الرئيس اليمني: العالم أجمع يقف مع الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة

أكد أنه لا يمكن للحوثيين فرض التجربة الإيرانية على اليمنيين

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس اليمني: العالم أجمع يقف مع الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي («الشرق الأوسط»)

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن العالم أجمع والدول العربية والإسلامية تقف مع الحكومة الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين.، مؤكداً أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح، لايمكنها فرض التجربة الإيرانية على اليمنيين، مشيرا إلى أن لدى الحكومة خطة لدخول كل أفراد المقاومة الشعبية في دورات تدريب حيث يمثلون جيش اليمن الجديد. وقال في كلمة له أثناء حفل تخريج إحدى دفعات عناصر المقاومة بقاعدة العند (جنوب اليمن) "نحن لا ندعو للحرب وإنما للسلام، ولكن لا يمكن للحوثي أن يفرض علينا التجربة الإيرانية".
وخاطب الرئيس اليمني الخريجين قائلا "شكرا لكم وأتمنى لكم النجاح، استطعتم الدفاع عن وطنكم وعلى الأرض والعرض، والدين الحنيف، كما نقول لكم إن العالم معكم، والدول والعربية والإسلامية إلى جانبكم، لدينا خطة لدخول كل أفراد المقاومة في دورات تدريب وهي جيش اليمن الجديد".
وتعمل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وبالتعاون مع الحكومة الشرعية على تدريب الآلاف من عناصر الجيش الوطني اليمني الجديد؛ وذلك من خلال مدربين أكفاء يشرفون على برامج مكثفة في مختلف الصنوف القتالية، بالإضافة إلى إطلاق برامج لتدريب الطيارين.
وتنفذ عمليات التدريب في قاعدة العند الجوية "60 كليومترا شمال العاصمة المؤقتة عدن"، التي تقع على مساحة 15 كيلومترا مربعا، كما تم إنشاء معسكرات تدريب أخرى في محافظة مأرب اليمنية، وذلك لتجهيز وإعداد عناصر الجيش الوطني الجديد، بمشاركة ضباط من دول التحالف وضباط يمنيين سابقين، ودعمهم بالآليات والمعدات العسكرية اللازمة.
ونشرت قوات التحالف في اليمن مجموعات مختارة من قوات النخبة والطائرات، بغرض تدريب وتأهيل عناصر الجيش الوطني الجديد، كما تم نشر سرب مروحيات هجومية من طراز "أباتشي"، ومروحيات ذات قدرة هجومية خفيفة من طراز "بيل 407".
ويشرف مدربون من التحالف على تأهيل وتدريب عناصر المقاومة الشعبية الذين تم دمجهم في إطار الجيش الوطني الجديد وقوات الأمن، وتخرج الآلاف منهم حتى الآن.
وأطلق أخيرا برنامج تدريب مكثف لتشكيل قوات جوية يمنية جديدة في قاعدة العند الجوية التي تمت إعادة تأهيلها، من خلال تدريب الطيارين اليمنيين على استخدام الطائرات، حيث يستهدف تجهيز وتأهيل الطيارين، في إطار تعزيز العمليات العسكرية في الجبهات المتبقية.
وقام طيارون يمنيون في وقت سابق بطلعات جوية في منطقة العمليات في تعز والبيضاء لمساندة قوات الشرعية والمقاومة، ونفذوا ضربات جوية بدقة على عدة أهداف ودمروا مخازن أسلحة وآليات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح.
وقدمت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي شكرها وتقديرها لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، على الدعم والإسناد الذي تلقاه عناصر الجيش الوطني الجديد، وتوفير التدريب والتأهيل النوعي على أفضل الآليات والمعدات المتطورة.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الدفاع اليمنية الدكتور علي البكالي، أن تدريب الجيش الجديد يتم على ثلاث مراحل، تتمثل في التدريب الميداني ويتم على الأراضي اليمنية في مناطق تحت سيطرة الشرعية، والتدريب التقني، وهو على مستوى متقدم، ويكون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى تدريب القادة العسكريين، الذي يكون في دول التحالف.
ولفت الناطق الإعلامي الانتباه في تصريحات سابقة إلى أن ما يتم على أرض الواقع، هو تمكين الجيش الوطني الذي يعاد بناؤه من قبل الحكومة الشرعية، مؤكدا أنه تتم الاستعانة بهم في جبهات القتال في الجمهورية بشكل عام لتحريرها، وقال "أولى مهام الجيش الجديد تأمين المحافظات التي تمت السيطرة عليها".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.