هاري كين مهاجم توتنهام... ذكريات جميلة في ميلوول قبل لقاء الفريقين اليوم

إعارة اللاعب في ريعان شبابه أنقذت فريقه القديم من الهبوط وجعلته بطلاً من أبطاله

كين صنع اسمه في ميلوول اثناء إعارته مع فريق «الأسود»  - كين... ماكينة الأهداف التي تتألق عاماً بعد آخر في توتنهام («الشرق الأوسط»)
كين صنع اسمه في ميلوول اثناء إعارته مع فريق «الأسود» - كين... ماكينة الأهداف التي تتألق عاماً بعد آخر في توتنهام («الشرق الأوسط»)
TT

هاري كين مهاجم توتنهام... ذكريات جميلة في ميلوول قبل لقاء الفريقين اليوم

كين صنع اسمه في ميلوول اثناء إعارته مع فريق «الأسود»  - كين... ماكينة الأهداف التي تتألق عاماً بعد آخر في توتنهام («الشرق الأوسط»)
كين صنع اسمه في ميلوول اثناء إعارته مع فريق «الأسود» - كين... ماكينة الأهداف التي تتألق عاماً بعد آخر في توتنهام («الشرق الأوسط»)

كان جو غالين يشغل منصب مساعد المدير الفني لنادي ميلوول عندما كان النادي على وشك الدخول في منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي «شامبيونشيب» بينما كان نادي بورتسموث في منطقة الهبوط بالفعل برصيد عشر نقاط فقط. وواجه ميلوول بورتسموث في العاشر من أبريل (نيسان) 2012 على ملعب «فراتون بارك» معقل بورتسموث، ويتذكر غالين أن ميلوول دخل تلك المباراة تحت شعار «إما نحن أو هم».
وكان نجم توتنهام هوتسبير الحالي هاري كين يلعب في صفوف ميلوول على سبيل الإعارة آنذاك، ودخل تلك «المعركة الكروية» أمام أكثر من 15 ألف متفرج على أمل أن يصنع الفارق لفريقه، وبالفعل نجح في إحراز هدف اللقاء الوحيد، وهو الهدف الذي أصبح بمثابة علامة تجارية مميزة باسمه، حيث يسدد الكرة من على حافة منطقة الجزاء. وبعد هذه الليلة أصبح كين بطلاً من أبطال ميلوول.
كان كين قد انضم لميلوول على سبيل الإعارة من توتنهام هوتسبير خلال النصف الثاني من هذا الموسم، وهو لا يزال في الثامنة عشرة من عمره. وفي المباراة السابقة لميلوول قبل مواجهة بورتسموث، نجح كين في إحراز الهدف الأول في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بهدفين دون رد على نادي هال سيتي، قبل أن ينجح في المباراة التالية في تسجيل هدف فريقه الأول أيضاً، وكانت هذه المرة في المباراة التي انتهت بفوز ميلوول بهدفين مقابل هدف وحيد على نادي ليستر سيتي.
لقد نجح كين في قيادة ميلوول للبقاء في دوري الدرجة الأولى وتحقيق الفوز في خمس مباريات متتالية، بدءاً من الفوز على هال سيتي، وتعادل واحد في آخر مباراة أمام بلاكبول، وهي المباراة التي سجل فيها كين هدف التعادل قرب نهاية المباراة. وأنهى ميلوول الموسم في المركز السادس عشر بفارق 17 نقطة عن الفريق الثالث من مؤخرة الجدول وهو نادي بورتسموث، لكن هذا الترتيب المتأخر لا يعكس على الإطلاق ما قدمه النادي في ذلك الموسم.
وقال كين أثناء استعداد فريقه توتنهام هوتسبير لمواجهة ميلوول في دور الثمانية بكأس الاتحاد الإنجليزي اليوم: «الفترة التي لعبتها على سبيل الإعارة مع نادي ميلوول أسهمت بشكل كبير في تطور مستواي. لقد كنت في الثامنة عشرة من عمري وكان النادي يصارع من أجل تجنب الهبوط، وهذه الفترة حولتني إلى رجل قوي، فقد لعبت مباريات صعبة وسط ضغوط شديدة، ونجحت في أن أخرج من تلك التجربة بصورة إيجابية. لقد قضيت وقتاً رائعاً في هذا النادي، وسيكون من المثير اللعب أمامه. تغير الكثير منذ رحيلي عن النادي، لكنني أتطلع لتلك المواجهة».
ولم تكن التجربة سهلة على الإطلاق بالنسبة لكين في بداية انضمامه لميلوول. صحيح أنه سجل هدفين في الفوز على داغينهام آند ريدبريدج في كأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه لم يحرز أي هدف في أول ثماني مباريات له مع ميلوول في دوري الدرجة الأولى، علاوة على أن ثالث مشاركة له مع الفريق شهدت خسارة ثقيلة بستة أهداف نظيفة أمام برمنغهام سيتي. لكن غالين يتذكر ما حدث مع كين جيداً، ويشير إلى أنه أحرز هدفه الأول مع الفريق في دوري الدرجة الأولى خلال المباراة التي انتهت بفوز ميلوول على بيرنلي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في نهاية شهر فبراير (شباط)، قبل أن ينطلق اللاعب ويسجل سبعة أهداف خلال 14 مباراة.
يقول غالين: «قد لا أبالغ إذا قلتُ إنه ربما كان النادي قد هبط من دوري الدرجة الأولى لو لم نتعاقد مع كين. كان هناك قدر من المغامرة في أن نتعاقد معه بسبب صغر سنه، في ظل المنافسة الشديدة في دوري الدرجة الأولى بالنسبة لنادي ميلوول. لكنه سجل الأهداف بشكل رائع، وأسهم بأهدافه وطريقة لعبه في تغيير الأمور كثيراً بالنسبة لنا».
وأبرمت هذه الصفقة بسبب العلاقة الجيدة بين كيني جاكيت، المدير الفني لميلوول في ذلك الوقت، وتيم شيروود، الذي كان مسؤولاً عن أكاديمية الناشئين في توتنهام هوتسبير، اللذين تجمعهما الصداقة منذ أن كانا يلعبان معاً في واتفورد. وانتقل ريان ماسون (الذي يلعب حالياً في هال سيتي) لميلوول من توتنهام على سبيل الإعارة أيضاً في الفترة ذاتها، لكنه لم يلعب بشكل منتظم بسبب إصابته في كاحل القدم.
وأؤكد مرة أخرى على أن اللعب في ميلوول صعب للغاية. وكان كين قد بدأ اللعب مع توتنهام للمرة الأولى في بداية ذلك الموسم، حيث لعب ست مباريات في الدوري الأوروبي تحت قيادة هاري ريدناب، وسجل هدفاً واحداً في مرمى الفريق الآيرلندي شامروك روفرز. يقول غالين: «كان الناس يقولون: من هذا الفتى القادم من توتنهام؟»، لقد نجح كين في لفت الأنظار إليه بسبب شخصيته ومهارته داخل الملعب.
ويضيف غالين: «مشجعو ميلوول قد يكونون عدائيين للغاية، وقد يكونون عظماء ومدهشين لو وقفوا إلى جانبك، والعكس صحيح. وأنا شخصياً أحب ذلك، لكن كين كان رابط الجأش ويثق في قدراته جيداً»، وتابع: «استغرق الأمر مباراة أو مباراتين، ثم انطلق كين. إحراز الأهداف يعطي الثقة لأي لاعب، وما إن عرف كين طريق الشباك حتى انطلق بصورة هائلة، ولم يتوقف مطلقاً. كنت أعمل بشكل أكبر مع المهاجمين، لكنني لم أكن بحاجة إلى الحديث كثيراً مع كين، سواء بين شوطي المباراة أو قبل المباراة. دائماً ما تخبر بعض اللاعبين بأن يركضوا بهذه الطريقة أو تلك من أجل الحصول على الكرة، ولكن مع كين لم يكن الأمر يتطلب ذلك على الإطلاق».
