عباس: طالبنا الأميركيين بالتدخل في قضية الأسرى وننتظر ردهم

الفلسطينيون يحذرون من مخاطر على صحتهم وعضو كنيست طلب لقاء البرغوثي

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجايسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي خلال لقائهما أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجايسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي خلال لقائهما أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس: طالبنا الأميركيين بالتدخل في قضية الأسرى وننتظر ردهم

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجايسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي خلال لقائهما أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجايسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي خلال لقائهما أمس (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه طالب المبعوث الأميركي، جيسون غرينبلات، بالتدخل في قضية الأسرى للضغط على إسرائيل، لتحقيق مطالبهم وإنهاء إضرابهم. فيما وصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، الوضع الصحي للأسرى، بأنه «خطير جدا»،
وقال عباس في مستهل اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح: «إن قضية الأسرى تم بحثها وبشكل معمق مع المبعوث الأميركي غرينبلات، لنرى ماذا يمكن للجانب الأميركي أن يعمل في هذا المجال».
وأضاف: «شرحنا للمبعوث الأميركي، قضية إضراب الأسرى بشكل تفصيلي، ونأمل خلال الفترة القليلة المقبلة أن نكون على اتصال معه من أجل أن يعطينا جوابا من قبل الجانب الإسرائيلي حول مطالب أسرانا، حتى نقدمها الليلة في المجلس الثوري اليوم أو يوم غد».
وتابع: «العالم كله يعرف أن مطالب الأسرى إنسانية، ولا يوجد لدى إسرائيل أي مبرر لرفضها، خاصة أن هذه المطالب كانت موجودة في الماضي، وإسرائيل تحاول أن تعاقب أسرانا، وتعاقبنا برفضها هذه المطالب الإنسانية، ونحن صابرون وصامدون حتى نحصل على حل يرضي الجميع».
وكان عباس التقى غرينبلات أمس، وبحث قضية الأسرى بشكل مفصل وقضايا أخرى ملحة.
وجاء حديث عباس بعد أن حذر مسؤولون فلسطينيون من أن وضع الأسرى دخل في مرحلة الخطر الشديد، بعد 39 يوما على إضرابهم عن الطعام.
ووصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، الوضع الصحي للأسرى، بأنه «خطير جدا»، معربا عن خشيته من «ارتقاء شهداء» بينهم «خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي، وعدم التجاوب مع مطالبهم، ورفض فتح حوار حقيقي معهم».
وقال قراقع: «إن اتصالات جرت مع أكثر من جهة حقوقية ودولية، فضلا عن الاتصالات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي على مدار الساعة، من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة».
وأضاف: «إسرائيل أصبحت قلقة وشعرت بالمفاجأة، لأنها وجدت أن المستشفيات الميدانية التي أقامتها في المعتقلات غير كافية لاستيعاب الأسرى الذين تم نقلهم إليها، ما اضطرها إلى نقل آخرين إلى مستشفيات خارج السجون».
وأشار قراقع إلى أنه لا يوجد شيء ملموس وحقيقي حتى اللحظة على صعيد حل قضيتهم، معربا عن أمله في نجاح الاتصالات التي تجري، ومنع إسرائيل من ارتكاب جريمة بحقهم، ستمثل في حال وقوعها «وصمة عار في جبين» المجتمع الدولي، لأنه عجز عن إلزام تل أبيب بالاستجابة لمطالبهم.
وكانت إسرائيل نقلت أول من أمس 150 أسيرا مضربا عن الطعام، بينهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، إلى المستشفيات لإجراء فحوصات طبية بعد تدهور وضعهم، أبقت منهم 15 في المستشفيات بسبب سوء أوضاعهم.
وقالت اللجنة الإعلامية للإضراب أمس، إن إدارة سجن «عسقلان» نقلت خلال الساعات الماضية (15) أسيراً إلى المستشفيات، بعد تدهور أوضاعهم الصحية. فيما تتواصل عمليات نقل الأسرى إلى المستشفيات، في ظل استمرار إدارة السجون بإجراءاتها ضد الأسرى ورفضها الاستجابة لمطالبهم.
ونقل محاميا هيئة الأسرى ونادي الأسير كريم عجوة وخالد محاجنة، عن الأسرى المضربين في سجن «عسقلان»، ومنهم الأسير علاء الدين عبد الكريم من محافظة بيت لحم: «إن أوضاعهم الصحية تتفاقم وتزداد خطورة مع مرور الوقت؛ فهو يعاني من أوجاع في كافة أنحاء جسده، ومن إرهاق شديد وصعوبة في تحريك اليدين، وقد نقص من وزنه (14) كغم».
وقال عبد الكريم: «إن إدارة السجون مستمرة في إجراءاتها القمعية والانتقامية بحق الأسرى، من خلال التفتيشات والاقتحامات المكثفة، وفرض العقوبات عليهم، وما يملكونه في الزنازين فقط زجاجات المياه والأغطية البالية».
ويواصل نحو 1300 أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام منذ 17 أبريل (نيسان) الماضي، مطالبين بتحسين ظروف اعتقالهم، بما يشمل إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب هاتف عمومي للأسرى الفلسطينيين للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.