ولد الشيخ يختتم جولة أوروبية ويحذر من تداعيات تأخر الحل اليمني

المبعوث الأممي إلى اليمن لدى لقائه وزير الخارجية الألماني في برلين أول من أمس (صفحة الخارجية الألمانية في {تويتر})
المبعوث الأممي إلى اليمن لدى لقائه وزير الخارجية الألماني في برلين أول من أمس (صفحة الخارجية الألمانية في {تويتر})
TT

ولد الشيخ يختتم جولة أوروبية ويحذر من تداعيات تأخر الحل اليمني

المبعوث الأممي إلى اليمن لدى لقائه وزير الخارجية الألماني في برلين أول من أمس (صفحة الخارجية الألمانية في {تويتر})
المبعوث الأممي إلى اليمن لدى لقائه وزير الخارجية الألماني في برلين أول من أمس (صفحة الخارجية الألمانية في {تويتر})

قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد: «إن الإطار الذي قدمته للأطراف، للتوصل إلى اتفاق شامل عادل ومتوازن. ويتناول كلا من المخاوف السياسية والأمنية للأطراف الرئيسية». وأضاف أن تأخير التوصل لاتفاق لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف المزعزع للاستقرار وإلى مزيد من التدهور لوضع إنساني، هو بالأساس مأساوي» لافتا إلى أن «الوضع الحالي يهدد بمزيد من التوسع للمجموعات الإرهابية، ليس فقط في اليمن، ولكن في أماكن أخرى من العالم».
وحث المبعوث الخاص، في بيان، المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لحث جميع الأطراف المتحاربة على ضبط النفس، والمساعدة في التخفيف من معاناة اليمنيين وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية للصراع.
واختتم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، زيارة استغرقت أربعة أيام إلى أوروبا، أجرى خلالها مشاورات مع كبار المسؤولين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط حول الوضع في اليمن.
ففي لندن، شارك المبعوث الخاص في اجتماع الخماسية الذي استضافته الحكومة البريطانية. وقد ضم الاجتماع ممثلين عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وقد استغل المبعوث الخاص هذه الفرصة للتعبير عن تخوف الأمم المتحدة من استمرار الأزمة الإنسانية التي تواجه اليمن وعدم التوصل إلى تسوية سياسية. كما ناقش الحلول الممكنة للصراع الدائر.
وفي باريس، التقى المبعوث الخاص مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت، بالإضافة إلى كبير مستشاري الشانزليزيه في الشرق الأوسط، وكبار المستشارين في الحكومة الفرنسية. أما في برلين، فالتقى وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، وكبير مساعدي المستشارة أنجيلا ميركل للسياسة الخارجية، بالإضافة إلى التقائه أعضاء في البرلمان الألماني ومنظمات بحثية. وخلال زيارته لبرلين، شارك في جلسة نقاشية ضمت مجموعة من الناشطين اليمنيين وقادة المجتمع المدني اليمني، نظمته مؤسسة «بيرغوف»، لبحث سبل إنهاء الصراع ودعم عودة اليمن إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم.
وقال بيان صدر عن مكتب المبعوث مساء أمس: «لقد اطلع المبعوث الخاص محاوريه على الوضع الكارثي في البلاد، وعن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور».
وأضاف ولد الشيخ: «لقد تسبب الصراع في قتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من ذلك بكثير. هل تحتاج الأطراف إلى فقدان مزيد من الضحايا حتى تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية لوقف القتال والالتزام بعملية السلام ووضع حد للقتال؟» متابعا: «سيكون من المؤسف أن يفوت اليمنيون فرصة للتفاوض على تسوية سياسية بينما لا تزال الفرصة موجودة وممكنة».
كما دعا المبعوث الخاص المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل لليمنيين المتضررين من الصراع. وأضاف: «إن المجتمع الدولي قد قدم حتى الآن الدعم الثابت للجهود التي نبذلها، وإنه لا بد من أن يظل الوضع في اليمن يحظى بأهمية عالية في أجندة الجميع. وقد طورت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركاؤهم خططا لمساعدة المدنيين المحتاجين، إلا أن الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقييد وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات إلى كثير من المناطق يحد من توافر المساعدات». كما شدد على «ضرورة أن يلتزم جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم تجاه القانون الدولي الإنساني، للسماح للإغاثة الإنسانية بالعبور بشكل سريع ودون أي عوائق».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».