بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطبيق مذكرة مناطق «خفض التصعيد» مع الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في اتصالين هاتفيين أجراهما أمس، في وقت أكدت فيه موسكو على دورها في محاربة الإرهاب بالتزامن مع إعلان «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) الانضمام إلى محاربة «داعش» ودعوة مجموعة «السبع الكبار» روسيا وإيران إلى ممارسة الضغط على النظام السوري.
وأفاد الكرملين في بيان: «خلال بحث الأزمة السورية مع الرئيس التركي، جرى التأكيد على أهمية الاتفاق العاجل حول الجوانب العملية لتطبيق مذكرة إقامة مناطق تخفيض التصعيد في سوريا». وأشار البيان إلى أن «هذا الأمر من شأنه تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، ورفع فعالية المفاوضات السورية في جنيف وآستانة».
وفي محادثاته مع الرئيس روحاني، ركز بوتين على مفاوضات آستانة. وأفاد الكرملين: «جرى خلال المحادثات مع روحاني التأكيد على أهمية الجهود المشتركة لدفع التسوية السياسية - الدبلوماسية للأزمة السورية، وبصورة خاصة في إطار عملية أستانة، وعبر تنفيذ مذكرة إنشاء مناطق تخفيض التصعيد».
ورأى مراقبون أن بوتين ربما ينسق بعض الخطوات مع الدول الضامنة في إطار الاستعدادات لمحادثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم غد. كما حذروا من غياب أي إشارة، خلال المحادثات الهاتفية، حول تقدم في مجال تطبيق مذكرة «مناطق خفض التصعيد».
وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل يجري بالفعل على رسم حدود تلك المناطق وفق المذكرة، لافتا إلى مسائل «معقدة» تُبذل جهود للتوافق حولها، وتتعلق بنقاط المراقبة، ومواقع الحواجز، فضلا عن «العقدة الأهم» المتعلقة بالتوصل إلى إجماع بين الدول الضامنة، ومن ثم مع النظام السوري، حول الدول التي ستشارك قواتها في مراقبة الالتزام بالمذكرة، وتقوم بتنفيذ المهام على حواجز التفتيش في المناطق الأمنية التي ستقام حول مناطق «خفض التصعيد». ولمح المصدر إلى أن مصر بين الدول التي يحتمل أن تشارك قواتها في تلك المهام، حين رجح أن يبحث وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو هذه المسألة مع القيادة المصرية، خلال زيارتهما إلى القاهرة الاثنين، حيث سيجريان محادثات منفصلة مع نظيريهما المصريين، ومن ثم مشاورات وزارية مشتركة في إطار «2+2»، كما سيستقبلهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
إلى ذلك، حاولت موسكو التأكيد على الدور الذي تلعبه في «التصدي للإرهاب» في سوريا. وأعلنت أمس عن استهداف قاذفات من مجموعتها الجوية في سوريا قافلة سيارات كانت تنقل عناصر من «داعش» من مدينة الرقة باتجاه تدمر. وذكرت «ريا نوفوستي» نقلا عن مصدر عسكري روسي قوله إن «قافلة للإرهابيين، تضم 39 سيارة بيك آب، محملة بالسلاح، ورشاشات ثقيلة، تم رصدها بينما كانت متجهة من الرقة إلى تدمر، وقامت المقاتلات الروسية بتدميرها». وأكد المصدر أن القوات الروسية في سوريا عززت كل أنواع الاستطلاع والمراقبة على الممرات التي يحتمل أن يستخدمها إرهابيو «داعش» للخروج من الرقة. وقال إن طائرات استطلاع روسية من دون طيار تقوم بأعمال المراقبة على مدار الساعة.
وفي السياق ذاته، أعلن الكرملين عن تكريم الرئيس بوتين شخصيا لمجموعة من الضباط الروس، تقول موسكو إن نحو 300 مقاتل من «داعش» حاصروهم قرب تدمر، نتيجة سوء تنسيق مع قوات النظام أثناء الانسحاب من تلك المنطقة، وتمكن الضباط من الكوماندوز الروسي من صد الهجمات الشرسة خلال عدة أيام، قتلوا خلالها أعدادا كبيرة من المهاجمين.
وجاء الإعلان عن هذه المستجدات على الجانب الروسي بالتزامن مع إعلان «ناتو» انضمامه للتحالف الدولي ضد الإرهاب، وتأكيد قادة مجموعة «السبع الكبار» خلال قمتهم أمس في إيطاليا عن استعدادهم لمواصلة العمل على تحرير الرقة والموصل من «داعش»، وأنهم ساهموا في تقليص أعداد الإرهابيين في سوريا من خلال عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب. كما طالبت المجموعة روسيا وإيران بممارسة الضغط على النظام السوري بهدف «الحد من المأساة في سوريا بداية من تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، والكف عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وضمان الأمن والوصول الإنساني دون أي عراقيل، وإطلاق سراح المعتقلين، وضمان وصول حر للمعتقلات والسجون». وكرر قادة «السبع الكبار» موقفهم من دعوة موسكو للعمل المشترك والتعاون في تسوية الأزمة السورية. وقال البيان الختامي عن قمة المجموعة: «في حال كانت روسيا مستعدة لاستخدام نفوذها في المنحى الإيجابي، فإننا مستعدون للعمل معها على حل النزاع».
خلاف بين «الضامنين» حول حدود خرائط «خفض التصعيد»... وجنسية المراقبين
بوتين اتصل بإردوغان وروحاني قبل لقائه ماكرون
خلاف بين «الضامنين» حول حدود خرائط «خفض التصعيد»... وجنسية المراقبين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة