الجيش اليمني يطبق الحصار على «معسكر خالد»

القوات استعادت مواقع في الكدحة وتقترب من السيطرة على طريق تعز ـ الحديدة

مقاتلون من الجيش اليمني في إحدى المناطق المحيطة بالمخا غرب البلاد (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني في إحدى المناطق المحيطة بالمخا غرب البلاد (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يطبق الحصار على «معسكر خالد»

مقاتلون من الجيش اليمني في إحدى المناطق المحيطة بالمخا غرب البلاد (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني في إحدى المناطق المحيطة بالمخا غرب البلاد (أ.ف.ب)

احتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني اليمني وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على تخوم معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع غرب تعز.
وأطبقت قوات الجيش الوطني، المسنودة من طيران التحالف العربي، حصارها على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في معسكر خالد بن الوليد مع سيطرتها النارية على المعسكر، بعدما تمكنت خلال اليومين الماضيين من استعادة جبل النار الاستراتيجي وجبل نابطة ووصولها إلى ميدان ضرب النار التابع للمعسكر وهو ميدان تدريبي يبعد بنحو كيلومترين عن وسط المعسكر. وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات ما زالت جارية في محيط معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع، غرب المدينة، وأطبق الجيش الوطني وطيران التحالف العربي، حصاره على الميليشيات الانقلابية، حيث توجهت قوات الجيش الوطني باتجاه منطقة وجسر الهاملي، الواقع على خط الحديدة - تعز شمال شرقي المعسكر، من أجل إحكام حصار الميليشيات الانقلابية من بقية أجزاء المعسكر الشرقية وقطع خطوط الإمداد على الميليشيات والسيطرة على خط الحديدة - تعز الدولي».
وأضاف: «أصبح مفرق المخا منطقة عسكرية وبدأ الأهالي بالنزوح، في الوقت الذي شنت فيه المدفعية والطيران في مفرق المخا ومحيط المعسكر والأجزاء الشرقية الجنوبية من معسكر خالد، ضرباته بدقه واستهدف مواقع وتعزيزات وآليات عسكرية تتبع الميليشيات الانقلابية، حتى الآليات العسكرية التي أخفتها الميليشيات في الشعب والجبال وكذلك من فروا إلى هذه الأماكن».
وأكد العقيد البحر أنه في حال تمت «السيطرة بشكل كامل على الخط الرئيسي الحديدة - تعز، سيتمكن الجيش الوطني من إحكام السيطرة على معسكر خالد من 3 اتجاهات، وسيبقى فقط للميليشيات الانقلابية المنفذ الشمالي - الغربي الذي يصلهم بمفرق الوازعية والبرح، حيث تسعى قوات الجيش إلى إحراز تقدم كبير والوصول إلى مفرق الوازعية، الخط الواصل بين تعز ومعسكر خالد بن الوليد، والسيطرة على الخط، وبالتالي سيكون تم إحكام الحصار على الميليشيات من جميع الاتجاهات».
يتزامن ذلك مع تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الكدحة بمديرية المعافر، جنوب غربي تعز، وتمكنت القوات من السيطرة على مبنى الوحدة الصحية وتبة الطاهش بمنطقة الكازمة، ووصلت إلى أطراف منطقة الكدحة بعد معارك عنيفة سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.
وقال العقيد عبد الباسط البحر إن «المواجهات في جبهة الكدحة متسارعة جداً وقوات الجيش تحقق تقدماً كبيراً واستعادت مستوصف الوحدة وتبة الخزان وبعض التباب المجاورة، كما ضاعفت قوات الجيش من جهودها من أجل الوصول إلى مفرق الوازعية، وقطع خطوط الإمداد بشكل كامل عن جيوب الميليشيات الانقلابية المتبقية، سواء في كهبوب أو في معسكر خالد».
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه جبهات المدينة مشتعلة، في حين تواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قذائفها على الأحياء السكنية في المدينة والريف.
واحتدمت المواجهات في جبهة الصيار بمديرية الصلو الريفية، جنوب المدينة، إثر هجوم شنته قوات الجيش الوطني على مواقع الميليشيات الانقلابية لاستعادة المنطقة، علاوة على شن قوات الجيش هجومها على مواقع الميليشيات الانقلابية في عزلة الأحكوم بمديرية حيفان، جنوباً. إلى ذلك، كثف طيران التحالف العربي من غاراته على مواقع وتعزيزات وأهداف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبهتي ميدي وحرض، المحاذية للسعودية، بالتزامن مع المواجهات التي يخوضها الجيش في محيط مدينة ميدي بعد حصارها للميليشيات الانقلابية في المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية بأن «طائرات التحالف كثفت من غاراتها على مواقع وتعزيزات الميليشيات الانقلابية، حيث قتل 40 عنصراً من الميليشيات الانقلابية جراء غارات التحالف التي استهدفت تجمعاتهم وأطقمهم العسكرية خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية في مزارع الخضراء ومزارع الخميسي تتنوع بين دبابات وعربات بي إم بي ومدافع مختلفة».
وذكرت المصادر، بحسب ما نقل عنها المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، أن «نحو 37 غارة جوية نفذتها مقاتلات التحالف العربي خلال اليومين الماضيين على مواقع مختلفة وآليات عسكرية وتجمعات وتحصينات في جبهتي حرض وميدي، وتعزيزات كانت في طريقها للميليشيات الانقلابية».
يأتي ذلك في الوقت الذي تستميت فيه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لاستعادة مواقع خسرتها خلال اليومين الماضيين جنوب شرقي مدينة ميدي الساحلية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.