إسرائيل تعمل لضم مدينة استيطانية جنوب الضفة إلى حدودها

نتنياهو: البناء في القدس ليس مطروحاً في المحادثات مع واشنطن

أعمال بناء في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس (أ.ب)
أعمال بناء في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس (أ.ب)
TT

إسرائيل تعمل لضم مدينة استيطانية جنوب الضفة إلى حدودها

أعمال بناء في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس (أ.ب)
أعمال بناء في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس (أ.ب)

كشف النقاب أمس، عن سلسلة إجراءات تقوم بها بلدية القدس وحركات استيطان مختلفة بصمت وهدوء، لضم منطقة استراتيجية لإسرائيل. فإن نجحت في ذلك، تكون قد قطعت الضفة الغربية إلى نصفين، شمالها مفصول عن جنوبها، ما يعرقل الامتداد الجغرافي المطلوب للدولة الفلسطينية العتيدة.
وقد تبين أن بلدية القدس، تعمل سوية مع بلدية المدينة الاستيطانية «معاليه أدوميم»، منذ أسابيع، على دفع مشاريع تهدف إلى تحقيق التواصل الفعلي بينهما. وتعتبر هذه المشاريع بمثابة تمهيد لمشروع آخر مرتبط به يساعد على البناء المستقبلي في المنطقة المعروفة باسم «E1»، الممتدة من شعفاط شمالا إلى أبو ديس جنوبا، التي يتأخر البناء فيها منذ أكثر من عقد زمني لأسباب سياسية، في مقدمتها رفض الإدارة الأميركية وغيرها. وفي الوقت الذي تتخوف فيه الحكومة من رد المجتمع الدولي على الضم، فإنها تأمل أن تعزز هذه المشاريع بشكل كبير، التواصل بين المدينتين، وأن يمر الأمر بهدوء دبلوماسي.
ويفيد شهود عيان أن كثيرا من الجرافات بدأت تعمل في الأسابيع الأخيرة، بالقرب من شارع رقم 1. الذي يربط بين القدس ومعاليه أدوميم، حيث يجري العمل لبناء مفترق «هزيتيم» الذي سيسهل الحركة بين المدينتين. وقالت جمعية «مدينة الشعوب»، التي تعارض هذا المشروع لأنه يعرقل عملية السلام، إن بناء المفترق الذي سيربط بين الجزء الشمالي من الشارع الالتفافي الشرقي وشارع 417 يعد للبناء المستقبلي في منطقة E1، ويهدف إلى انحراف حركة المرور الفلسطينية عن المسار القائم حاليا في المنطقة الفاصلة بين المدينتين.
وكان قد صودق على هذا المشروع في شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2013، لكن العمل فيه توقف في الماضي إلا أن العمل فيه يجري حاليا بهدوء ولكن بوتيرة عالية.
كما شرع، أخيرا، ببناء نفق جديد عند مفترق التلة الفرنسية، الذي صادقت بلدية القدس على ميزانيته أخيرا. ويهدف شق هذا النفق لتخفيف الاكتظاظ الكبير في المنطقة، وتسهيل التحرك بين أحياء القدس الشمالية والقدس الغربية.
بالإضافة إلى ذلك، تدفع إسرائيل باتجاه هدم قرية الخان الأحمر، التي تعتبر رمزا للوجود العربي في المنطقة؛ إذ جرى توزيع عشرات أوامر الهدم في القرية في الشهر الماضي، بتوقيع الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتعمل البلديتان على دفع ضم معاليه أدوميم إلى القدس، بواسطة تعريف المنطقة الواقعة بين المدينتين على أنها «مواقع قومية ومحميات طبيعية». وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أوصت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس بالمصادقة على الخريطة الهيكلية التي تشكل مرحلة في مخطط تحويل المنطقة إلى حديقة وطنية تحمل اسم «منحدرات جبل المكبر».
ويقول السكان الفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة، وتنظيمات اليسار اليهودي المعارضة للخطة في إسرائيل، إنها تهدف عمليا، إلى منع امتداد الأحياء الفلسطينية المجاورة. وقال الباحث أفيف تتارسكي، من «جمعية مدينة الشعوب»، أمس، إن «اليمين يحاول تبييض مشروع المنطقة E1، بادعاء أن معاليه أدوميم تحظى بالإجماع الإسرائيلي. لكن البناء هناك سيحول معاليه أدوميم من مطلب إسرائيلي، يمكن للفلسطينيين الموافقة عليه في إطار تبادل الأراضي، إلى ضربة مميتة لحل الدولتين». وقال إن «استثمار مليارات الشواقل لصالح بناء شوارع بين القدس وE1، يعكس إصرار إسرائيل على تنفيذ خطة البناء وعرقلة حل الدولتين».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن وهو في طريق عودته من الصين، أن البناء في القدس ليس مطروحا في المحادثات الإسرائيلية الأميركية الجارية حاليا بغرض التوصل إلى تفاهمات حول الاستيطان. «هذه مسألة إسرائيلية داخلية، باعتبار أن القدس الشرقية أيضا هي جزء من إسرائيل» على حد قوله. وأكد نتنياهو أن المحادثات تتقدم بشكل إيجابي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.