الجيش يحشد للحديدة والحوثيون يواصلون فرض إتاوات في مينائها

الأمم المتحدة: 70 % من أهالي المخا عادوا إلى منازلهم

الجيش يحشد للحديدة والحوثيون يواصلون فرض إتاوات في مينائها
TT

الجيش يحشد للحديدة والحوثيون يواصلون فرض إتاوات في مينائها

الجيش يحشد للحديدة والحوثيون يواصلون فرض إتاوات في مينائها

حشدت قوات الجيش اليمني الوطني عسكريا في جبهة الساحل الغربي لليمن للتقدم إلى مدينة الحديدة الساحلة ومينائها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، بعد الاقتراب من الخوخة، أولى مديريات المحافظة، في الوقت الذي تعكف قوات الجيش فيه على استعادة السيطرة على معسكر خالد بن الوليد في موزع، غرب مدينة تعز.
جاء ذلك مع استمرار واردات الأسلحة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عبر ميناء الحديدة مع فرض هذه الميليشيات ضرائب غير قانونية على الواردات التجارية الواصلة إلى ميناء الحديدة، الأمر الذي جعل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، التي تقودها السعودية، تطلق عملياتها العسكرية الواسعة النطاق، منذ بداية العام الحالي لتطهير الشريط الساحلي لليمن واستعادة المدن والموانئ اليمنية.
وبحسب مراقبين سياسيين، فإن قوات الجيش الوطني، المدعومة من طيران التحالف، نجحت في عملياتها العسكرية التي بدأتها منذ عملية «الرمح الذهبي» التي أطلقتها بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، تحت إشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة التحالف العربي بهدف استكمال تحرير المناطق الساحلية الغربية لليمن من الميليشيات الانقلابية، وتكلل ذلك بنجاح المرحلة الأولى من العملية العسكرية بتحرير مناطق عدة كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بما فيها معسكر العمري وجبال شرق ذوباب وتبة النمر وجبال كهبوب ومدينة وميناء المخا، غرب مدينة تعز، مع التقدم باتجاه الوزاعية ومفرق مقبنة وتحرير مواقع عدة فيها، ما جعل الميليشيات الانقلابية تعيش في حالة تخبط هستيري وتطلب الدعم الكبير من مناصريها ومشايخ القرى من المؤيدين لصالح للدفع بهم إلى جبهة الساحل.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنه «منذ بدء انطلاق المرحلة الثانية من عملية الرمح الذهبي التي هدفها التوجه إلى مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من اتجاه الساحل الغربي، والسيطرة على معسكر أبو موسى الأشعري الذي يسيطر عليه الانقلابيون في مديرية الخوخة، ضيقت القوات على الميلشيات الانقلابية بشكل كبير، ما جعلهم يستنجدون بالمجتمع الدولي ويشيعون بين المواطنين أن العمليات العسكرية للميناء سيخلق وضعا مأساويا كبيرا على اليمن، بينما هم يريدون الميناء للحصول على الأسلحة وفرض ضرائب كبيرة على الواردات لرفد ما يسمونه المجهود الحربي».
ولإعاقة تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى مدينة وميناء الحديدة خاصة بعد اقترابها بنحو أقل من 10 كيلومترات إلى أولى مديريات المحافظة الساحلية؛ زرعت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ألغامها على الساحل الغربي، إضافة إلى الألغام البحرية في إشارة إلى تحد واضح للمجتمع الدولي وتهديدها للملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.
وكان زعيم الانقلابيين، عبد الملك الحوثي، استنجد الأسبوع الماضي بالقبائل لدعمه في معركة الساحل الغربي، بالمقاتلين والمال، والدفع بأبنائهم إلى معركة الساحل والمحافظة والمدن القريبة لها، مشددا عليهم الدفع بتعزيزات إلى مديرية الخوخة، وخصوصا محافظات ريمة والمحويت والحديدة وذمار وحجة وإب.
في غضون ذلك، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن الحياة بدأت تعود إلى شوارع مدينة المخا في اليمن، حيث فُتحت الأسواق من جديد. وقال في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أخبرني الأهالي أن 70 في المائة من السكان قد عادوا إلى ديارهم».
وشهدت الجبهة الغربية في تعز، أمس، مواجهات مستمرة تمكنت فيها قوات الجيش من السيطرة على تباب جديدة مطلة على شارع الخمسين بما فيها جبل القارع وتبة الرادار ويواصلون التقدم، وتزامنت معها معارك في الجبهة الشمالية، وتركزت المواجهات في شارع الأربعين من ثلاثة محاور، الدفاع الجوي والمدينة السكنية ونهاية شارع الأربعين.
رئيس علميات اللواء 17 بمحور تعز، العقيد عبده حمود الصغير، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات العسكرية تجري وفق خطط مرسومة، وتحقق كثيرا من التقدم والسيطرة، حيث حققت، تقدما جديدا وسيطرت على تباب واقعة غرب معسكر الدفاع الجوي باتجاه شارع الخمسين، شمال غربي المدينة، إضافة إلى قطع شارع الخمسين أمام الميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي ما زالت المعركة مستمرة في جبهة الساحل».
وبالانتقال إلى جبهتي حرض وميدي، المحاذيتين للسعودية، تمكنت قوات الجيش الوطني من كسر هجوم شنته الميليشيات الانقلابية على مواقعها لاستعادة مواقع تم دحرهم منها خلال اليومين الماضيين، بعد مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية.
وقتل في المواجهات 13 عنصرا من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، إثر تصد وبدعم من قوات التحالف العربي لثلاثة زحوفات فاشلة إلى مواقع ومبانٍ سيطر عليها الجيش الوطني قبل أيام شمال غربي مدينة ميدي، وذلك بحسب ما أكدته المنطقة العسكرية الخامسة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».