عون: الانتخابات في موعدها

الحكومة تسعى لإطلاق مناقصة إشراك القطاع الخاص

عون والحريري في اجتماع الحكومة أمس (دالاتي ونهرا)
عون والحريري في اجتماع الحكومة أمس (دالاتي ونهرا)
TT

عون: الانتخابات في موعدها

عون والحريري في اجتماع الحكومة أمس (دالاتي ونهرا)
عون والحريري في اجتماع الحكومة أمس (دالاتي ونهرا)

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن قانون الانتخاب الجديد «قد لا يعبّر عن كل تطلعاتنا، إلا أنه يشكل نقلة نوعية مهمة في مسيرة الحياة السياسية وتحولا إلى (النسبية) بعد 91 عاما من أنظمة تقوم على (الأكثرية)»، مشدداً على أن «الانتخابات ستجرى في موعدها»، في حين عدّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن اللبنانيين «أنجزوا قانونا للانتخاب للمرة الأولى صنع في لبنان، بدلا من قوانين سابقة كانت تسقط أحيانا إسقاطا على السياسيين وتحدث انقسامات سياسية كبيرة»، مشددا على أن «قانون اليوم نتج عن حوار سياسي لبناني عميق».
مواقف عون والحريري جاءت خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس برئاسة رئيس الجمهورية، حيث درست الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخذت القرارات المناسبة بشأنها، كما تقرر عقد جلسة خاصة بعد عيد الفطر للبحث في الوضع الأمني.
وسبق الجلسة خلوة بين عون والحريري، جرى خلالها عرض الأوضاع على الساحة المحلية، والعمل على تسريع الخطى لتأمين إجراء الانتخابات النيابية، وإقرار المشروعات والموضوعات التي من شأنها تسهيل حياة المواطنين، إضافة إلى الوضع الأمني من كل جوانبه.
وأشار وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي تلا مقررات مجلس الوزراء، إلى أن عون أكد أن الانتخابات ستجرى في موعدها، وأن البطاقة الممغنطة يجب أن تنجز أيضا قبل ذلك. كما دعا عون إلى تنظيم حملة توعية لشرح القانون الجديد للرأي العام ليكون الجميع على بينة من تفاصيله وإيجابياته.
وتطرق عون أيضا إلى أزمة الكهرباء في لبنان، فأشار إلى أن العجز الإجمالي للكهرباء المتراكم خلال 25 سنة من أول 1992 إلى آخر 2016، 33 مليار دولار أميركي، ويمثل هذا العجز 44 في المائة من إجمالي الدين العام الذي بلغ 75 مليارا في نهاية يناير (كانون الثاني) 2016 وتجاوز 78 مليارا في نهاية مايو (أيار) 2017.
وقال: «لو حلت مشكلة الكهرباء في أواسط التسعينات لكان حجم الدين العام انخفض إلى 42 مليار دولار أميركي في نهاية 2016، ولكان المواطنون وفروا على جيوبهم تكلفة إضافية تجاوزت 16 مليار دولار أميركي منذ أوائل التسعينات وتقدر حاليا بنحو 700 مليون دولار سنويا، ولكان الاقتصاد الوطني حقّق نمواً إضافياً».
بدوره، قال الحريري إن «الظرف الراهن والتفاهمات القائمة في مجلس الوزراء تفرض علينا مقاربة هذا الموضوع لما فيه مصلحة البلاد والناس والكهرباء، لأن هذا الملف يجب أن تتخذ في شأنه القرارات المناسبة لأنه من غير الطبيعي أن تكون الكهرباء مؤمنة فقط بين 11 ساعة و12 ساعة، في وقت الحلول فيه موجودة لتحسين إنتاجها».
ولفت الرياشي إلى أن الحريري قال: «هناك خطة للكهرباء عرضت على مجلس الوزراء وتمت الموافقة عليها، قد تكون هناك ملاحظات يمكن أن نتناولها بإيجابية وننهي هذا الملف بشكل إيجابي»، لافتاً إلى أن «المهم أن نمضي في إيجاد الحلول الملائمة ونؤمن مصلحة الناس والبلاد».
وعرض مجلس الوزراء الوضع الأمني في البلاد لا سيما في منطقة البقاع، فتقرر، بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات، عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء للبحث في هذا الأمر من جوانبه كافة.
بعد ذلك ناقش مجلس الوزراء جدول أعماله واتخذ في شأنه القرارات المناسبة، وأبرزه إحالة كامل الملف المتعلق باستقدام معامل توليد الكهرباء إلى إدارة المناقصات لفض العروض المالية، كما الإسراع في إطلاق مناقصة إشراك القطاع الخاص في قطاع إنتاج الكهرباء، وإدراج الموضوع الذي رفعه وزير الطاقة والمياه حول هذه المسألة على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء بعد عيد الفطر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».