شبكة «واي فاي» المترابطة... الأفضل لتأمين الاتصالات

تغطي كل الأجهزة العاملة في أنحاء المنزل

* خدمة «نيويورك تايمز»
* خدمة «نيويورك تايمز»
TT

شبكة «واي فاي» المترابطة... الأفضل لتأمين الاتصالات

* خدمة «نيويورك تايمز»
* خدمة «نيويورك تايمز»

في المرة التالية التي تقوم فيها بتحديث أجهزة «واي فاي» لديك، اتخذ خطوة جريئة: تخلص من جهاز التوجيه المستقل خاصتك وفكر بدلاً منه في الاستثمار في نظام الشبكة المترابطة.
بإمكان الشبكة المترابطة أن تحل معظم، إن لم يكن كل، مشكلات الـ«واي فاي» التي تواجهها. وهي في الأساس عبارة عن نظام من محطات الـ«واي فاي» المتعددة التي تعمل سوياً لتغطية كل ركن من أركان المنزل بشبكة لاسلكية قوية لاتصالات البيانات.
على العكس من جهاز التوجيه المستقل المفرد الذي يفقد الإشارة كلما ابتعدت عنه، فإن الشبكة المترابطة تؤازر بعضها البعض لإيجاد اتصال لاسلكي مستمر في جميع أنحاء المنزل، مما يقلل من احتمال وجود مناطق ميتة غير مغطاة. وحازت تكنولوجيا الشبكة المترابطة Mesh Network على الشهرة والشعبية سريعاً: بعدما أصدرت شركة «إييرو» الناشئة نظام الشبكة المترابطة في العام الماضي، أعقبتها شركات كبيرة مثل «غوغل» و«دي - لينك» على المسار نفسه بمنتجات مماثلة.
ومن الواضح أن المنازل الكبيرة ذات الغرف الكثيرة هي الأكثر استفادة من نظام شبكة «واي فاي» المترابطة والمتعددة. ولكن بناء على اختباراتي لكثير من الشبكات المترابطة على مدى العام الماضي، أود أن أتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وأنصح باستخدام الشبكة المترابطة من جانب الجميع، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في منازل من أحجام متواضعة، وذلك لكثير من الأسباب.
أحد الأسباب، هو أن نظم «واي فاي» المترابطة مثل «إييرو Eero» و«غوغل واي - فاي Google Wifi» تتضمن تطبيقات ذكية (أو حدسية) في الهواتف الذكية التي تجعل من الشبكة أسهل على الفهم وأيسر من حيث الاستخدام. وهناك سبب آخر، وهو أن بعض نظم الشبكة المترابطة هي منتجات جمالية - على العكس من أجهزة التوجيه التقليدية التي تحمل هوائيات ذات منظر بشع.
والأهم من ذلك، تعمل الشبكة المترابطة الجديدة على استيعاب التحول في الأسلوب الذي يستخدم الناس به التكنولوجيا اليوم. فإننا نحمل الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية، والساعات الذكية، والكومبيوترات المحمولة، والأجهزة اللوحية، من حجرة إلى حجرة في المنزل الواحد. كما أن الأدوات المتصلة بالإنترنت مثل السماعات الذكية، وموازين الحمامات، وأجهزة التلفاز الذكية والمنتشرة بصورة كبيرة في مختلف أنحاء المنزل. وفي ظل الشبكات المترابطة، فإن تغطية الـ«واي فاي» عندك لن تعاني من الانقطاع.
يقول ديف فريزر، المدير التنفيذي لشركة «ديفايسكيب» المعنية بجعل شبكات «واي فاي» العامة أكثر موثوقية بالنسبة للهواتف المحمولة: «من الجميل فعلاً أن نرى بائعي أجهزة التوجيه يقومون بشيء مفيد وبشكل صحيح ولو لمرة واحدة. كما لو أنهم أدركوا أخيراً أن الناس يهتمون بشراء هذه المنتجات أكثر من موظفي تكنولوجيا المعلومات».، and Netgear’s
لقد اختبرت ثلاثة من نظم شبكة «واي فاي»: «إييرو Eero «، و«غوغل واي فاي Google Wifi «، و«أوروبي Orbi من شركة نيت - غير». وكل النتائج كانت جيدة، على الرغم أن الجهاز الذي أفضله هو «إييرو». وإليكم ما تحتاجون معرفته عن الشبكات المترابطة عند اختيار النظام المناسب لكم.
مميزات الشبكة المترابطة
