شنت حركة حماس حملة اعتقالات واسعة في صفوف متشددين في قطاع غزة يستلهمون نهج تنظيم داعش، بعد هجوم سيناء الذي راح ضحيته 23 جنديا مصريا، وأعلن موالون للتنظيم في القطاع، أن 3 منهم شاركوا في الهجوم، من دون أن يتسنى التأكد من دقة المعلومات.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس أعلنت حالة التأهب القصوى، وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف متشددين موالين لتنظيم داعش، بمن في ذلك عناصر كانت الحركة أطلقت سراحهم أخيرا، بعد اعتقالهم والتحقيق معهم وسجنهم لفترات طويلة.
وبحسب المصادر، فإن حملة حماس الكبيرة تستهدف كل مشتبه به بموالاة «داعش» أو الترويج لأفكاره، أو إبداء التعاطف معه، كما تستهدف الوصول إلى كل من له علاقة بالشبان الذين أعلن أنهم ضمن الهجوم.
ونشرت الحركة الكثير من عناصرها على الحدود، وأقامت الكثير من نقاط التفتيش في شوارع القطاع الداخلية سواء الواصلة بين مدنه أو داخل المدن نفسها.
وتزعم رئيس الحركة إسماعيل هنية، اجتماعات طارئة، وأكد أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءات أخرى على الحدود حتى تبقى غزة عصية على الاختراق الأمني.
وقال هنية، إن غزة يجب أن تبقى ساحة من ساحات الامتداد للأمن القومي العربي والمصري.
وعقدت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس اجتماعات مكثفة على مدار يومين لبحث الوضع الراهن. وأعلن اللواء توفيق أبو نعيم، رئيس قطاع الشؤون الأمنية أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية بهدف منع أي عمليات تسلل أو هروب لمطلوبين. وأكد رفع حالة تأهب قوات الأمن الوطني على طول الحدود.
وشوهدت قوات إضافية من حماس تنتشر على الحدود مع مصر. كما شوهدت عناصر الأمن في غزة تخضع المارة وجميع السيارات في شوارع رئيسية وفرعية وعلى مفترقات الطرق لتفتيش دقيق، يطال هويات الجميع بحثا عن مطلوبين.
واشتكى غزيون من كثرة الحواجز غير المسبوقة التي تسببت في أزمات واكتظاظ. فيما قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس، إن أجهزتها الأمنية تقوم بعمل دقيق ومنظم ومستمر متعلق بظروف أمنية في غزة.
وتريد حماس لأن تبرهن لمصر، أنها تقود حربا لا هوادة فيها ضد المتشددين. وكان هذا جزءا من الاتفاق بين الطرفين من أجل إعادة العلاقات.
وتحسنت علاقة حماس بمصر في الأسابيع القليلة الماضية على نحو غير مسبوق، حيث بدأت الحركة بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع مصر، وحصلت على وعود مصرية بدعم المنطقة بمنظومة مراقبة حديثة، كما حصلت على وقود وكهرباء، فيما تجري مباحثات بين الطرفين لعقد اتفاقات أمنية واقتصادية بهدف تخفيف أزمات القطاع وفتح معبر رفح.
غير أن الهجوم على سيناء وضع الكثير من الضغط على حماس بشأن ضبط الحدود، وهو الشرط المصري الأكثر أهمية، وآثار كذلك، الكثير من المخاوف في غزة، حول استمرار الإجراءات المصرية لتخفيف الحصار، خصوصا إذا ما ثبت أن غزيين بالفعل شاركوا في الهجوم.
وأكدت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لموالين لـ«داعش»، أنه تم التعرف على جثث 3 شبان من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، كانوا أعضاء سابقين في كتائب القسام، شاركوا في الهجوم. ونعى موالون لـ«داعش»، أصدقاءهم بعد التعرف عليهم عبر صور الجثث التي نشرها الجيش المصري في وسائل الإعلام.
ونشر شبان صورا للمهاجمين وهم يرتدون زي «داعش» في سيناء ومجدوهم كذلك. لكن عائلات الشبان الثلاثة، التزمت الصمت التام بانتظار التأكد من المعلومات بشكل رسمي.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسماء التي ذكرت كانت مطلوبة لحماس، واستطاعت مغادرة القطاع قبل أسابيع طويلة. وبحسب المصادر، فإن بعض العناصر المتطرفة، تتمكن من مغادرة غزة والانضمام إلى «داعش» في سيناء، على الرغم من الإجراءات المكثفة لحماس.
ويسيطر تنظيم داعش عمليا، على بعض الأنفاق في المنطقة، ويتحكم في عملها بين سيناء وغزة. وتسعى حماس للسيطرة على أي تواصل بين عناصر من غزة، والتنظيم في سيناء، لكن الأمر يبدو شديد التعقيد، بسبب طول الحدود وكثرة الأنفاق وتعدد المتحكمين بها، إضافة إلى أن بعض عناصرها فضلوا الهرب إلى سيناء وتحولوا إلى «داعش».
«حماس» تعلن حالة التأهب وتشن حملة اعتقالات واسعة ضد متشددين
نشرت المزيد من عناصرها المسلحة على الحدود مع مصر وأقامت حواجز في الشوارع
«حماس» تعلن حالة التأهب وتشن حملة اعتقالات واسعة ضد متشددين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة