السيسي يدعو لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي

السراج يجري مباحثات في تونس لتدارس حل سياسي شامل للأزمة

السيسي يدعو لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي
TT

السيسي يدعو لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي

السيسي يدعو لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي

جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، دعوته إلى رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الوطني الليبي، الذي اعتبره «الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا»، كما طالب بضرورة «وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي».
وأبلغ السيسي المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، الذي التقاه أمس في قصر الرئاسة المصرية بالقاهرة، أن كل المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، المبرم في المغرب عام 2015 برعاية دولية، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها.
ورددت مصادر مصرية وليبية معلومات عن احتمال عقد اجتماع وشيك برعاية مصرية بين حفتر وفائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في القاهرة.
وطبقاً لما أعلنه السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، فإن اللقاء استعرض آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية، وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة، ويلبي طموحات الشعب الليبي في حياة كريمة ومستقرة.
ونقل عن السيسي تأكيده أهمية إعادة لحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية، التي تأسست منذ 77 عامًا على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها، كما أكد موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية، وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، وبما يسهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
من جانبه، أعرب المشير حفتر عن تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية، مثمنًا جهود مصر في مساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، ومشيدًا بحرصها على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي.
ويعتبر هذا هو أول لقاء رسمي معلن بين السيسي وحفتر منذ تولي الرئيس المصري منصبه عام 2014، ومنذ تدشين حفتر لعملية الكرامة العسكرية لتحرير مدينة بنغازي في شرق ليبيا من قبضة الميلشيات المتطرفة عام 2013.
في غضون ذلك، اجتمع فائز السراج مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، إذ قال بيان لوزارة الخارجية التونسية إن اللقاء شكل مناسبة قدم خلالها الجهيناوي عرضاً شاملاً للجهود التي بذلتها تونس في إطار مبادرة رئيسها الباجي قايد السبسي لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء الليبيين، وحثهم على اعتماد الحوار والتوافق للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في بلادهم.
وأكد الوزير «الديناميكية الكبيرة» التي أدخلتها هذه المبادرة على مستوى الداخل الليبي، وما لقيته من دعم على المستويين الإقليمي والدولي، مرحباً باللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح برئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، وكذلك بلقاء السراج مع حفتر في أبوظبي.
وجدد الجهيناوي خلال اجتماع آخر ومنفصل مع نظيره الليبي محمد سيالة تأكيد مواقف تونس الثابتة الداعمة للشعب الليبي ولوحدة ليبيا وسيادتها، معتبراً أن المساعي التي تبذلها تونس في سبيل التوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية ينبع من واجبها التاريخي تجاه الشعب الليبي، وعلاقات الأخوة الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين.
ميدانياً، تشهد العاصمة الليبية طرابلس استمرار التوتر الأمني والعسكري بسبب احتجاج الميليشيات المسلحة على تصريحات وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني محمد سيالة، قال فيها إن حفتر هو قائد الجيش الوطني ومعين من قبل البرلمان المعترف به دولياً.
وهزت 3 انفجارات قوية طرابلس مساء أول من أمس، وتصاعد الدخان وألسنة اللهب في منطقة أبوسليم، وطريق المطار، حيث يوجد مقر ميليشيات عبد الغني الككلي، التي أوضحت في المقابل أن الانفجار الذي شهدته غابة النصر وسط طرابلس وهز سكون ليلها وقع في «مقر كتيبة الدبابات والمتمركزة داخل الغابة»، بسبب ما وصفته بـ«تسلل مخربين إلى مقر الكتيبة وتفخيخ الآليات العسكرية»، موضحة أن الانفجار أسفر عن مقتل أحد عناصرها، وإصابة عضوين من هيئة السلامة الوطنية، ونفت تعرض مقرها للقصف أو دخول المنطقة في اشتباكات وعمليات عسكرية.
وأوضح هاشم بشر، رئيس اللجنة الأمنية العليا سابقاً في طرابلس، أن العاصمة أصبحت بين فريقين؛ فريق طامع وآخر عابث، وقال: «لا للحرب من أجل مناصب أو مكاسب أو أوهام».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القاهرة تسعى لجمع شمل كل الفرقاء الليبيين في القاهرة للتوقيع على الاتفاق النهائي، الذي يؤدي إلى حوار مجتمعي موسع لترسيخ الثوابت الوطنية، وتأصيل فكرة بناء الدولة الديمقراطية المدنية، والعمل على تسريع الاستحقاق الدستوري لتجاوز المرحلة الانتقالية في أسرع وقت ممكن.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.