طحين لإنقاص الوزن وسماد من إطارات السيارات

ضمن خمسة اختراقات علمية مهمة لوزارة الزراعة الأميركية

أعناب «تشاردوناي» يصنع من بذورها طحين لإنقاص الوزن
أعناب «تشاردوناي» يصنع من بذورها طحين لإنقاص الوزن
TT

طحين لإنقاص الوزن وسماد من إطارات السيارات

أعناب «تشاردوناي» يصنع من بذورها طحين لإنقاص الوزن
أعناب «تشاردوناي» يصنع من بذورها طحين لإنقاص الوزن

طورت وزارة الزراعة الأميركية مجموعة لا حصر لها من الابتكارات الجديدة التي شملت: عصير البرتقال المركز، وثيابا مكوية بصورة دائمة، ودواء من البنسلين منتجا بكميات تجارية كبيرة، مع كل عمليات تنسيل وتكثير التوت والتوت البري، التي هي جميعها قيد الإنتاج حاليا.

* اختراقات علمية
في كل عام تصدر الوكالة تقريرها المسمى «تقرير عن نقل التكنولوجيا» «Report on Technology Transfers» التي تستعرض فيه الاختراقات العلمية التي وصلت عبر الأبحاث التي تجريها وزارة الزراعة، والتي غالبا ما أجريت بالتعاون مع هيئات خارجية، مثل الجامعات وشركات الأعمال الصغيرة.
وفي العام الماضي قامت الوزارة بتسجيل 147 براءة اختراع، وتلقت 51 براءة أخرى. وفيما يلي بعض هذه الاختراقات التي كانت حصيلة عمل الوزارة:
* طحين لإنقاص الوزن: نوع جديد من الطحين مصنوع من بذور عنب «شاردوناي» chardonnay grape الذي يمنع زيادة الوزن والكولسترول العالي، استنادا إلى وزارة الزراعة. وأظهرت الاختبارات تغيرات في عملية الأيض (التمثيل الغذائي) لدى «الهمستر»، وهو حيوان قارض، الذي تناول هذا الطحين مع وجبات عالية الدهون. وتقوم «مايو كلينك» حاليا بإجراء تجارب عليه على البشر.
* مخصبات تربة مصنوعة من الإطارات: إطارات السيارات تحتوي على الزنك، مما يعني أن الإطارات المستخدمة القديمة التي يجري طحنها، يمكن استخدامها لتخصيب التربة، التي تعاني نقصا في الزنك، العنصر الضروري لتغذية كثير من المحاصيل.
وقد أظهرت الأبحاث أن الزنك يساعد في تقليل مستويات الكاديوم في الحنطة، وهو معدن سام يظهر طبيعيا في التربة، وينتهي به الأمر في الأطعمة، كالحبوب والخضراوات. قم بإضافة مطاط من أحد الإطارات إلى تربتك، لتحصل على محاصيل صحية لغرض الاستهلاك.
* خلاصات الشوفان المركزة لإنتاج الآيس كريم (بوظة): يمكن تحويل كربوهيدرات الشوفان إلى مادة على شكل القشدة، فقد أظهرت الدراسات أن الخلاصات المركزة من الشوفان Oat concentrate يمكن استخدامها لتطوير أنواع مختلفة جديدة وصحية من الزبادي، وحلوى البودنغ، والكاسترد، والعجين، والآيس كريم، والعصائر المكثفة.
* رزم بأبخرة تقاوم تعفن الفاكهة: تقوم هذه الرزم بإطلاق بخار مقاوم للميكروبات للحفاظ على الفاكهة من التلف. ويعالج هذا المنتج آفة الفواكه الحمضية التي تسبب تقرحات، وبالتالي تحول دون تسويقها عالميا.
وتقوم وزارة الزراعة الأميركية باختبار هذه الرزم في دراسات أولية. ومن شأن المنتج هذا إنقاذ الصناعة العالمية للمنتجات الطازجة التي تقدر بأكثر من بليون دولار سنويا.
* أجزاء ذهبية تتحرى وجود فيروس غرب النيل: اكتشفت وزارة الزراعة الأميركية أن جهازا يحمل باليد بمقدوره اكتشاف فيروس غرب النيل، وهو العدوى التي تسببها بعوضة قد تهدد حياة الإنسان، وذلك عن طريق جزيئات دقيقة من الذهب.
واستنادا إلى وزارة الزراعة، فإن هذه الجزيئات الذهبية الدقيقة لها القدرة على أن تبعثر الضوء وتمتصه، مما يجعلها مثالية لاكتشاف الخلايا المصابة بالفيروس، وذلك عن طريق مقياس للطيف.

* خدمة «واشنطن بوست»



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً