دور جديد من الضغوط على ناشطي الإنترنت في إيران

روحاني يهاجم من يتدخلون في حياة الشعب بـ«فرض المزاج والقانون الخاص»

دور جديد من الضغوط على ناشطي الإنترنت في إيران
TT

دور جديد من الضغوط على ناشطي الإنترنت في إيران

دور جديد من الضغوط على ناشطي الإنترنت في إيران

بعد أسبوعين على إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية، بدأت السلطات الإيرانية دور جديد من ملاحقة الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي بعدما أعلن رئيس القضاء في طهران غلام حسين إسماعيلي، أول من أمس، استدعاء عدد من الناشطين إلى التحقيق حول اتهامات تتعلق بخروفات انتخابية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية عن إسماعيلي قوله: إن القضاء يتابع 150 قضية حول الخروقات الانتخابية في طهران والمدن الكبرى.
ولم يتطرق المسؤول الإيراني إلى اتهامات أو الانتماء الانتخابي للناشطين. وتزامن الإعلان مع اجتماع للجنة العليا المشرفة على «الفضاء المجازي» في إيران برئاسة حسن روحاني، وتضم اللجنة التي يختار أعضاءها المرشد الإيراني علي خامنئي رئيس البرلمان علي لاريجاني، ورئيس القضاء صادق لاريجاني، فضلا عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، وقادة الأجهزة الأمنية والحرس الثوري.
واعتبر الاجتماع المواجهة الأولى لروحاني وصادق لاريجاني بعد التوتر الأخير بينهما والذي بلغ ذروته خلال الأسبوع الأخيرة على إثر انتقادات شديدة اللهجة وجهها روحاني في حملته الانتخابية ضد القضاء.
ولم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية تفاصيل اللقاء، لكن روحاني بعد ساعات وخلال كلمته أمام عدد من كبار المسؤولين الحكوميين في مأدبة إفطار، جدد دفاعه بشكل ضمني دفاعه من مواقفه الأخيرة حول الحريات.
وقال روحاني إن «المطلب الشعبي أجواء آمنة وليس الأجواء الأمنية»، وتابع أن «الشعب لا يريد حياة مليئة بالتوتر والتشنج، بل يريدون أن نحفظ الأمن لهم في المجتمع». وفي إشارة إلى غير مباشرة إلى ضغوط يمارسها عدد من ممثلي خامنئي في المدن الإيرانية، قال روحاني «الشعب الإيراني يقبل بقائد وحيد ودستور وحيد في البلاد، ولا نقبل بأن يدعي كل شخص في المدن قيادة الشعب، ويريد تطبيق القانون وفق مزاجه الشخصي» مضيفا أنه لا يقبل «أن يتلاعب أي شخص بمزاجه وقانونه الخاص في حياة الشعب».
وإشارة روحاني إلى خطيب جمعة مشهد أحمد علم الهدى بسبب منعه إقامة حفلات موسيقية وبرامج ثقافية في المدينة التي تعتبر مدينة محافظة في إيران، وفاز فيها المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي بأغلبية الأصوات.
وقال روحاني إنه «يريد إدارة البلد وفق رأي الأغلبية» في إشارة إلى 23 مليون صوت حصل عليها في الانتخابات الرئاسية التي جرت 19 مايو (أيار) الماضي وفاز بفترة رئاسية ثانية، لكنه في الوقت نفسه أوضح أنه لا يفرق بين أنصاره ومن صوتوا للمرشحين الآخرين.
وخلال الحملات الانتخابية الأخيرة خطف نشاط شبكات التواصل الاجتماعي والمعركة بين حملات المرشحين اهتمام المراقبين. وأظهرت شبكات التواصل مرة أخرى فاعليتها لكسر احتكار الإعلام الرسمي الإيراني في المناسبات السياسية الكبيرة مثل الانتخابات. رغم ذلك، فإن السلطات تبدي مخاوفها من خروج مواقع التواصل الاجتماعي من قبضة المراقبة الأمنية الواسعة.
وقال روحاني خلال حملته الانتخابية أنه سيلجأ إلى المواطنين وشبكات التواصل الاجتماعي للدفاع عن أداء الحكومة مقابل التعتيم من هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وتلعب شبكات التواصل الاجتماعي مع «تليغرام» و«إنستغرام» دورا أساسيا في التواصل بين الإيرانيين، بينما يختصر استخدام شبكات مثل «تويتر» و«فيسبوك» على المستخدمين الذين يلجأون لمواقع كسر الحجب. ورغم حجب موقع «تويتر» لكن المسؤولين الإيرانيين على رأسهم خامنئي وروحاني وقادة الحرس الثوري ونواب البرلمان وأعضاء الحكومة يستخدمونه لمخاطبة الإيرانيين.
وكانت إيران شهدت في مارس (آذار) الماضي حملة اعتقالات طالت أكثر من 15 ناشطا من فريق روحاني في شبكات التواصل الاجتماعي. وانتقد نواب في البرلمان تلك الاعتقالات وهدد نائب رئيس البرلمان علي مطهري باستجواب وزير المخابرات محمود علوي لاعتقال الناشطين على يد جهاز مخابرات الحرس الثوري. إلا أن نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان، كشف لوسائل إعلام إيرانية عن أن محاولات البرلمانيين مع مخابرات الحرس الثوري لم تسفر عن نتائج.
وقال الحرس الثوري الإيراني حينذاك: إن الاعتقالات جاءت بناء على أوامر قضائية ودافع المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري عن الاعتقالات حينها، وقال: إن الاعتقالات «أحبطت مخططا ضد الانتخابات عبر شبكة (تليغرام)».
قبل أسبوع، أعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني اجئي الأربعاء توجيه التهم رسميا لثمانية ناشطين نشروا كتابات «تهدد الأمن»، وذلك غداة رسالة 30 نائبا في البرلمان يطالبون فيها وزير المخابرات محمود علوي بتقديم تقرير حول وضع اعتقال الناشطين وظروف احتجازهم ومسار التحقيق في القضية.



