ترمب يصف كيم جونغ أون بـ«الذكي»

مناورات سيول وواشنطن البحرية مستمرة رغم تهديدات بيونغ يانغ

كوريون جنوبيون يتظاهرون ضد نشر منظومة ثاد الأميركية في سيول أول من أمس (أ.ب)
كوريون جنوبيون يتظاهرون ضد نشر منظومة ثاد الأميركية في سيول أول من أمس (أ.ب)
TT

ترمب يصف كيم جونغ أون بـ«الذكي»

كوريون جنوبيون يتظاهرون ضد نشر منظومة ثاد الأميركية في سيول أول من أمس (أ.ب)
كوريون جنوبيون يتظاهرون ضد نشر منظومة ثاد الأميركية في سيول أول من أمس (أ.ب)

اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس أن زعيم كوريا الشمالية «ذكي» لأنه نجح في فرض نفسه في السلطة رغم صغر سنه، والطموحات المتقاطعة لدى كبار الضباط في بلاده.
وقال ترمب في مقابلة مع قناة «سي بي إس»: «يتساءل الناس إن كان (كيم جونغ أون) عاقلا. لا أدري إطلاقا. لكنني أستطيع القول - والكثيرون لا يستسيغون قولي - إنه كان شابا في الـ26 أو الـ27 من العمر عندما خلف والده عند وفاته. وهو يتعامل مع أشخاص من الواضح أنهم شرسون، خصوصا الجنرالات وغيرهم. وتمكن في سن مبكرة جدا من تولي السلطة». وأضاف الرئيس الأميركي: «أنا مقتنع أن الكثيرين حاولوا انتزاع هذه السلطة منه، سواء كان عمه أو غيرهم، رغم ذلك نجح (في الاحتفاظ بالسلطة). لذلك فمن الواضح أنه ذكي».
وكرر ترمب أنه يريد التخلص من التهديد النووي الكوري الشمالي، مستندا إلى الضغوط التي يمكن أن تمارسها الصين على بيونغ يانغ، ولو جرى ذلك على حساب «اختبار القوة» التجاري الذي توعد به الصين. وتابع ترمب: «صراحة أعتقد أن كوريا الشمالية قد تكون أهم من التجارة. التجارة مهمة جدا، لكن تجنب حرب شاملة مع ملايين القتلى المحتملين يبقى أهم».
وأنهت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أمس، مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة، لكنهما تابعتا مناورات بحرية منفصلة، ردت عليها بيونغ يانغ بتهديدات غاضبة.
ويشهد الوضع توتراً شديداً في شبه الجزيرة الكورية نتيجة مؤشرات باحتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة جديدة لصاروخ طويل المدى، أو تجربة نووية سادسة، وبسبب تحذيرات من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي لا تستبعد اللجوء إلى القوة «لتسوية» المشكلة.
وقد شارك 20 ألف جندي كوري جنوبي، و10 آلاف جندي أميركي، في المناورات المشتركة «فول إيغل» التي انتهت أمس، كما هو مقرر، حسب ما ذكرته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.
وانتهت الشهر الماضي مناورات «كي ريزولف» السنوية المشتركة الأخرى.
وأجريت المناورتان كتدريب على نزاع مع الشمال. وتؤكد سيول وواشنطن أن طبيعتيهما دفاعية محضة، لكن بيونغ يانغ تعتبرهما تدريباً على اجتياحها. وعادة ما يؤشر انتهاء هذه المناورات إلى مرحلة أكثر هدوءاً في شبه الجزيرة الكورية، لكن الوضع يبدو متفجراً هذه السنة.
فقد حذّر ترمب، الخميس، من إمكان اندلاع «نزاع كبير» مع بيونغ يانغ التي أجرت سلسلة تجارب صاروخية فاشلة، إحداها السبت، وتمارين عسكرية بالرصاص الحي. وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أمس، تواصل مناورة بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة في بحر اليابان، تشمل المجموعة الضاربة الأميركية التي تقودها حاملة الطائرات كارل فينسن. وستستمر هذه المناورات الرامية إلى اختبار القدرة على رصد مسار الصواريخ الكورية الشمالية، واعتراضها، بضعة أيام إضافية.