وأضاف مساعد المدير الفني السابق لميلوول: «كان يتمتع بثقة كبيرة في قدراته وكان هادئاً للغاية. لو لم تَسِر الأمور بالشكل الذي يتمناه في التدريبات، كان يتحدث بصورة جيدة، ولم يكن يحضر أمتعة معه، وكان بسيطاً للغاية. لم يتعالَ يوماً على زملائه لأنه قادم من توتنهام. كان هو وريان ماسون لاعبين رائعين من الناحية الأخلاقية. مر علينا كثير من اللاعبين الرائعين عبر السنين، لكن لم يكونوا بهذا الالتزام خارج الملعب».
وتحدث المدير الفني الحالي لنادي توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوكيتينو، الأسبوع الماضي عن شعور كين بالغضب إذا طلب منه الخروج من التدريبات. وقال غالين أيضاً إن كين يعشق التدريب ويبذل كل ما في وسعه خلاله. وأضاف: «خلال مسيرتي التدريبية على مدى 20 عاماً، لم أرَ لاعباً في حياتي يتدرب مثل هاري كين. كان دائماً يتدرب على إحراز أهداف من على حافة منطقة الجزاء، وهذه هي اللعبة المميزة بالنسبة له».
بوكيتينو، مدرب توتنهام، وصف مهاجمه هاري كين، بأنه أحد أفضل مهاجمي العالم، بعد تسجيله الشهر الماضي ثالث ثلاثية في 9 مباريات، ليساعد الفريق اللندني في الفوز (4 - صفر) على ستوك سيتي. وقال بوكيتينو عن كين: «إنه يقدم أداء جيداً للغاية. إنه أحد أفضل مهاجمي العالم. ويستحق ذلك لأنه لاعب رائع».
وتابع: «كان كيني جاكيت يشاهد التدريبات من مكتبه ويقول: (جو، يجب أن تأتي إلى هنا، لأن كين على وشك أن يأتي بالفريق إلى هنا). وكنت أقول لكين: (هيا، يجب أن ننصرف، لأن كيني سوف يقتلني. وكان كين يشعر بالغضب ويصرخ)، قائلا: (هيا، ما زال أمامنا المزيد). وكان ينظر لي وهو غير سعيد»، ويتذكر غالين أن المباراة التي خاضها كين أمام بورتسموث لها مكانة خاصة، قائلا: «رأيت كين يتحدث عن تلك المباراة وعن أهميتها. كان مجرد التفكير في خسارة تلك المباراة مؤلماً. لقد كانت مباراة قوية بين رجال يلعبون كرة القدم من أجل كسب لقمة العيش، وقد نشأ كين في تلك البيئة».
وأضاف: «كانت تلك المباراة بمثابة مفترق طرق بالنسبة لنا. أحرز كين هدفاً من على حافة منطقة الجزاء كعادته. إنه لا يخطئ مطلقاً من تلك الزاوية، فهو أفضل لاعب رأيته في حياتي يحرز أهداف من تلك المنطقة، ويعود الفضل في ذلك بالتأكيد إلى التدرُّب كثيراً على تلك اللعبة».
وفي نهاية الموسم، حصل كين على لقب أفضل لاعب شاب في فريق ميلوول. يقول غالين: «أنا متأكد من أنهم كانوا يريدون منح تلك الجائزة للاعب من أبناء النادي وليس للاعب منضم للنادي على سبيل الإعارة، ولكن لم يكن لديهم أي خيار آخر، لأنه كان أفضل من الجميع بفارق كبير، وكان الجمهور يعشقه للغاية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».