الجبير: سياسات قطر أضرت بنا ونهدف إلى تغييرها... وموقف ألمانيا لم يتغير

الجبير وغابرييل خلال مؤتمرهما الصحافي في جدة أمس (تصوير : محمد المانع)
الجبير وغابرييل خلال مؤتمرهما الصحافي في جدة أمس (تصوير : محمد المانع)
TT

الجبير: سياسات قطر أضرت بنا ونهدف إلى تغييرها... وموقف ألمانيا لم يتغير

الجبير وغابرييل خلال مؤتمرهما الصحافي في جدة أمس (تصوير : محمد المانع)
الجبير وغابرييل خلال مؤتمرهما الصحافي في جدة أمس (تصوير : محمد المانع)

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنه اتفق مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل، على أهمية وقف دعم تمويل الإرهاب ودعم التطرف، وكذلك وقف التحريض وبث الكراهية والتدخلات في شؤون دول الجوار من قبل حكومة قطر، مشيراً إلى أنه أطلع وزير الخارجية الألماني على آخر التطورات في قضية الأزمة مع قطر.
وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني في جدة أمس، إن الدول الأربع تتطلع إلى «أن يكون رد الأشقاء في قطر على الطلبات إيجابياً، حتى نستطيع الوصول إلى حل لهذه الأزمة»، مؤكداً أن الدول الأربع حريصة على بناء أفضل العلاقات مع قطر. ولفت إلى أن هدف الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، هو تغيير سياسات قطر «التي نعتبر أنها تسيء إلى قطر ودول المنطقة وللعالم، ونتطلع لتسلّم الرد ودرسه بدقة، ومن ثم اتخاذ ما يلزم حياله».
وفي معرض رده حول توقيت الأزمة مع قطر، أشار وزير الخارجية السعودي إلى «الاتفاقيات التي توصلنا لها بالرياض والتي التزمت بها قطر للتعامل مع عدد من القضايا»، موضحاً أن القطريين حققوا بعض التقدم «ولكنه ليس بالتقدم الكافي الذي يصل لدرجة الإرضاء. حصلت تطورات كثيرة منذ عام 2014 بتدخلات قطر في شؤون دول الجوار، وإيواء ممولي الإرهاب الذين يعملون من قطر، إضافة إلى خطاب الكراهية من (الجزيرة)، وغيرها من الشبكات الإعلامية. نحن نقول إن ذلك لم يعد مقبولاً، نريد منها أن تتبنى السياسات التي لا تروّج للإرهاب والتطرف والكراهية، وألا يقوموا بإيواء ممولي الإرهاب، وأغلب النقاط المدرجة تعود إلى اتفاق الرياض عام 2014 لا جديد فيها، وأتمنى أن يكون المنطق من يقود هذه العملية لمصلحة قطر ودول العالم».
وأكد الجبير أن موقف ألمانيا ثابت من الأزمة القطرية ولم يكن فيها تغيير، مشيراً إلى أنه كان هناك تفسير «لم يكن صائباً» أدى إلى انطباع في وسائل الإعلام بأن الموقف الألماني غير ما هو عليه حقاً، مضيفاً أن الموقف الألماني هو ما عبّر به الوزير في بداية اللقاء و«هو ما سمعناه من الحكومة الألمانية منذ بداية الأزمة مع قطر».
وحول اجتماع الوزراء في الدول الأربع، قال الجبير إنه سيعقد صباح غد الأربعاء، مضيفاً أن المهلة مُددت 48 ساعة؛ لأن الأشقاء في الكويت تسلّموا الرد أمس من الأشقاء في قطر و«على أساس تسليمه (الرد القطري) للدول الأربع لدرسه بدقة وتقويمه، واتخاذ ما يتعلق بالخطوات المقبلة»، لافتاً إلى أن موضوع المهلة انتهى ولا يوجد أي إشكالية في خصوصه.
وقال الجبير إن الاجتماع مع الوزير الألماني بحث جملة من مواضيع المنطقة، ومنها الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وكيفية إيجاد حل شامل ودائم مبني على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة، إضافة إلى بحث الأوضاع في سوريا والعراق واليمن. وشدد على أن العلاقات مع ألمانيا «علاقات مميزة، وهي من أهم شركائنا التجاريين في العالم، وتلعب دوراً إيجابياً في المنطقة، وهي من أهم الدول فيما يتعلق بتطبيق (رؤية 2030)، من حيث التقنية والقدرات الموجودة في ألمانيا».
وقال الوزير غابرييل، من جهته، إن اللقاء تطرق إلى الأزمة في الخليج، مؤكداً الاتفاق على ضرورة «إنهاء أي دعم للإرهاب أو المنظمات المتطرفة»، موضحاً أن بلاده تعرف أن هناك شخصيات فردية تقوم بذلك، و«لكن يجب أن ننجح، وأن ينتهي الدعم للإرهاب والتطرف بالمنطقة». وأكد ضرورة استقرار مجلس التعاون الخليجي، و«أن يكون قادراً على العمل، لأنه شرط للاستقرار والأمن في المنطقة». وتابع: «نرى أن هناك مجالاً للوصول إلى حل معقول يركز على العلاقات الجيدة بين الجيران في مجلس التعاون الخليجي، والتوصل إلى آلية تنهي تمويل الإرهاب والتطرف بالمنطقة وخصوصا في الخليج، وناقشنا اقتراحات مختلفة حول الآليات والوسائل لحل الخلاف».
وتحدث وزير الخارجية الألماني عن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قائلاً، إن «ولي العهد الجديد لديه مهام كبيرة جداً فيما يخص عمليات الإصلاح وتعزيز الإمكانات الاقتصادية، ونحن ننظر إلى ذلك باهتمام كبير».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».