«خيارات غير مسبوقة» اليوم أمام الناخب البريطاني

الصحافة تكشر عن أنيابها وتظهر انحيازها بلا خجل

رئيسة الوزراء تيريزا ماي خلال حملتها الانتخابية في شرق إنجلترا (رويترز)
رئيسة الوزراء تيريزا ماي خلال حملتها الانتخابية في شرق إنجلترا (رويترز)
TT

«خيارات غير مسبوقة» اليوم أمام الناخب البريطاني

رئيسة الوزراء تيريزا ماي خلال حملتها الانتخابية في شرق إنجلترا (رويترز)
رئيسة الوزراء تيريزا ماي خلال حملتها الانتخابية في شرق إنجلترا (رويترز)

المعركة الانتخابية الشرسة التي تشهدها بريطانيا بين الحزبين الرئيسيين، المحافظون الحاكم بقيادة تيريزا ماي والعمال المعارض بقيادة جيريمي كوربن، اللذان تناوبا على السلطة باستمرار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد لا تكون مسبوقة في التاريخ الحديث، وهذا ما عكسته الصحف في افتتاحياتها قبل 24 ساعة من بدء العملية الانتخابية. ويعتقد الكثير من المراقبين أن البرامج الانتخابية للحزبين عكست الاختلافات الآيديولوجية والفروقات الواضحة في السياسات الاقتصادية والأمنية والعلاقات الخارجية بينهما أكثر من أي انتخابات سابقة. ويقول هؤلاء إنه خلال العقود الماضية اضمحلت الفروقات الآيديولوجية بين الحزبين، لكن صعود اليساري جيريمي كوربن زعيما لحزب العمال ومساعده الأيمن المخضرم جون ماكدونيل، الذي قد يصبح وزيرا للخزانة في حالة فوز العمال، قد أعاد الحزب إلى ما كان عليه، وهذا ما عكسه البرنامج الانتخابي المفصل للحزب، الذي قيل عنه إنه من أكثر البرامج الانتخابية وضوحا، ووصف بأنه «ثورة حقيقية» في السياسة البريطانية، كما وصفه المعلق السياسي بول ميسون، وكذلك المحلل الذي يعمل لدى صحيفة «الغارديان» أوين جونز، الذي قال إن البرنامج العمالي خلق «خيارات غير مسبوقة» أمام الناخبين.
الظروف السياسية التي تمر بها بريطانيا والعالم بشكل عام، مثل قرار خروج بريطانيا من الاتحاد، وتصاعد الهجمات الإرهابية واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، ساعد في إبراز التناحر السياسي والآيديولوجي بين الحزبين. صحيفة «الصن» الشعبية أوسع الصحف البريطانية انتشارا دعت قراءها، يوم الأربعاء، أي قبل 24 ساعة من توجه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع لتصويت لصالح حزب المحافظين بزعامة ماي، وعدم التصويت لحزب العمال المعارض. ورغم أن التوقعات تشير على نطاق واسع إلى أن حزب المحافظين قد يحقق أغلبية، لكن ضئيلة، إلا أن استطلاعات أخرى قالت: إن المحافظين قد يخفقون في الفوز بأغلبية، وهذا قد يعني تشكيل حكومة ائتلافية بقادة حزب العمال وأحزاب أخرى ذات برامج قريبة من سياساته.
كما دعت الصحيفة إلى عدم التصويت لحزب الاستقلال، الذي لعب دورا رئيسيا في التصويت لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وحصل على ما يقرب من 13 في المائة في انتخابات 2015. في حين تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى أنه سيحصل على 4 في المائة. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت في صفحة كاملة «المحافظون وحدهم هم الملتزمون بإتمام الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بالكامل»، مضيفة أن حزب استقلال المملكة المتحدة لم يعد يخدم أي غرض. وأضافت الصحيفة التي تبيع ما يقارب أربعة ملايين نسخة «المحافظون في حاجة إلى كل صوت ذهب سابقا إلى حزب الاستقلال حتى يفوزوا بأغلبية مريحة تيسر الخروج من الاتحاد الأوروبي... دون عرقلة من أحزاب معارضة أو مشرعون معارضون». وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لن يتم في حالة فوز حزب العمال، محذرة من أن انتخاب حكومة يقودها زعيم العمال اليساري جيريمي كوربن