وضع رئيس كوريا الجنوبية المعزول في زنزانة انفرادية

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
TT

وضع رئيس كوريا الجنوبية المعزول في زنزانة انفرادية

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)

أمضى رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول ليلته الأولى في السجن بعد التقاط صور جنائية له وإخضاعه لفحوص طبية، على ما أفاد أحد مسؤولي السجن.

وافقت المحكمة على مذكرة توقيف يون الرسمية الأحد، وعلّلت محكمة سيول حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ«تخوّف» من أن يعمد الأخير إلى «إتلاف الأدلة» في تحقيق يطوله، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحول يون من موقوف موقتا إلى مشتبه به جنائي يواجه لائحة اتهام ومحاكمة.

وضع يون في زنزانة مساحتها 12 مترا مربعا في سجن أويوانغ في ضاحية سيول الأحد، وفقا لشين يونغ هاي، المفوض العام لدائرة الإصلاح الكورية.

أبلغ شين المشرعين خلال جلسة برلمانية أنه «وضع في إحدى الغرف العادية التي تعطى للسجناء العاديون».

وقال شين إن زنزانة يون، التي تتسع عادة لخمسة أو ستة أشخاص، حسبما ذكرت وكالة يونهاب، مماثلة في حجمها لتلك التي احتجز فيها رؤساء سابقون.

وبحسب شين فإن الرئيس المعزول الذي تم نقل سلطاته إلى رئيس بالإنابة ولكنه لا يزال رئيسا للدولة، تم التقاط صورة جنائية له وخضع لفحص طبي مثل زملائه السجناء.

وأكد أنه «تعاون بشكل جيد مع الإجراءات من دون أي مشاكل تذكر».

وفقا لقوانين السجن، سيتعين على يون التخلص من ملابسه العادية ليرتدي زي السجن الكاكي، كما سيتم تخصيص رقم له.

قال مسؤولو السجن إن زنزانته تحتوي على طاولة صغيرة لاستخدامها في تناول الطعام والدراسة ورف صغير ومغسلة ومرحاض.

كذلك، فيها جهاز تلفزيون، لكن وقت المشاهدة مقيد بشدة.

يُسمح للسجناء بالخروج لمدة ساعة كل يوم لممارسة الرياضة، والاستحمام مرة واحدة في الأسبوع، لكن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن السلطات ستحاول منعه من الاتصال بالسجناء الآخرين.

وبحسب التقارير، فإن أمنه الخاص سيرافقه كلما غادر زنزانته.

سيارة أمن رئاسية تدخل إلى «مركز احتجاز سيول» حيث يُحتجز الرئيس يون سوك يول في أويوانغ بجنوب سيول في كوريا الجنوبية... 20 يناير 2025 (إ.ب.أ)

هجوم على المحكمة

ويخضع يون لعدة تحقيقات، بينها تحقيق بتهمة «التمرد» من خلال إعلانه الأحكام العرفية بشكل مفاجئ في 3 ديسمبر (كانون الأول).

وعزل يون منذ تبنى البرلمان مذكرة بإقالته في منتصف ديسمبر وتم توقيفه الأربعاء.

وأدت خطوته إلى إدخال البلاد في فوضى سياسية، فيما شكلت الأحداث العنيفة التي وقعت الأحد فصلا جديدا في هذه الأزمة العميقة.

وتعرض مقر المحكمة في سيول التي مدّدت توقيفه لهجوم من قبل مناصرين له.

وأثارت محكمة سيول موجة غضب في صفوف آلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا أمامها منذ السبت.

وعمد المحتجون إلى تحطيم زجاج نوافذ المبنى الواقع في غرب سيول قبل اقتحامه، وفق تسجيل فيديو بث مباشرة.

وأعلنت الشرطة الاثنين توقيف العشرات، بسبب أعمال شغب في المحكمة، كما أصيب 51 من عناصر الشرطة في الهجوم، بما في ذلك بعضهم مصابون بجروح في الرأس وكسور.

وقد تجمع 35 ألفا من أنصاره تقريبا أمام المحكمة يوم السبت، وفقا لوثيقة للشرطة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال محاموه إن يون رفض حضور الاستجواب الاثنين، فيما قال مكتب التحقيق في الفساد، الهيئة المسؤولة عن التحقيق، إنه سينظر في «استدعاء قسري».

واعتقل يون في 15 يناير (كانون الثاني) بعد اقتحام مكتب تحقيقات الفساد (CIO) وقوات شرطة مقر إقامته الرسمي، في سابقة في كوريا الجنوبية لرئيس يتولى مهامه.

وفي 14 ديسمبر، اعتمدت الجمعية الوطنية مذكّرة للإطاحة به، ما تسبّب بتعليق مهامه. لكنه يبقى رسميا رئيس البلاد، إذ إن المحكمة الدستورية وحدها مخوّلة سحب المنصب منه.

وأمام المحكمة مهلة حتى يونيو (حزيران) لتثبيت إقالته أو إعادته إلى منصبه. وفي حال ثبّتت عزله، فسيخسر الرئاسة وستجري انتخابات جديدة في غضون 60 يوما.