«برلمان طبرق» يشكل لجنة للحوار مع سلطات طرابلس

«برلمان طبرق» يشكل لجنة للحوار مع سلطات طرابلس
TT

«برلمان طبرق» يشكل لجنة للحوار مع سلطات طرابلس

«برلمان طبرق» يشكل لجنة للحوار مع سلطات طرابلس

كشف متحدث باسم عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، أمس، عن أن الاجتماع الذي جمع صالح في العاصمة الإيطالية روما مع عبد الرحمن السويحلي، رئيس مجلس الدولة (مقره في طرابلس)، تم بناء على طلب ووساطة تونسية - إيطالية. وأوضح بيان للمستشار الإعلامي لصالح، نشره الموقع الإلكتروني الرسمي للبرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، أن هدف اللقاء كان الاستماع إلى السويحلي الذي لديه وجهة نظر يرغب في إيصالها إلى المستشار عقيلة صالح تساهم في حل الأزمة الليبية الراهنة، مشيرا إلى أنهما ناقشا ضرورة العمل على المصالحة الوطنية الشاملة وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم، والإسراع في حل الأزمات التي يعانيها المواطن الليبي، والاستمرار في الحوار وتعديل الاتفاق السياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ونفى البيان التطرق إلى تحديد أسماء لمن يتولى المناصب، مؤكدا أنه لم يتم طلب مناصب أو غيره، لافتا إلى أن صالح بصفته رئيس مجلس النواب يحق له أن يجلس مع الجميع ويفاوض من أجل مصلحة كل الليبيين، وبما يدعو إلى المصالحة وحقن الدماء والدعوة إلى الأمن والأمان والاستقرار ومحاربة الإرهاب ورفع المعاناة عن المواطن الليبي. وشدد على أنه «ليس هناك تنازل عن الثوابت التي أعلن عنها في مجلس النواب حول استمرار الحوار وتعديل الاتفاق السياسي» الذي تم إبرامه قبل نحو عامين في الصخيرات برعاية الأمم المتحدة. كما أعلن البرلمان الليبي اختيار 24 من أعضائه للمشاركة في لجنة الحوار التي من المقرر أن تمثله المجلس في الحوار السياسي الليبي للنظر في تعديل اتفاق الصخيرات.
إلى ذلك، قال مصرف ليبيا المركزي، إنه تسلم أمس شحنة جديدة من العملة الورقية الليبية قيمتها 350 مليون دينار ليبي، كانت قد وصلت مطار معيتيقة الدولي مؤخرا، قادمة من بريطانيا. وأوضح المصرف، أنه سيقوم بتوزيع هذه الشحنة على مختلف المصارف التجارية وفروعها في أنحاء البلاد كافة، بما يساهم في الحد من الازدحام على المصارف، والتخفيف من معاناة المواطن في الحصول على السيولة اللازمة لتوفير احتياجاته الضرورية.
وكان محافظ المصرف الصديق عمر الكبير قد عقد أول من أمس مؤتمراً صحافياً بمقر المصرف في العاصمة طرابلس، هو الأول من نوعه بعد اعتداء مسلحين على منزله في المدينة قبل نحو أسبوعين. وقال الصديق: إن الأزمة المالية والمشكلات التي يعانيها المواطن في ليبيا تعود إلى تدني الإيرادات النفطية من 53.3 مليار دولار في عام 2012 إلى 408 مليارات دولار في عام 2016، بانخفاض نسبته 91 في المائة. وأضاف أن هذا الوضع انعكس على انخفاض الإيرادات الممولة للميزانية العامة من 70 مليار دينار إلى 8.6 مليار دينار؛ الأمر الذي أثر سلبا على القوة الشرائية للدينار الليبي والسوق الموازية، موضحا أن معدلات الدخل القومي تدنت، وبخاصة في السنوات الأربع الأخيرة نتيجة الإقفال التعسفي لإنتاج النفط وتصديره، حيت فاقت الخسائر نتيجة إيقاف تصدير النفط 160 مليار دولار؛ مما انعكس سلبا على احتياطات النقد الأجنبي، وأضعف قيمة الدينار وزاد من قيمة العملات الصعبة في السوق الموازية.
وأكد أن غياب الوزارات والهيئات والإدارات المسؤولة ضمن الإدارة العامة للدولة منذ عام 2012 لعب دوراً في الأزمة المالية الراهنة. ورأى محافظ مصرف ليبيا المركزي، أن البلاد تمر بأزمة مالية، داعيا مؤسسات الدولة كافة إلى تحمل مسؤولياتها وتبعاتها الشرعية والوطنية، كل حسب اختصاصاته وصلاحياته. واعتبر أنه لا يجوز أن نلقي جميع التبعات والمسؤوليات على المصرف الذي لم يخوله القانون صفة قيادية تسمح له برسم السياسات العامة للدولة أو تحاسبه بما لا يقع ضمن مسؤولياته كمؤسسة تنفيذية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».