من جهتها، سترسل اليابان أكبر سفنها الحربية منذ الحرب العالمية الثانية لحماية سفينة إمداد أميركية، كما ذكرت وسائل إعلام أمس. ونقلت صحيفة «أساهي شيمبون» و«جيجي برس»، عن مصادر حكومية لم تكشف عنها، أن حاملة المروحيات «ايزومو» ستبحر الاثنين من ميناء يوكوسوها، جنوب طوكيو، لتنضم إلى سفينة إمداد أميركية لمواكبتها إلى غرب المحيط الهادي.
وستكون هذه المرة الأولى التي تبحر فيها السفينة في مهمة لحماية سفينة أميركية، بعد أن وسع رئيس الوزراء شينزو آبي قدرات البلاد العسكرية في 2015. وأفادت وسائل الإعلام أن سفينة الإمداد الأميركية ستساند الأسطول الأميركي في المحيط الهادي، التي يمكن أن تضم حاملة الطائرات «يو إس إس كارل فينسون» التي تبقى في حالة تأهب تحسباً لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ بالستية. ورفض ضباط في البحرية اليابانية التعليق على هذه المعلومات، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أجرت حاملة الطائرات مناورات مشتركة مع القوات البحرية اليابانية.
وهددت كوريا الشمالية، عبر وسائل إعلامها الرسمي، بمهاجمة كارل فينسن. وحذر موقع إنترنت تابع للنظام الكوري الشمالي، أمس، من ضربة محتملة لغواصة أميركية تجوب المنطقة، وتسير بالدفع النووي.
وقال ترمب لبرنامج «فيس ذا نيشن»، على شبكة «سي بي إس» التلفزيونية، إن الصين «تضغط» على حليفتها كوريا الشمالية للحد من برنامجها للتسلح. كما أكد أنه «لن يكون سعيداً»، إذا نفذت بيونغ يانغ تجربة نووية أخرى، مضيفاً: «كذلك، أعتقد أن الرئيس الصيني (شي جينبينغ)، وهو رجل محترم جداً، لن يكون سعيداً أيضاً»، في مقتطفات من المقابلة نشرت السبت.
ورداً على سؤال حول إذا كان يقصد «العمل العسكري» بعبارة «لن أكون سعيداً»، قال ترمب: «لا أدري، أعني أننا سنرى».
وتخلل عرض القوة الكوري الشمالي تجربة صاروخية فاشلة، السبت، بعد ساعات على تحذير وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، مجلس الأمن الدولي من «عواقب كارثية»، إذا عجز المجتمع الدولي، خصوصاً الصين، عن الضغط على الشمال للتخلي عن برنامجه للتسلح. وقال تيلرسون إن «جميع الخيارات للرد على استفزازات مقبلة يجب أن تبقى مطروحة على الطاولة».
من جهتها، رفضت الصين تكراراً أن تكون وحدها صاحبة الحل للجم طموحات الشمال النووية، محذرة من مخاطر «الفوضى»، ووقوع «كوارث أكبر» في حال اللجوء إلى القوة. وشدد البابا فرنسيس، السبت، على ضرورة «إجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي»، فيما يتعلق بالطموحات النووية لكوريا الشمالية. وقال البابا إن «هناك كثيراً من الوسطاء في العالم الذين يقدمون أنفسهم. فالنرويج مثلاً، على استعداد دائم للمساعدة».
كما أثار التوتر بعض الحساسية بين سيول وواشنطن، بعدما اقترح ترمب في مقابلة أخيرة أن يسدد الجنوب ثمن منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ، البالغ مليار دولار، التي تنشرها الولايات المتحدة على أراضي حليفتها.
لكن كوريا الجنوبية أكدت، أمس، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، هربرت ماكماستر، اتصل هاتفياً بنظيره في سيول، وأكد الطرفان مجدداً أن واشنطن ستسدد ثمن نشر المنظومة، كما كان مقرراً.
ونقل مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية عن المستشار الأميركي قوله إن تصريحات ترمب في المقابلة «أتت في السياق العام، وعكست أمل الشعب الأميركي في تشاطر أعباء» الدفاع.
والبلدان متحالفان أمنياً منذ الحرب الكورية في 1950 - 1953، ويتمركز أكثر من 28 ألف جندي أميركي على أراضي الجنوب. وأثار نشر منظومة «ثاد» غضب الصين التي اعتبرته يخل بالتوازن الأمني الإقليمي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».