أكدت السعودية وفرنسا أن حل الأزمة القطرية يجب أن يكون داخل البيت الخليجي، لافتتين إلى وجوب الالتزام الحازم من الجميع ضد الإرهاب ومن يدعمه ويموله أو ينشر الفكر المتطرف.
وجدد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، موقف الرياض، المبني على مبادئ أساسية ترتكز عليها في علاقاتها مع جميع الدول بما فيها قطر، وهي «عدم دعم أو تمويل الإرهاب، والبعد عن التطرف، والتحريض ونشر الكراهية عبر وسائل الإعلام بأي شكل كان، إلى جانب عدم استضافة مجموعات أو شخصيات لها علاقة بالإرهاب أو متورطين في تمويل الإرهاب، أو مطلوبين من دولهم، إلى جانب عدم التدخل في شؤون المنطقة».
وأوضح الجبير أنه أطلع وزير الخارجية الفرنسي على بعض التفصيلات في هذا المجال، وتابع: «سوف نوافيه بملف كامل عن الأعمال السلبية التي قامت بها قطر على مدى سنوات، والذي زودنا به الجانب الأميركي وسنزود به مزيدا من الدول الصديقة». الجبير عبر عن أمله في أن يتم حل الأزمة داخل البيت الخليجي، وأن تسود الحكمة بين الأشقاء في قطر للاستجابة للمطالب التي ينادي بها المجتمع الدولي، وليس الدول الأربع فقط. وقال: «نأمل في أن نستطيع أن نحل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي ونأمل في أن تسود الحكمة الأشقاء في قطر لكي يستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي وليس فقط الدول الأربع، المجتمع الدولي الذي يرفض دعم الإرهاب وتمويله ودعم التطرف واستضافة أشخاص متورطين بالإرهاب أو على قوائم أممية وأميركية وخليجية لتورطهم في هذا الشأن».
وأشار عادل الجبير إلى أنه بحث مع لودريان الأوضاع الراهنة في المنطقة وآخر مستجدات عملية السلام، والأوضاع في سوريا وكيفية إيجاد حلول لها بتطبيق إعلان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن 2254. وأردف: «كما عبرنا عن ارتياحنا وتقديرنا الجهود التي قامت بها الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي في تطهير الموصل من (داعش) الإرهابي، وأملنا في أن تستطيع العراق أن تقضي على (داعش) بأكمله، ثم بحثنا الأزمة في اليمن وآخر التطورات والمستجدات فيها والتحديات في الوضع الإنساني».
من جانبه، أكد الوزير الفرنسي أن فرنسا تشعر بقلق من الأزمة التي تشهدها حالياً دول الخليج، قلق من آثار هذه الأزمة على الصعيد السياسي والاقتصادي في وقت يتعين على المنطقة أن تعمل على أن تبني تماسكها لمواجهة التحديات المحيطة بأمنها، على حد تعبيره. ولفت الوزير إلى أنه ورئيس الجمهورية الفرنسية على اتصال بجميع الأطراف «ونوجه نداءات للحوار ورسالة من أجل التهدئة والتشاور لحل هذه الأزمة». وأضاف: «موقف فرنسا يمكن أن يلخص في عدة نقاط: أولاً الالتزام الحازم من الجميع ضد الإرهاب وضد من يدعم ويمول الإرهاب وبالتالي من الأهمية بمكان أن تبقى دول الخليج مجتمعة ليبقى المجلس سداً منيعاً في وجه الإرهابيين».
وتابع: «نأمل أن هذه الأزمة سوف تسمح بتعزيز جميع الآليات لمكافحة الإرهاب وخاصة نشر الإرهاب والفكر المتشدد، ونود أن نحيي الجهود السعودية - وهذا أمر لا بد منه - وبالتالي نحيي الجهود السعودية لاستئصال هذه الآفة، المملكة بينت كفاءتها وقدراتها القيادية في هذا التحالف العسكري لمكافحة الإرهاب، وإنشاء المركز العالمي لمكافحة الإرهاب، أعتقد أن جوابنا يجب أن يكون شاملاً، ويجب أن يكون جوابا مشتركا إذا أردنا أن نحقق النصر الجماعي على هذه الآفة».