سيكون «أفدح خطأ يقع فيه هذا البلد» على مدار تاريخه. وأضافت الصحيفة «المحافظون لم يديروا حملة عظيمة، لكنهم مؤيدون للأعمال وللوظائف ولضرائب منخفضة... كن حريصا على أن تصوت حتى إذا لم تصوت من قبل. امنح صوتك للمحافظين». وخصصت صحيفة «ديلي ميل» ثاني أكثر الصحف البريطانية مبيعا أول عشر صفحات في عددها لمهاجمة كوربن. وفي صفحتها الأولى وصفت كوربن واثنين من زملائه بأنهم «مدافعون عن الإرهاب... كرسوا حياتهم للتقرب من أعداء بريطانيا وفي الوقت ذاته إضعاف مكانة المؤسسات التي تجعلنا آمنين في بيوتنا». كما دعت صحيفة «ديلي إكسبريس» التي دعمت حزب الاستقلال البريطاني في انتخابات عام 2015 قراءها إلى التصويت للمحافظين، وجاء على صدر صفحتها الأولى «صوّت لماي أو واجه كارثة». وأيدت صحيفة «الغارديان» التي تميل لليسار حزب العمال قبل الانتخابات، محذرة بأن ماي قد تضرب بعرض الحائط قوانين الحقوق المدنية إذا فازت بأكثرية. كما أسقطت صحيفة «ذا إيكونوميست» الأسبوع الماضي دعمها لماي لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد للاتحاد الأوروبي. أما صحيفة «التايمز» فقد حذرت في افتتاحيتها من أن حزب المحافظين، الذي لم يكن موفقا بالكامل في حملته الانتخابية، إلا أنه الحزب الوحيد القادر على التعامل من التحديات التي تواجه بريطانيا، مضيفة «إننا سنصوّت إلى السيدة ماي».
ماي دعت إلى هذه الانتخابات قبل ثلاثة أعوام من موعدها المحدد، من أجل تعزيز الأغلبية التي يتمتع بها حزبها في البرلمان ولتتمكن من إجراء مفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من بريطانيا مع بروكسل من موقع قوة.
أما صحيفة «الفاينانشيال تايمز» فقد جاءت افتتاحيتها لتعكس رغبتها في «خروج سهل»، أي بعكس ما يتوقعه المراقبون بأن ماي قد تختار «خروجا صعبا».
وبدأت الحملة الانتخابية بتقدم كبير للحزب المحافظين، لكن تقدمه على العماليين بدأ يتقلص يوما بعد يوم. بعض الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ماي قد يخسر الأكثرية البرلمانية. لكن المراهنين ما زالوا يتوقعون فوزا مريحا للمحافظين يسمح لهم بتوسيع أغلبيتهم التي تبلغ حاليا 17 مقعدا، إلى ما بين أربعين وسبعين مقعدا. وقال الخبير السياسي ايان بيغ من جامعة «لندن سكول اوف ايكونوميكس»، للوكالة الفرنسية: إن «الحصول على فارق في عدد المقاعد بأقل من خمسين سيعتبر أداء سيئا جدا» لتيريزا ماي. وأضاف أن ماي «ستفوز على الأرجح، ولكن بأقل مما كانت تتوقع عندما دعت إلى هذه الانتخابات».



الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذا هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذا هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

من جهتها أكدت إدارة الهجرة في مانيلا الثلاثاء أن الرجل وابنه اللذين كانا وراء واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي دموية في أستراليا، أمضيا نوفمبر (تشرين الثاني) بأكمله تقريبا في الفلبين حيث دخل الأب البلاد بصفته «مواطنا هنديا». ووصل ساجد أكرم وابنه نافيد في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجة كوجهتهما النهائية.وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة دانا ساندوفال لوكالة الصحافة الفرنسية «وصل ساجد أكرم (50 عاما) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفلبين معا في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 من سيدني، أستراليا»، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني).

إلى ذلك، قدم ألبانيزي الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية»، وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.