أهازيج الجنوب تختلط مع الجاز في مجموعة المغربي عبد الحق مبروك

عازف الساكسفون: {أحواش} فن شعبي سائد في ورزازات حيث ولدت

عازف الساكسفون المغربي عبد الحق مبروك («الشرق الأوسط»)
عازف الساكسفون المغربي عبد الحق مبروك («الشرق الأوسط»)
TT

أهازيج الجنوب تختلط مع الجاز في مجموعة المغربي عبد الحق مبروك

عازف الساكسفون المغربي عبد الحق مبروك («الشرق الأوسط»)
عازف الساكسفون المغربي عبد الحق مبروك («الشرق الأوسط»)

كشف عازف الساكسفون المغربي عبد الحق مبروك، النقاب عن مجموعته الجديدة «أحواش الجاز»، التي جمع فيها فن أحواش «فولكلور محلي» في الجنوب المغربي بإيقاعات عالمية، وتضمنت عشر معزوفات. ويقول مبروك، الذي اشتهر في أميركا باسم «أبدل ساكس»، خلال تقديم مجموعته الجديدة مساء أول من أمس بمراكش، إن الفكرة بدأت قبل تسع سنوات عندما حاول إدماج المقامات الخماسية المميزة للموسيقى الشعبية بالجنوب المغربي في إحدى معزوفاته، التي لاقت إعجابا كبيرا من قبل زملائه في أميركا. وأضاف: «منذ ذلك الحين بدأت بحثي حول فن أحواش وسبل مزاوجته مع فن الجاز، وصولا إلى توليف هذه المجموعة بمساعدة مجموعة من الفنانين المحليين والدوليين».
عن سبب اختيار أحواش، يقول مبروك: «أحواش هو الفن الشعبي السائد في منطقة ورزازات التي أتحدر منها. إيقاعاته وأهازيجه التي رافقت طفولتي لا يزال صداها يتردد في أعماقي».
ويشكل أحواش في الجنوب المغربي ظاهرة فنية اجتماعية تشارك فيها القبيلة بكاملها. ويتكون أحواش من رقصات جماعية وفردية وقصائد شعرية عفوية وأهازيج وإيقاعات على الدف. ويؤدى أحواش في ساحة تتوسط الدوار (القرية) يطلق عليها اسم «أساراك»، يجتمع فيها كل أفراد القرية مساء في أبهى الحلل، تتوسطها نار للإضاءة وتسخين الدفوف، وتتوسط حلقتان إحداهما للرجال والثانية للنساء.
تعلم مبروك الموسيقى في سن صغيرة من والده، الذي كان عازفا للبوق (ترومبيت). وولع بآلة الساكسفون وبفن الجاز، وشد الرحال إلى أميركا بلد هذا الفن، حيث ساهم في كثير من الفرق كعازف ومؤلف، وشارك في عدة مهرجانات عالمية. ويسعى مبروك من خلال مزج فن أحواش مع الجاز إلى التعريف بهذا الفن عالميا.
وفتح مبروك استوديوهات خصوصا بمراكش، وشكل فريق أحواش من أربعين عنصرا، نساء ورجالا، استقدمهم من قرى الأطلس الكبير. ويقول مبروك: «لم يكن من السهل التعامل داخل الاستوديو مع فنانين تعودوا على الأداء التلقائي والعفوي في مجالهم الطبيعي. غير أنهم في النهاية نجحوا في تقديم إبداع من مستوى راق».
ويقول عمر مرابط، الباحث في مجال الفنون الشعبية في الجنوب المغربي، إن «فن الجاز عبر المحيط الأطلسي في ظروف مؤلمة إلى أميركا حاملا إيقاعات أفريقية. ومن هناك انتشر، وأصبح فنا عالميا. واليوم من خلال مزجه بفن أحواش يساهم مبروك في نقل هذا الفن من المحلية إلى العالمية، في إطار انفتاح المغرب على حوار وتلاقح الثقافات».
من جانبه، قال عباس فراق، المخرج السينمائي وأستاذ التراث الشفهي في جامعة ابن زهر: «يزخر المغرب بكثير من الأصناف الموسيقية الشعبية الأصيلة. ففي كل جهة من جهات المملكة توجد كنوز ثقافية فريدة، تتنوع وتتلون وفق المؤثرات العربية الأمازيغية الأفريقية. والمؤسف أن جل هذا التراث أصبح اليوم مهددا ويتطلب العناية والحماية حتى نتمكن من نقله للأجيال القادمة».
وأضاف فراق: «تقدمنا في إطار النقابة الوطنية للفنون الأصيلة بعدة اقتراحات في هذا المجال، منها تدريس هذه الفنون في المدارس في المناطق التي تشتهر بها، وتكفل البلديات والجماعات الترابية بحمايتها وتنميتها، وإصدار قوانين خاصة للمحافظة عليها باعتبارها جزءا من الثروة غير المادية للمغرب». وأضاف فراق: «هذه الفنون الشعبية ملك لجميع المغاربة، وتشكل ركيزة أساسية من ركائز الهوية المغربية، لذلك يجب أن تنال ما تستحق من الرعاية».
ويرى فنان الرأي المغربي حميد بوشناق في مبادرة مبروك نموذجا يجب أن يحتذى في جميع مناطق المغرب، ويقول بوشناق: «ليست المرة الأولى التي نسمع فيها بمزج التراث الشعبي المغربي مع الفن العالمي. فقد رأينا كثيرا من كبار الموسيقيين العالميين يقتبسون ويستلهمون الفن المغربي، وفرحنا كثيرا لذلك. لكننا اليوم أمام تجربة من نوع آخر، أمام إبداع مغربي وطموح نحو العالمية. لذلك أتمنى أن يقتفي الفنانون الشباب هذا الأثر، وأن يشجع البحث في مجال ترقية جميع الفنون التي يزخر بها المغرب والوصول إلى مستوى العالمية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.