مصدر غربي ينوه بتفادي لبنان «الانزلاق إلى البركان السوري»

TT

مصدر غربي ينوه بتفادي لبنان «الانزلاق إلى البركان السوري»

تنظر دوائر غربية بارتياح إلى المشهد اللبناني بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وإقرار قانون جديد للانتخاب، وإن كان ذلك ارتبط بتأجيل للاستحقاق النيابي عاما كاملا. وعودة عجلة المؤسسات إلى الدوران بعد أكثر من عامين ونصف على شغور سدة الرئاسة رسم انطباعا إيجابيا لدى المجتمع الدولي بشكل عام، ذلك بحسب مصدر دبلوماسي غربي.
ولاحظ المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «معجزة» جنّبت لبنان طوال السنوات الـ6 الماضية الانزلاق إلى «البركان السوري»، لافتا إلى أن وحدة اللبنانيين والجهود السياسية والأمنية المبذولة كلها ساهمت بإبقاء البلد بمنأى عما يحصل حوله إلى حد بعيد. وأضاف: «صحيح أن المخاطر عادت تطل برأسها مؤخرا بعيد سقوط مشروع (داعش) في العراق وسوريا، إلا أن العمل الأمني الاستباقي الذي تقوم به الأجهزة اللبنانية يُساهم بإحباط الكثير من المخططات الإرهابية، وهو عمل يجب الاستمرار به لمواجهة أي سيناريو يقضي بانتقال مجموعات أو أفراد من تنظيمات إرهابية إلى لبنان هربا من سوريا».
وشدد المصدر على «وجوب الاستمرار بالدعم المطلق للجيش اللبناني الذي يواجه تحديات جمة وبالتحديد على الحدود الجنوبية والشرقية»، معتبرا أنه «لا يمكن إلا أن نشد على يده في المهام التي يبذلها بمواجهة الإرهاب». وأشار إلى «توقيفات يومية تقوم بها الأجهزة الأمنية اللبنانية يتبين أنّها بمعظمها مرتبطة بأعمال إرهابية»، لافتا إلى أن ذلك «لا يستدعي الهلع خاصة بعدما بات الجميع على يقين أن الإرهاب لم يعد يستهدف بلدا أو منطقة معينة بل العالم أجمع... وكلنا يرى ما الذي يحصل في العواصم الأوروبية بحيث تحول الإرهاب ظاهرة عالمية تستدعي معالجة من الأساس أي من خلال التعليم وتعميم القيم وخلق فرص عمل والتمسك باحترام حقوق الإنسان، على أن يترافق ذلك مع العمل الأمني والعسكري المناسب».
ويعي المجتمع الدولي حجم التحديات التي يواجهها لبنان جراء أزمة النزوح السوري ووجود أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، لكنّه لا يبدو متفائلا بحل قريب للوضع في سوريا يتيح عودة هؤلاء إلى بلدهم، بحسب المصدر. وقال إن «اتفاق سلام» في سوريا لا يزال بعيد المنال، وأضاف: «طالما القتال مستمر وأعمال العنف متواصلة لا يمكن الحديث على الإطلاق عن عودة اللاجئين التي نشدد على وجوب أن تكون طوعية»، لافتا إلى أنه حتى الساعة لا أحد يُدرك كم ستدوم الأزمة في سوريا، ما يستدعي من المجتمع الدولي وضع رؤية محددة لكيفية تقديم الدعم اللازم للاجئين في العامين 2018 - 2019. وهي رؤية لا تزال حتى الساعة غير موجودة.
وشدد المصدر على أن «لا موقف له بما يتعلق بدعوات أفرقاء لبنانيين للتواصل والتنسيق مع النظام السوري لإعادة اللاجئين، وهذا الملف شأن داخلي لبناني وما يعنينا أن تكون العودة الطوعية وإن كنا لا نعتقد أن الظروف الحالية تسمح بهذه العودة». وزاد: «للأسف الأمور تتخذ منحى دراماتيكيا في سوريا والأسباب التي أدّت لتهجير مئات آلاف الأشخاص لم تنتف. وطالما لا يوجد حل سياسي لا نعتقد أن وضع حد لأزمة اللاجئين ممكنة لذلك نعمل على تفعيل مشروع إعادة توطين مئات من الذين يتواجدون في بلدان في محيط سوريا ومنها لبنان في بلد ثالث بانتظار تهيئة ظروف عودتهم إلى بلدهم». ورأى المصدر أن «اللاجئين وحدهم قادرون على تحديد الوقت والظرف المناسب لعودتهم، خاصة أنهم أكثر المتحمسين إلى هذه العودة، فلا أحد يطمح لأن يعيش لاجئا خارج بلده».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.