أولاً، فيما يخص طريقة عمل نظام الشبكة المترابطة. تقوم بتوصيل المحطة الأساسية المبدئية بالمودم واسع النطاق لديك. ومن هنا، يمكنك ربط محطات الأقمار الصناعية في الغرف التي تتوقع أن تكون تغطية الشبكة فيها ضعيفة.
ومع افتراض أن المحطة الأساسية المبدئية لديك توجد في الطابق السفلي حيث تقع غرفة المعيشة، ولديك محطة للأقمار الصناعية في المكتب بالطابق العلوي. عندما تكون في المكتب وتقوم بتحميل صفحة للإنترنت على الكومبيوتر المحمول خاصتك، تستدعي المحطة الأساسية المبدئية بيانات الصفحة هذه وتدفع بها إلى محطة الأقمار الصناعية، والتي تنقلها بدورها إلى الكومبيوتر الخاص بك في المكتب فيما يعرف باسم الوثبة.
يقول السيد فريزر: «يبدو الأمر مثل القيام برحلة حيث لا يمكنك الطيران بصورة مباشرة، ولكن يمكنك الطيران بصورة غير مباشرة عبر الجهاز الموزع. إذا ما ذهبت إلى الغرفة الخلفية من المنزل، لن تجد تغطية للشبكة هناك. والطريقة الوحيدة لكي تذهب إلى هناك هي عبر الوثبات القصيرة».
وبالإضافة إلى توسيع نطاق شبكة الـ«واي فاي»، يساعد نظام الشبكة المترابطة جهازك على الاتصال التلقائي بالمحطة الأقوى أثناء التحرك داخل المنزل. وعندما تكون في غرفة المعيشة، سوف يلتقط هاتفك الذكي الإشارة تلقائياً من محطة التغطية هناك، وعندما تنتقل إلى غرفة النوم، فسوف ينتقل الهاتف الذكي بسلاسة إلى محطة التغطية هناك أيضاً.
وهذا بالطبع أفضل مما يمكنك القيام به باستخدام أجهزة التوجيه القديمة. فمع جهاز توجيه الـ«واي فاي» التقليدي، فسوف تقل قوة تغطية الإشارة لديك كلما ابتعدت عن المحطة الأساسية. ولكن في هذا الموقف، عليك الاتصال بصورة يدوية بالجهاز خاصتك بشبكة تعزيز خدمة الـ«واي فاي»، وعندما تبتعد عن جهاز التعزيز، فعليك الانتقال يدوياً أيضاً إلى جهاز التوجيه الرئيسي بشبكة الـ«واي فاي». وهذا أمر مرهق كثيراً.
وأخيراً، فإن أجهزة الشبكة المترابطة مثل «إييرو»، والتي تبدو وكأنها جهاز للتوزيع أنيق الشكل مع أركان مستديرة، وجهاز «غوغل واي فاي»، والذي يشبه الأسطوانة، ليست من الأجهزة سيئة المنظر أو القبيحة. ولذلك لا داعي للخجل من وضع أجهزة توزيع شبكة «واي فاي» في أي مكان لديك، مثل الطاولة الجانبية على مرأى جيد وواضح من أجهزتك المنزلية الأخرى.
جوانب سلبية
الجانب السلبي الوحيد للشبكات المترابطة هو أنك تفقد بعض السرعات مع كل وثبة من الوثبات.
لنفرض أن محطة «واي فاي» الرئيسية توجد في غرفة المعيشة، ولديك موزع الأقمار الصناعية في الطابق السفلي، وما بين هاتين الغرفتين هناك موزع آخر في المرآب. ففي الطابق السفلي، سوف تكون السرعة أبطأ، بسبب أن جهاز التوجيه الرئيسي ينسخ البيانات أثناء الوثب إلى موزع الأقمار الصناعية في المرآب، ثم ينتج الموزع الذي في المرآب نسخة أخرى تصل إلى الموزع الذي في الطابق السفلي. ونتيجة لذلك، سوف يستغرق الأمر المزيد من الوقت للبيانات للانتقال إلى جهازك عبر الموزع الموجود في الطابق السفلي.
وعلى الرغم من البطء المشار إليه، فلا يزال الأمر أفضل من الحصول على إشارة رئيسية ضعيفة أو عدم وجود اتصال بالمرة في الطابق السفلي إذا كان لديك جهاز توجيه واحد فقط.
ويعمل جهاز «أوروبي من شركة نيت - غير» بشكل مختلف تماماً عن نظم الشبكة المترابطة التقليدية. فهناك نطاق أو اتصال مخصص لشبكة «واي فاي»، وفيه يمكن لجهاز توجيه وحيد والأقمار الصناعية المرتبطة الاتصال ببعضها البعض، ولا يمكن لأية أجهزة أخرى التداخل مع هذا الاتصال. وبالتالي يمكن لأجهزة التوزيع هنا نقل البيانات بسرعة أكبر إلى بعضها البعض عن النظم الأخرى مثل «إييرو»، و«غوغل واي فاي».