وشدد لودريان على أن حل هذه الأزمة يجب أن يتم بين دول الخليج، وقال: «بالتالي هذا يشجعنا على دعم المبادرة الكويتية، وقد استقبلنا موفد أمير الكويت في الوساطة الكويتية، وهناك نقطة لا بد من توضيحها، وهي أن فرنسا لا تريد أن تحل محل أحد، نحن نطمح إلى أن نكون ميسراً في هذه العملية، فرنسا تريد أن تضيف جهودها للدول الأخرى التي تشعر بالقلق مثلنا وتريد دعم الوساطة الكويتية، وأود أن أشير إلى مبادرة وزير الخارجية الأميركي خاصة، التي تبدو لنا مناسبة».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي إلى ضرورة تخفيف حدة التوتر وهو شرط لإعادة الحوار وإعادة بناء الثقة على حد قوله، وأردف: «نطلب ألا توثر الإجراءات التي تم تبنيها أياً كانت على السكان المدنيين بأي شكل من الأشكال». وفي جانب العلاقات السعودية الفرنسية، أوضح لودريان أن لقاءه مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أثمر عن إعادة إطلاق عجلة التعاون الثنائي السعودي الفرنسي، وأضاف: «قررنا قبل نهاية 2017 أن نعقد اجتماعا للجنة الثنائية المشتركة التي كانت موجودة ولم تكن مفعلة، نريد أن نستعرض مختلف البرامج ونضع حصيلة لما آلت إليه المواضيع التي نبحثها معا في مجالات الدفاع، والطاقة، والثقافة، والبنية التحتية، والتعليم، وغيرها، من خلال اجتماعات سنوية تعقد مرة في باريس ومرة في الرياض». وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن هذه الانطلاقة الجديدة للجنة الثنائية هو ما يتمناه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، الذي تحدث عن هذا الموضوع مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مبيناً أن كل هذا يتماشى مع «رؤية 2030» وهذه فرص جديدة لخلق تفاعلات وتكامل في العلاقة الثنائية.
* لقاءات الدوحة
وفي الدوحة أجرى تميم آل ثاني، أمير قطر، محادثات مع جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، الذي وصل إليها صباح أمس، تركزت على ملف الأزمة القطرية، ومحاولة التهدئة السريعة، وجهود فرنسا في تسهيل الوساطة التي تقودها الكويت. وقال الوزير الفرنسي، للصحافيين عقب محادثات أجراها مع نظيره القطري، إن «فرنسا يجب أن تقوم بدور مسهل للوساطة التي تقودها الكويت».
وتقول باريس إن مهمة لودريان تهدف إلى الدعوة لـ«تهدئة سريعة» في الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة في الخليج. وسيتوجه أيضا إلى السعودية والكويت والإمارات. وأضاف أن بلاده «تتواصل مع جميع هذه الدول للمساعدة في البحث عن حل، وتوجه إلى الجميع رسالة حوار وتهدئة».
ورحب وزير الخارجية القطري بـ«دور فرنسا الداعم للوساطة الكويتية في حل الأزمة»، وأشار إلى أن مباحثاته مع نظيره الفرنسي تناولت الظروف التي تمر بها دولة قطر حاليا. وأكد لودريان أنه يعول على تعزيز التعاون بين فرنسا وقطر «في مجال مكافحة الإرهاب وخصوصا في مكافحة تمويل الإرهاب».
وتأتي جولة وزير الخارجية الفرنسي، الخليجية، بعد مهمة وساطة قام بها ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، استمرت أربعة أيام، في إطار تخفيف حدة التوترات في الخليج. وأوضح لودريان أنه لاحظ لدى محاوريه في الدوحة استعدادا لـ«إجراء محادثات بناءة مع الجيران شرط عدم المساس بسيادة قطر». وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حملت الحكومة القطرية في بيان مشترك، أول من أمس، مسؤولية فشل الوساطة الكويتية، وشكرت أمير الكويت على مساعيه، قائلة إن تعنت الدوحة بشأن قائمة مطالب سلمت لها مؤخرا، لوقف تمويل وإيواء المنظمات الإرهابية، يعكس مدى ارتباطها بالجماعات الإرهابية، وتعمد الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب القطري، إضافة إلى عدم احترام الدوحة الجهود الكويتية.
الجبير بعد لقاء لودريان: سنسلم فرنسا ملفاً بأعمال قطر السلبية
وزير الخارجية الفرنسي طالب بمواجهة الإرهاب ومن يدعمه أو يموله
الجبير بعد لقاء لودريان: سنسلم فرنسا ملفاً بأعمال قطر السلبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة