انتقادات لزيادة القوات الأميركية في أفغانستان

ترمب للعسكريين: تحبون قتل الإرهابيين لماذا تنتظرون إذناً مني؟

جنود أفغان على الطريق السريع خارج مدينة قندوز ضمن التصدي لهجمات طالبان الإرهابية (رويترز)
جنود أفغان على الطريق السريع خارج مدينة قندوز ضمن التصدي لهجمات طالبان الإرهابية (رويترز)
TT

انتقادات لزيادة القوات الأميركية في أفغانستان

جنود أفغان على الطريق السريع خارج مدينة قندوز ضمن التصدي لهجمات طالبان الإرهابية (رويترز)
جنود أفغان على الطريق السريع خارج مدينة قندوز ضمن التصدي لهجمات طالبان الإرهابية (رويترز)

رغم اهتمام السياسيين والإعلاميين الأميركيين بتطورات مشكلات الرئيس دونالد ترمب الداخلية، انتقد بعضهم قراره بإرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان. وحذره بعض المسؤولين في إدارته بأن ذلك ربما لن يكون مفيداً.
وقال دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية (دي إن آي) أول من أمس، خلال استجواب في الكونغرس، إن الوضع الأمني في أفغانستان «سيواصل التدهور»، حتى بعد إرسال مزيد من القوات الأميركية.
وقالت وكالة «رويترز» أمس إن تقديرات عسكرية أميركية في وقت سابق من العام الحالي عن قوة القوات الأفغانية أوضحت أن وحدات منها «تنسحب من، وأحياناً تُجبَر على التخلي عن، قواعد متناثرة، أو ريفية». وإن قوات الحكومة تسيطر على قرابة 60 في المائة فقط من أفغانستان.
في جلسة مجلس الشيوخ نفسها، قال مدير المخابرات العسكرية إن الوضع سيتدهور «ما لم يعمل المدربون في مناطق أقرب إلى خط الجبهة. وما لم يزِد عدد المدربين. وما لم تعزز عمليات جمع المعلومات والاستطلاع».
وقبل شهرين، قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، إنه يحتاج إلى «بضعة آلاف» من القوات الدولية والأميركية الإضافية لكسر الجمود في الصراع مع طالبان، ومع «داعش».
في الأسبوع الماضي، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن حرب أفغانستان تكلف الخزينة الأميركية 23 مليار دولار كل عام. وأشارت إلى أن ترمب كان اقترح زيادة ميزانية البنتاغون في الاعتمادات التي أرسلها إلى الكونغرس في الشهر الماضي.
وأمس، قالت مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» في أفغانستان إن زيادة القوات الأميركية «خلقت نوعاً من الارتياح عن التزام الرئيس ترمب، مع قلق بأن ذلك لن يكفي لتغيير مسار حرب طويلة، ومكلفة ضد طالبان»، وأضافت المراسلة: «يتفق كثير من المراقبين الأفغان على شيء واحد: دون تقوية حكومة أفغانستان، وتوحيد عناصرها المتصارعة، لن تقدر أي زيادة أميركية على حل المشكلات الكبيرة التي جعلت السلام والاستقرار بعيدي المنال».
ونقلت الصحيفة تصريحات صديق صديقي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، وقوله: «تشكل طالبان التحدي الكبير لنا. ونحتاج لمواصلة الضغط عليهم ليتفاوضوا معنا. لا ننتظر أميركا لتأتي وتنتصر، لكن لتساعدنا في المرحلة الانتقالية. نريد من طالبان أن تحس بالضغط عليها (لتتفاوض). ولا نقدر نحن أن نفعل ذلك بأنفسنا».
ونقلت تصريحات الجنرال ميرزا يرمند، نائب سابق لوزير الداخلية، وقوله: «يمكن أن تكون القوات الأميركية فعالة. لكن، لا بد من مزيد من الضغط على باكستان لوقف دعم الإرهابيين».
في الوقت نفسه، ينتقد سياسيون وخبراء أميركيون زيادة القوات الأميركية في أفغانستان.
ونشرت صحيفة «سليت» أمس تقريراً تحت عنوان: «ترمب للعسكريين: تحبون قتل الإرهابيين. لماذا تنتظرون إذناً مني؟»، وقال التقرير: «خفض ترمب كثيراً من التقييدات في البيت الأبيض للعمليات العسكرية ضد إرهابيين في دول ليست في حرب معنا، مثل اليمن، والصومال، وباكستان».
وفي الأسبوع الماضي، نشرت مجلة «تايم» مقابلة مع ترمب قال فيها: «منذ أول يوم في البيت الأبيض، صار الجنرالات يأتون إلى مكتبي، ويطلبون إذناً لضرب هنا، ولضرب هناك. استمروا يفعلون ذلك لثلاثة أسابيع، أو أربعة أسابيع. استمروا يأتون إليَّ في أوقات غير رسمية. وفي أوقات غريبة. أنا لا أهتم بهذه الأشياء».
وأضاف ترمب: «قلت لنفسي: ما دمتُ أثق في العسكريين، وما داموا هم هناك، في العراق، أو اليمن، أو في أي مكان، لماذا أهتم؟ لهذا قلت للجنرالات: أعرف أنكم جميعاً ماهرون في عملكم. وتحبون عملكم، وتعرفون كل شبر في تلك الدول. لماذا تطلبون الإذن مني؟ لهذا، سمحت لهم بأن يقتلوا كما يريدون».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.