وكالة الشرطة الأوروبية تحذر من هجمات إرهابية جديدة

مقر رئيس الحكومة البلجيكية وقاعدة عسكرية ومحطة نووية كانت ضمن مخطط تفجيرات بروكسل

إجراءات أمنية مشددة في شوارع بروكسل عقب تفجيرات العام الماضي («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في شوارع بروكسل عقب تفجيرات العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

وكالة الشرطة الأوروبية تحذر من هجمات إرهابية جديدة

إجراءات أمنية مشددة في شوارع بروكسل عقب تفجيرات العام الماضي («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في شوارع بروكسل عقب تفجيرات العام الماضي («الشرق الأوسط»)

جرى الكشف في بروكسل عن خطط إرهابية كان من المفترض تنفيذها عقب هجمات مارس (آذار) من العام الماضي، التي شملت مطار العاصمة ومحطة قطارات المترو، وحسبما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية فقد عثر المحققون على جهاز حاسوب في صندوق القمامة بجوار السكن الذي خرج منه منفذو تفجيرات 22 مارس من العام الماضي في حي سخاربيك ببروكسل، الذي يقطنه عدد كبير من المهاجرين من أصول إسلامية.
واكتشف المحققون صوراً ومعلومات على الحاسوب الخاص بأحد عناصر الخلية، وتشير إلى أن الإرهابيين كانوا يخططون لاستهداف مقر إقامة رئيس الوزراء الحالي شارل ميشال في بروكسل، ومستشفى عسكري قريب من العاصمة، وقاعدة عسكرية في مدينة ناميور في الجزء الجنوبي الناطق بالفرنسية، وأيضاً محطة نووية لتوليد الطاقة. وحسب الوكالة، فقد توفرت معلومات وصور اطلعت عليها صحيفة «لاتست نيوز» اليومية البلجيكية، وقالت بعدها إن المحققين اكتشفوا أن الإرهابيين كانوا يجمعون معلومات وصوراً عن المسارح وصالات الاحتفالات والمقاهي لتنفيذ هجوم مماثل لما وقع في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 باستهداف أحد المسارح، وأيضاً إطلاق النار على رواد أحد المقاهي.
وكانت بروكسل تعرضت لتفجيرات في مارس من العام الماضي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين. وشملت مطار بروكسل ومحطة للقطارات الداخلية بالقرب من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقبل أيام، أعلنت السلطات عن محاولة إرهابية فاشلة استهدفت محطة وسط بروكسل بعد مقتل منفذ الهجوم الذي كان بحوزته أسطوانات للغاز في حقيبة ولم تسفر سوى عن انفجار صغير وإشعال النيران بشكل محدود قبل أن يطلق عناصر الأمن والجيش النار عليه. وتعيش البلاد في حالة من الاستنفار الأمني من الدرجة الثالثة أي الدرجة قبل مرحلة الطوارئ مباشرة.
وبالتزامن مع هذا، حذرت منظمة الشرطة الأوروبية «يوروبول» من حدوث هجمات إرهابية جديدة في أوروبا. وقال رئيس المنظمة روب واينرايت في تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية في عددها الصادر الثلاثاء: «إن خطر الإرهاب في أوروبا هو الأعلى خلال العشرين عاماً الماضية. ولا يزال يزداد، لدينا إشارات على ذلك». وبحسب تقييم واينرايت، يعد لقاء مجموعة العشرين «جي20» المنتظر في مدينة هامبورغ الألمانية خلال شهر يوليو (تموز) المقبل «هدفاً محتملاً بالطبع بالنسبة للإرهابيين مثل أي فعالية عامة مهمة أخرى». وأكد أن السلطات الألمانية على علم بذلك ومستعدة له، وقال: «إنني متأكد أنهم يفعلون كل شيء من أجل الحيلولة دون حدوث ذلك»... وبالنظر إلى الهجمات التي حدثت في بروكسل وباريس ولندن، دعا رئيس منظمة الشرطة الأوروبية إلى وجود قوات مكافحة إرهاب سريعة في كل دولة أوروبية.
وأشار إلى أن الشرطة قتلت المهاجم في لندن مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي في غضون 8 دقائق بعد الاستدعاء الأول لها، وقال: «إن ذلك هو المعيار الذي لا بد أن يكون لدينا في كل مكان». وشدد على ضرورة أن يحصل محققون على مزيد من الإمكانات لمراقبة التواصل عبر الإنترنت بين المشتبه في صلتهم بالإرهاب، مثل رسائل الماسنجر. وأوضح مدير المنظمة في لاهاي قائلاً: «نظراً لأنه تم نقل قنوات التواصل إلى الإنترنت، لذا فقدت الشرطة جزءاً كبيراً من إمكاناتها الخاصة لمراقبة إرهابيين. ولا بد أن يتغير ذلك». وفي الأسبوع الماضي، حذر تقرير لوكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) من تزايد دور النساء في تنفيذ هجمات يخطط لها تنظيم داعش، وقال التقرير إنه جرى إحباط عدد كبير من الخطط التي تتعلق بتنفيذ كثير من الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي.
وجاء في التقرير أن أوروبا واجهت العام الماضي 142 مخططاً إرهابياً وجرى إحباط العدد الأكبر منها. وأشار التقرير إلى أنه إلى جانب تفجيرات مارس من العام الماضي في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل وإحدى محطات القطارات الداخلية، فقد جرى تفادي هجومين آخرين في بلجيكا.
وفي إطار الإشارة إلى تزايد دور النساء في تنظيم مخططات «داعش»، نوه التقرير بمحاولة 3 سيدات في سبتمبر (أيلول) الماضي تنفيذ مخطط باستخدام أسطوانات الغاز، وجرت مداهمات واعتقالات على خلفية التحقيق في هذا الملف. كما أشار التقرير إلى خطط لكثير من العائدين من سوريا والعراق لتنفيذ مخططات إرهابية في أوروبا، ومنهم فتاة تدعى موللي 24 عاماً من ويفيلخم البلجيكية، ولم يتم الإعلان عن هذا المخطط بشكل واضح، ولكن المحققين عثروا على رسائل مشبوهة لها على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها كانت تراسل الفتيات اللاتي كن يخططن للهجوم في باريس بأسطوانات الغاز، وهناك بلجيكية أخرى تبلغ من العمر 23 عاماً من مدينة بايخيم، وجرى اعتقالها عقب عودتها مع طفليها من سوريا. كما حذر تقرير «يوروبول» عن الإرهاب، من تهديدات مستقبلية محتملة لتنظيم داعش الإرهابي، تشمل هجمات تفجيرية عبر طائرات دون طيار مسلحة، إضافة إلى إمكانية استخدام أسلحة غير تقليدية (كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية).
ونوه التقرير بأن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم بالفعل تقنية تركيب المتفجرات في طائرات دون طيار، في العراق وسوريا، كما حذر من تنامي الأدوار التنفيذية للنساء في الأنشطة الإرهابية في أوروبا، فضلاً عن الأطفال والمراهقين. وخلال عرض التقرير، الذي قدمه مدير الشرطة الأوروبية (يوروبول)، روبرت وينرايت، في مالطة، أوضح «وينرايت» أن عدد المقاتلين الأجانب من دول الاتحاد الأوروبي المشمولين بالقوائم التي أعدتها تركيا بلغ 7670 شخصاً، وحذر من الخطر المتنامي للإرهاب مع عودة هؤلاء المقاتلين لبلدانهم بعد هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».