والجانب السلبي الآخر لنظم الشبكة المترابطة يتمثل في أنها غالية الثمن. فثلاثة أجهزة من إنتاج شركة «إييرو» تكلف مبلغ 400 دولار، في حين ثلاثة أجهزة من «غوغل واي فاي» تكلف مبلغ 300 دولار، ويبلغ سعر جهاز التوجيه «أوروبي من شركة نيت - غير» مع محطة التقاط الأقمار الصناعية مبلغ 300 دولار أيضاً.
وتقول شركة «غوغل» أن القاعدة الأساسية في اختيار الحزمة المعينة تتعلق بأن كل نقطة للوصول تغطي 1500 قدم مربع من المساحة. ولكن التهيئة والإعداد تختلف بناء على المخطط العام للمنزل والمواد والأجهزة الموجودة داخل المنزل. وفي شقتي التي تبلغ مساحتها نحو 1100 قدم مربع، كنت في حاجة إلى نقطتي اتصال بسبب أن الغرف عندي تفصلها عن بعضها ردهة طويلة.
نتائج الاختبار
من واقع اختباراتي لمنتجات «إييرو»، و«غوغل واي فاي»، و«أوروبي من شركة نيت - غير»، كانت كلها سريعة للغاية في كل غرفة من الغرف. وكانت أسرع النتائج لدى جهاز «أوروبي من شركة نيت - غير» بشكل عام، وجاء أداء المنتجين الآخرين قريباً من هذا المستوى الممتاز. وأجرى موقع «واير كاتر»، وهو موقع نصائح المنتجات الإلكترونية المملوك لصحيفة «نيويورك تايمز»، اختبارات على كثير من نظم الشبكة المترابطة في منزل كبير وجاءت النتيجة مؤيدة لاختيار جهاز «أوروبي من شركة نيت - غير» بأنه النظام الأسرع والأقوى. ومع ذلك فإن السرعة ليست هي كل شيء، حيث كان تطبيق شركة «إييرو» هو الأسهل من حيث الفهم والاستخدام، مما يجعل من إعداد وفحص حالة الاتصال بنظام «واي فاي» سلس وسهل للغاية. كما كان تطبيق «غوغل» مبتكر أيضاً، رغم من أنه أقل سهولة من تطبيق «إييرو». ويعتبر تطبيق «أوروبي من شركة نيت - غير» صعب من حيث الإعدادات، ويتطلب وجود واجهة غامضة لمتصفح الإنترنت للبدء في الضبط والإعداد، ولغة التهيئة صعبة على الفهم بالنسبة لغير المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، فإن منتج «أوروبي»، والذي يبدو كمثل جهاز تنقية المياه، هو الأسوأ من حيث المنظر، حتى يساورك الشعور بضرورة إخفاؤه عن الأنظار خلف مجموعة من الكتب، الأمر الذي يُضعف من إشارته وسرعته.
وقد يكون المستهلك العادي سعيداً بأي جهاز من هذه الأجهزة بالمقارنة مع جهاز التوجيه التقليدي. وإذا كانت السرعة هي الأولوية القصوى لديك، فعليك التفكير في جهاز «أوروبي من شركة نيت - غير». وإذا كان السعر هو المهم عندك، فيمكن استخدام حزمة أجهزة «غوغل». أو إذا كان هدفك هو التخلص من صداع شبكات الـ«واي فاي» بالكلية فنشير عليك بشراء نظام «إييرو».
إذا كنت تعيش في شقة صغيرة، فإن استخدام الشبكة المترابطة من الأمور المبالغ فيها كثيراً. ولكن ربما لا تزال ترغب في شراء جهاز توزيع «إييرو» أو «غوغل واي فاي» للاستفادة من التطبيقات المبتكرة لإدارة شبكة «واي فاي» الخاصة بك.
إن تعقيد التعامل مع شبكة «واي فاي» هو ما ألهم «نيك ويفر» المدير التنفيذي لإنتاج جهاز الشبكة المترابطة في أول الأمر، فقبل بضع سنوات، كان يشعر بالإحباط لكثير من المكالمات الهاتفية مع والديه كلما فشل الاتصال بشبكة الإنترنت لديهم.
وقال السيد ويفر عن ذلك: «إذا ما فشل شيء ما، لم تكن هناك سجلات لكيفية التعامل مع الأمر وإصلاحه. ولقد كان هذا الأمر يسبب لي المزيد من الضيق في كل مرة». والآن، يستخدم الوالدان نظام الشبكة المترابطة من شركة «إييرو»، ويحبونه كثيراً كما قال.



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».