأوروبي.
وغاب ميلان عن الساحة الأوروبية في المواسم الثلاثة الماضية كما كان آخر لقب للفريق في الدوري الإيطالي عام 2011.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».