المغرب: نواب يطالبون بالتعجيل في محاربة الفساد لتهدئة الاحتجاجات

ابن كيران قال إن سكان الريف {أشاوس دافعوا عن وحدة البلاد والملكية}

الوزير مصطفى الخلفي خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
الوزير مصطفى الخلفي خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

المغرب: نواب يطالبون بالتعجيل في محاربة الفساد لتهدئة الاحتجاجات

الوزير مصطفى الخلفي خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
الوزير مصطفى الخلفي خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

دعا أمس، نواب مغاربة من أحزاب الأغلبية والمعارضة الحكومة إلى التعجيل بتنفيذ إجراءات محاربة الفساد، بهدف تهدئة الاحتجاجات في منطقة الحسيمة ومدن أخرى.
وحذر النائب عبد اللطيف وهبي، رئيس الفريق النيابي السابق لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، من نقل ملف الحسيمة من قضية اجتماعية سياسية إلى قضية قضائية و«إلا اعتقلت الحسيمة كلها»، على حد قوله. وقال وهبي تعقيبا على رد محمد أوجار، وزير العدل على سؤال طرحه عليه بشأن السياسة الجنائية للحكومة في مجال محاربة الفساد، خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، إن «الحسيمة تحتاج إلى حوار مع أشخاص لديهم مصداقية»، مشددا على أن «الحكومة عجزت وفشلت سياسيا في الحسيمة، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها في حماية الحقوق والحريات بعدما جرى خرق القانون والحريات وخرق قانون المسطرة الجنائية في المتابعات القضائية لنشطاء الريف»، منتقدا «تطويق الحسيمة وتهريب المعتقلين إلى الدار البيضاء» الذين بلغ عددهم 130 معتقلا.
من جهته، استعرض وزير العدل عددا من الإجراءات المتخذة لمحاربة الفساد، ومنها مراجعة القانون الجنائي، وإعادة هيكلة أقسام الجرائم المالية، وإحداث أربع فرق للشرطة القضائية متخصصة في الجرائم المالية والاقتصادية في مدن مراكش وفاس، وتفعيل التشريع المتعلق بحماية الضحايا والخبراء والشهود والمبلغين، وإحداث الرقم الأخضر للتبليغ عن الرشوة، والتفاعل مع تقارير هيئات الرقابة والحكامة، مؤكدا أن وزارته منخرطة بشكل فعال في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد، التي تضمنت إجراءات جديدة من بينها تحويل الرقم الأخضر للتبليغ عن الرشى إلى مركز للنداء، وتعديل القانون الجنائي لمطابقته مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
في السياق ذاته، كشف عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة السابق، للمرة الأولى، تفاصيل عن لقاء جمعه بوالد متزعم حراك الريف ناصر الزفزافي ببيته في الرباط، موضحا أن اللقاء تطرق لوضعية الحراك الذي تعرفه الحسيمة، وأنه طلب من والد الزفزافي الحديث إلى وسائل الإعلام من أجل رفع الشبهات التي يدعيها بعض الناس عن أهل الريف.
ووصف ابن كيران سكان الريف بـ«الأشاوس الذين كانوا دائما في مقدمة الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، وعن الملكية وعن جلالة الملك محمد السادس».
من جهته أخرى، رفض ابن كيران التعليق على طبيعة الزيارة التي قام بها فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس، إلى بيته، وذلك بعد أن نفى عالي الهمة أن تكون الزيارة من أجل بحث مساعي تدخل ابن كيران لتهدئة الأوضاع في الريف، وفقا لما كشفته إحدى الصحف، وقال إن زيارته لابن كيران كانت مجرد زيارة مجاملة بمناسبة حلول شهر رمضان.
في غضون ذلك، تنظم جهة (منطقة) طنجة - تطوان الحسيمة بمقرها بمدينة طنجة (شمال المغرب) بعد غد الجمعة، مناظرة وطنية حول الأوضاع بإقليم الحسيمة، بهدف بحث الحلول الممكنة لتهدئة الأجواء بالمنطقة، ودعا إلى المناظرة إلياس العماري، رئيس الجهة والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض.
