التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يؤكد خسارة التنظيم 70 % من أراضيه

تمرد وإعدامات داخل صفوف التنظيم الإرهابي

التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يؤكد خسارة التنظيم 70 % من أراضيه
TT

التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يؤكد خسارة التنظيم 70 % من أراضيه

التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يؤكد خسارة التنظيم 70 % من أراضيه

أعلن بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الخاص للولايات المتحدة لمحاربة «داعش»، عن فتح باب التبرع مجدداً في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية للحرب ضد «داعش»، وذلك بعد تحقيق الانتصارات في أرض الواقع بالعراق واستعادة الموصل (ثاني أكبر مدينة في العراق) أهم معاقل التنظيم، مشيراً إلى انضمام ثلاث دول أفريقية إلى التنظيم الدولي لمحاربة «داعش»، ليصبح عدد الدول في قوات التحالف 72 دولة.
وأفاد ماكغورك خلال خطابه أمس في اليوم الأخير من ورشة عمل قوات التحالف المحاربة لـ«داعش» في العاصمة الأميركية واشنطن، بأنه تم تحديد 100 موقع لمشروعات الاستقرار الفوري في الموصل، وذلك لإعادة إعمار الموصل بعد الخراب الذي خلفته جماعة «داعش» الإرهابية، مشيراً إلى التركيز أيضاً على الاحتياجات الفورية لتحقيق الاستقرار للسكان المحرومين أثناء سيطرة «داعش». وأضاف: «تم تشكيل مجلس مدني في مدينة الطبقة لإعادة إعمار المدينة من الدمار الذي خلفه (داعش)، كما نعلن عن نموذج جديد للتبرع في المناطق المنكوبة من آثار التنظيم الإرهابي، وذلك لتحقيق الاستقرار في المدن المحررة وتتمكن البلدان من تقديم مزيد من الدعم، وتم تحديد أكثر من 100 موقع لمشروعات الاستقرار الفوري في الموصل».
وقال المبعوث الرئاسي الأميركي لمحاربة «داعش»، إنه تمت مناقشة الوجود الروسي العسكري في سوريا خلال جلسات ورش العمل، مشيراً إلى أن تعاون الحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي في التحالف والحرب على «داعش» هو أحد أهم الأسباب في نجاح الحملة، على عكس سوريا التي لا يوجد تعاون بها مع نظام الأسد، بيد أنه يتم دعم المجالس المحلية والمنظمات الأخرى، إذ وافق صندوق إعادة إعمار سوريا على آلية جديدة لتحقيق الاستقرار هناك.
وأوضح أن الدول الأفريقية التي انضمت أخيراً إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» هي تشاد، وجيبوتي، والنيجر، ليصبح بذلك عدد الدول المشاركة في التحالف الدولي 72 عضوا، يشن غارات جوية وقذائف مدفعية أرضية ومدفعية صاروخية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق. وتجرى الضربات في العراق دعما للحكومة العراقية، ولكن ليس في سوريا، إذ ليس هناك إذن من مجلس الأمن الدولي أو من حكومة بشار الأسد.
ولفت إلى أن هذه الحرب على «داعش» المستمرة ثلاثة أعوام متتالية، تعد الأهم منذ الحرب العالمية الثانية، إذ راح ضحيتها كثير من الأبرياء، وشارك بها ما لا يقل عن مليوني شخص من محاربين ومقاتلين، وكذلك مساعدة الأهالي والسكان لقوات التحالف في المناطق التي كانت تخضع للتنظيم الإرهابي، مبيناً أن تنظيم داعش فقد سيطرته على 70 في المائة من المناطق التي سيطر عليها في العراق، و50 في المائة من المناطق التي سيطر عليها في سوريا، كما أن المعارك والعمليات مستمرة لاستعادة كافة المناطق المسيطر عليها من قبل التنظيم.
بدوره، أكد العميد الدكتور سعد معن إبراهيم في القوات العراقية العسكرية، أن العمليات التي تجريها الحكومة العراقية حالياً بعد استعادة الموصل هي إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعها تنظيم داعش في المدينة، والآثار الأخرى التي خلفها التنظيم، وذلك تمهيداً للعمليات البلدية الأخرى في تنظيف المدينة وإعادة الإعمار من خلال جهود الحكومة العراقية والدول الصديقة.
وبيّن إبراهيم خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن البلدان المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش على خط نهر الفرات مثل الحويجة وتلعفر تصلها ضربات التحالف الدولي، وذلك بعدم إعطاء التنظيم الراحة في تلك المناطق التي يسيطر عليها بعد هزيمته في الموصل، وألا يستعيد توازنه وقطع الطريق عليه، موضحاً أن عملية تحديد الأولوية في الضربات والمواقع التي سيقصفها التحالف تعود إلى إدارة التحالف ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ولكنها في مجملها عمليات أسهل من الموصل بسبب وضع تلك المناطق جغرافياً، وظروف المعركة، وأصعبها كانت الموصل.
وأضاف: «لدينا إشارات واضحة على وجود تمرد كبير داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وذلك بعد فقدانه السيطرة على الموصل، تمرد كثير من المقاتلين الأجانب على التنظيم ما دفعه أيضاً إلى الإعدامات وتصفية الأعضاء، إضافة إلى أن الأهالي في تلك المناطق ضاقوا ذرعاً بسيطرة التنظيم الإرهابي عليهم، فهم يعيشون حالياً حالة تخبط وعدم استقرار، فهم نفسياً يتلقون ضربات توازي الضربات العسكرية».
وأشار العميد الدكتور سعد إيراهيم إلى أن الأخبار أو الشائعات التي انتشرت بمقتل زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي لم تشغل بال المقاتلين العراقيين وقوات التحالف، إذ إن المعركة كانت محددة باستعادة الموصل وهزيمة التنظيم وليس الاهتمام بالأشخاص، معتبراً أنه في حال وفاة البغدادي فإن ذلك يعد ضربة قوية للتنظيم، ومن يتأثر هم مقاتلو «داعش»، وقد يكون هناك بديل له: «وسموم التنظيم ستفرز بديلاً عنه، ونتمنى أن يكون قتل، ونتمنى أكثر هلاك التنظيم بالكامل».
ولفت إلى أن الأهالي في الموصل كانوا أحد أهم المساهمين في العمليات التحريرية، وقدموا معلومات مهمة للقوات العراقية ساعدت على معرفة الإرهابيين في المدينة، كما أنه عند فتح باب التطوع في شرطة الموصل فإن الأهالي لم يدخروا جهداً في المشاركة والتسجيل في التطوع، مفيداً بأن القوات العراقية صادرت وضبطت كثيرا من الأسلحة والمتفجرات، والآليات التي استحوذوا عليها، وعملياتنا هي لتحرير إنسان العراق من هذه الآفة في المقام الأول، واستعادة هيبة الدولة في تلك المناطق.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.