روسيا قلقة من القصف الأميركي لقوات موالية للنظام السوري

روسيا قلقة من القصف الأميركي لقوات موالية للنظام السوري
TT

روسيا قلقة من القصف الأميركي لقوات موالية للنظام السوري

روسيا قلقة من القصف الأميركي لقوات موالية للنظام السوري

عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية ضد قوات النظام السوري. وقال خلال مؤتمر صحافي عقب محادثاته أمس مع نظيره النيجيري جوفري أونياما، إن ما تقوم به الولايات المتحدة «لا يقتصر على التهديد (باستخدام القوة العسكرية ضد قوات النظام)، بل وكانت هناك حالات محددة لاستخدام القوة من جانب الأميركيين»، في إشارة منه لقصف قوات موالية للنظام في التنف، وقبلها قصف مطار الشعيرات. وعبر عن قلقه من الوضع كونه يمس السيادة السورية.
وأكد لافروف أن العسكريين الروس يعملون حالياً على تسوية هذا الأمر، موضحاً أن «العمل في هذا المجال يجري عبر القناة الخاصة بتفادي التصادم غير المتعمد بين القوات الجوية الروسية والقوات الجوية التابعة للتحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة».
وسبق لروسيا أن أدانت القصف الأميركي لميليشيات طائفية تقاتل إلى جانب النظام السوري اقتربت يوم 18 مايو (أيار) من منطقة التنف، حيث يوجد الجيش السوري الحر ومدربون عسكريون أميركيون. ويوجه الغرب منذ عام 2015 انتقادات لروسيا على خلفية دعمها العسكري الواسع للنظام السوري، واستهداف قواتها الجوية في سوريا مواقع المعارضة السورية، بذريعة «التصدي للإرهاب».
وتوقف لافروف عند «مناطق تخفيض التوتر»، وأعرب عن قناعته بإمكانية تسوية الأمور في سوريا بصورة أكثر فعالية «إن وافقت الولايات المتحدة على افتتاح قناة اتصال أخرى، إلى جانب قناة تفادي التصادم محدودة المهام، وانضمت إلى العمل حول التوافق على معايير مناطق تخفيض التوتر». وقال: «أكرر مرة ثانية، سنرحب بانضمام الولايات المتحدة»، وأكد أن العمل في هذا المجال مستمر، وأنه سيتم عرض النتائج خلال اللقاء المتوقع في القريب العاجل للمشاركين في «عملية آستانة».
إلى ذلك قال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث خلال اتصال هاتفي أمس مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزار بايف، التحضيرات للقاء جديد في آستانة حول تسوية الأزمة السورية.
ميدانيا، أوقعت الضربات الروسية خلال شهر مايو الحالي أدنى حصيلة للقتلى في سوريا، منذ بدء موسكو غاراتها قبل 20 شهراً، في مؤشر يعكس التزامها باتفاق مناطق «خفض التصعيد»، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المرصد تمكن من توثيق مقتل «27 مدنيا على الأقل، بينهم 8 أطفال خلال الفترة الممتدة من 30 أبريل (نيسان) حتى 30 مايو، جراء الضربات الجوية الروسية». وأضاف: «إنها حصيلة القتلى الأدنى خلال شهر منذ بدء موسكو تدخلها العسكري في سوريا» في 30 سبتمبر (أيلول) 2015. وسجل المرصد وفق عبد الرحمن: «أعلى حصيلة شهرية للقتلى في سبتمبر 2016، مع مقتل 592 مدنيا جراء الضربات الروسية».
وبحسب عبد الرحمن: «قتل معظم المدنيين خلال الشهر الحالي في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش في شمال ووسط سوريا، وهي مناطق لا يشملها اتفاق (خفض التصعيد) الذي أعلنت موسكو التوصل إليه في آستانة في الرابع من مايو الجاري».
وينص الاتفاق الموقع من موسكو وطهران، حليفتي دمشق، وأنقرة الراعية للمعارضة السورية، على إنشاء 4 مناطق «تخفيف التصعيد» في 8 محافظات سورية، يوجد فيها مقاتلو الفصائل المعارضة. ويستثني اتفاق آستانة مناطق سيطرة تنظيم داعش.
وقال عبد الرحمن: «لم نوثق قصفاً روسياً على مناطق «تخفيف التصعيد» منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف: «يدل تدني حصيلة القتلى جراء الغارات الروسية على أنه عندما تكون هناك إرادة، يتوقف القتل والتدمير». وتنفذ موسكو منذ 30 سبتمبر 2015 ضربات جوية في سوريا دعماً لقوات النظام التي تمكنت بفضل الغطاء الجوي الروسي من تحقيق تقدم على جبهات عدة. وأحصى المرصد مقتل أكثر من 12 ألف شخص، بينهم 5194 مدنياً، منذ بدء الغارات الروسية في سوريا.
وغالباً ما تنفي روسيا التقارير التي تتحدث عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها في سوريا، التي تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات «إرهابية» أخرى.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.