وفي سياق التفاعل مع أحداث الحسيمة، نبه اتحاد كتاب المغرب أمس في بيان «حول صيرورة الهبَّة الشعبية في منطقة الريف»، إلى «مخاطر التمادي في اعتماد المقاربة الأمنية أثناء التعامل مع مظاهرات المحتجين، ما قد يؤدي إلى التراجع عن المكتسبات الديمقراطية التي راكمتها بلادنا، بدل استثمار الجهود والإمكانات المتاحة لبلورة مقاربة تنموية شاملة ومندمجة»، معبرا عن «دعمه التام للمطالب العادلة لسكان المنطقة، وتضامنه مع نضالاتهم السلمية لأجل تحقيقها»، داعياً، في هذا السياق، إلى «وقف عاجل للمتابعات الأمنية والقضائية في حق نشطاء الحراك وإطلاق سراحهم، والتمسك بفضيلة الحوار، لإيجاد حلول فعالة وناجعة، تستجيب للمطالب المطروحة، مع إحداث آلية تشاركية لمتابعة تنفيذ هذه المطالب في مدد مقبولة».
وجاء في حيثيات البيان، أنّ الاتحاد «يتابع باهتمام وقلق بالغين أطوار الهبَّة الشعبية التي تشهدها منطقة الريف، منذ انطلاقتها قبل سبعة أشهر، على أثر الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته المرحوم محسن فكري، وما خلفه من استياء عارم واستنكار على الصعيدين المحلي والوطني، وما تبع ذلك من تعبير سلمي عن مطالب اجتماعية وحقوقية، كان من الممكن الاستجابة لها في الإبان بدل تجاهلها، لا سيما أن تلك المطالب قد بلورها المحتجون في وثيقة مطلبية، أضحت معروفة».
كما ثمن الاتحاد الجهود الوطنية المبذولة «لتجاوز الاحتقان القائم، بما يستجيب للمطالب التنموية، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكذا لقطع الطريق أمام كل من يسعى لتوظيف معاناة المواطنين وأوضاعهم الهشة، إشباعا لأطماع سياسية، قد تستغل للإضرار بمصالح الأمة المغربية وبثوابتها ووحدتها الوطنية، مع ما قد ينتج عن هذا التوظيف المغرض من الزج ببلادنا في مستنقع الاضطرابات والفوضى». وطالب البيان الجميع بـ«نبذ كل الممارسات والإجراءات والتدابير التي من شأنها أن تعمق التوتر والاحتقان القائمين، بما يساهم في تهيئة مناخ ملائم لاسترجاع الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، والشروع في حل مشكلاتهم والاستجابة لانتظاراتهم، عبر تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية المبرمجة بمنطقة الريف، وبغيرها من المناطق الأخرى، ودعمها بمشاريع أخرى لتحفيز الاستثمارات، والكفيلة بخلق فرص الشغل، وتحسين الخدمات العمومية، وتطوير البنيات التحتية».
في غضون ذلك، وفي حصيلة أولية لأحداث الحسيمة منذ 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، أكد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني بالرباط أن 298 شرطيا أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة، من بينها كسور في الأطراف والجمجمة ورضوض وكدمات واختناقات واحتراقات، استوجبت العجز المؤقت عن العمل لمدد تتراوح ما بين 15 و104 أيام، باستثناء حالة شرطيين ما زالا يخضعان للمتابعة الطبية الدقيقة بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، بعد إصابتهما بكسور متعددة في الرأس.
وكشف البيان أن أحداث العنف التي عرفتها الحسيمة تسببت في «إلحاق أضرار مادية جسيمة بالممتلكات العامة، بحيث ناهزت القيمة المالية للخسائر المسجلة أكثر من 14 مليونا و120 ألف درهم (1. 4 مليون دولار)».
وأكد بيان المديرية العامة للأمن الوطني، أن «العمليات والتدخلات النظامية التي باشرتها القوات العمومية والرامية إلى حفظ الأمن والنظام العامين بمدينة الحسيمة والمناطق الحضرية التابعة لها، منذ 28 أكتوبر 2016، حرصت على تدبير حركية الاحتجاجات، بشكل يضمن حماية الأمن والنظام العامين من جهة، والوقاية دون تسجيل أي تهديد لأمن المواطنين وسلامتهم من جهة ثانية، بالإضافة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لصون الحقوق والحريات الفردية والجماعية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.